تناقلت منابر إعلامية موالية للنظام السوري، اليوم الثلاثاء، أنباء حول تهدئة جديدة مدتها 72 ساعة اتفق عليها الجانبان الروسي والتركي لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وتأتي هذه التهدئة عقب تصعيد من قبل قوات النظام وروسيا، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، ومنطقة سهل الغاب غربي حماة، الواقعتين ضمن منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وبحسب آخر إحصائيات للدفاع المدني السوري، فإنّ تصعيد النظام وروسيا الأخير من خلال القصف المدفعي والصاروخي، أدى إلى مقتل 35 شخصاً خلال الأسابيع الأربعة الفائتة، بينهم ثلاثة أطفال وجنين، وخمس نساء، ومتطوع من الدفاع المدني السوري، فضلاً عن إصابة 74 آخرين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة للعديد من الغارات الجوية الروسية التي استهدفت قرى وبلدات جبل الزاوية ومحيط مدينة إدلب.
وقالت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ "العربي الجديد"، إنّ ضباطاً يتبعون قوات النظام عمّموا من خلال الأجهزة اللاسلكية على عناصر وضباط مرابض المدفعية التابعة لقوات النظام، ضرورة الالتزام بتعليمات وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجانبان الروسي والتركي، بحسب قولهم.
وأضافت المصادر أنّ القصف المدفعي من قبل قوات النظام، اليوم الثلاثاء، كان بوتيرة أقل عن الأيام السابقة، إذ طاول قصف قوات النظام صباحاً، محاور الاشتباك وخطوط التماس الفاصلة مع قوات المعارضة السورية بالقرب من بلدة السرمانية في منطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة، وتل القصر القريب من مدينة الأتارب غربي محافظة حلب، بثماني قذائف موزعة على تلك المحاور، دون تعرض منطقة جبل الزاوية لأي عملية قصف.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال العقيد مصطفى البكور، الناطق الرسمي باسم "جيش العزة" أحد الفصائل المنضوية ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" والعاملة في منطقة إدلب، إنه "لم يصرح أي مصدر رسمي من الضامنين حول تجديد اتفاق التهدئة أو أي اتفاق جديد، لكنه لوحظ اليوم هدوء كامل على كافة الجبهات، مما يوحي بأمر ما".
ويعتقد البكور أنّ "هناك رسالة تم توجيهها من اجتماع دول التحالف الدولي ضد "داعش" وحلفاء واشنطن بشأن سورية، يوم أمس الإثنين، في روما، حول ضرورة المحافظة على الهدوء والتوجه للحل السلمي في سورية بما يتوافق مع القرار الدولي 2254".
ولفت القيادي في فصائل المعارضة السورية إلى أنه "لوحظ أنه مؤخراً تدخل الطيران الأميركي تحت غطاء التحالف الدولي لضرب المليشيات الإيرانية بشكلٍ مباشر، وهذا يعني أنّ أميركا قررت معالجة الأمر بنفسها بدلاً من الاعتماد على الوكلاء، وهذا أمر يحسب له حساب في الوضع السوري".
وأشار إلى أنه "ربما يكون التدخل الأميركي المباشر رسالة جدية للنظام وحلفائه حول رغبة أميركا بالتهدئة والتوجه للحل السياسي وفق 2254".
وتعد هذه التهدئة، في حال خروجها رسمياً، بمثابة اتفاق داخل اتفاق، إذا لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا حول إدلب، الموقّع في مارس/آذار من العام الماضي، سارياً ولو بشكل نظري، إذ كررت قوات النظام والمليشيات المساندة لها عمليات القصف والخروقات ومحاولات التسلسل منذ توقف العمليات، لكن دون تقدم يذكر على الأرض، ما يدفع المعارضة والجيش التركي للرد في كثير من الأحيان على تلك المحاولات، واستهداف الأماكن السكنية.