انتقد السفير الفلسطيني في كوبنهاغن مانويل حساسيان زيارة رئيسة الوزراء الدنماركية ميتا فريدركسن إلى تل أبيب، اليوم الخميس.
وكانت الزيارة أثارت سجالا دنماركيا أشار إليه "العربي الجديد"، من خلال توافق بين اليسار ويسار الوسط ويمين الوسط المعارضين لرفض "جلب لقاح كورونا الذي يستحقه الفلسطينيون إلى الدنمارك".
واعتبر حساسيان أن زيارة فريدركسن إلى تل أبيب "تعبر عن محاباة لإسرائيل"، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الدنماركية "ريتزاو" صباح اليوم الخميس.
وعبر حساسيان عن موقف فلسطيني رافض للزيارة وأهدافها، التي اعتبرها "مثيرة للاشمزاز"، وهو يشير بذلك إلى خطة فريدركسن للحصول على "فائض اللقاح" من إسرائيل، بينما معظم الأحزاب والمنظمات الحقوقية والصحافة تعتبر هذه الخطوة غير مقبولة.
ووفقا لأحدث موقف لليسار الدنماركي الذي عبر عنه بيرنيلا سكيبر، أحد قيادييه في البرلمان، فإنه "في الوقت الذي لم يجر تطعيم الشعب الفلسطيني، لا لقاح يسمى فائضاً".
ويرفض أكاديميون وسياسيون حاليون وسابقون صيغ التعاون بين فريدركسن ومستشار النمسا سبسيتان كورتز من ناحية، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الناحية الثانية، على "صناعة لقاح مشترك"، ورآها بعض الساسة والصحافيين أنها "تقدم تلميعا انتخابيا لنتنياهو"، قبل أسابيع من انتخابات الكنيست يوم 23 مارس/آذار الجاري.
وذكرت وكالة الأنباء الدنماركية، الخميس، أنه "يجب فهم انتقادات رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في كوبنهاغن، حساسيان، في ضوء حقيقة أن إسرائيل تتعرض لانتقادات لعدم مشاركتها اللقاح مع الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة"، علما أن إسرائيل هي أكثر دول العالم تطعيمًا.
وشدد السفير الفلسطيني على أن قرار الدنمارك التعاون مع إسرائيل، الذي اعتبره "خطوة أنانية" وأنه "دعم للفصل العنصري، وليس موقفا متوازنا في الوسط، فالدنمارك اشتهرت دائما بالعمل من أجل حقوق الإنسان والقيام بدور إنساني دولي".
وردا على هذه الانتقادات التي انتشرت سريعا في وسائل الإعلام الدنماركية، اضطرت الخارجية الدنماركية للتعقيب، مؤكدة أن الزيارة "لا تغير شيئا في ما يتعلق بسياسة الحكومة الدنماركية في ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين".
وتواصلت الانتقادات اللاذعة من قبل اليسار وأعضاء نقابات دنماركية، محذرين من أن "مساومات تجرى مع كوبنهاغن للدخول بشراكة إنتاج لقاحات في مصانع إسرائيلية".
وحذر بعضهم من أن تنصاع الدنمارك لمطلب تل أبيب "نقل السفارة إلى القدس المحتلة"، بحسب ما كتب نشطاء ونقابيون دنماركيون، مع ازدياد التغطية الإعلامية لما أطلقت عليه معظم الصحف "تمييزا عنصريا ضد الفلسطينيين في سياسة التطعيم الإسرائيلية".
وأشار التلفزيون الدنماركي اليوم الخميس، من خلال تقرير مطول، إلى حقيقة ما يجري من حجب اللقاح، وأنه يخالف اتفاقية جنيف والقوانين الدولية حول مسؤولية الاحتلال بتوفيره للسكان الواقعين تحته.
وذهبت تغطيات أخرى إلى وصف السياسة الإسرائيلية بأنها "تعكس أبرتهايد ضد الفلسطينيين".
ورغم وجود تمثيل دبلوماسي فلسطيني في كوبنهاغن (ممتد منذ 1986 بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بداية)، إلا أن كوبنهاغن لم تخط خطوة أخرى منذ 2012 نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، كما ظل يقترح ويضغط اليسار وكما وعد يسار الوسط، وخصوصا الزعيم السابق للحزب الحاكم موينز لوكاتوفت.
ومسألة الاعتراف بفلسطين تخضع في كوبنهاغن لتعقيدات مختلفة، وأهمها صلابة العلاقة بين تل أبيب وكوبنهاغن منذ عقود، ووجود تأثير جماعات الضغط أكثر مما هي في استوكهولم، رغم تغير المزاج نحو انتقاد أكثر لدولة الاحتلال في الإعلام والشارع، وعلى مستوى الأحزاب والمنظمات الحقوقية.