انطلاق القمة الأفريقية في أديس أبابا: ملف طرد إسرائيل والانقلابات على الطاولة

05 فبراير 2022
مارست أديس أبابا ضغوطاً كبرى لكي تنعقد القمة حضورياً (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

انطلقت اليوم السبت أعمال القمة الأفريقية الـ35 لرؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تحمل خصوصية مهمة، حيث تناقش ملف طرد إسرائيل من صفة مراقب في الاتحاد، ضمن مساعٍ تقودها كل من الجزائر وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى ملفات الأمن والتنمية والتحديات الاقتصادية للقارة.

ويجتمع الزعماء الأفارقة في قمة الاتحاد الأفريقي، في محاولة لتنسيق مواقف للتصدي لجائحة كوفيد-19، وتغير المناخ، وسلسلة من عمليات استيلاء العسكريين على السلطة من السودان إلى منطقة الساحل.

وأنشئ الاتحاد قبل 20 عاماً، لتعزيز التعاون الدولي وتنسيق سياسات الدول الأعضاء. ويواجه الاتحاد صعوبة في التصدي لستة انقلابات أو محاولات انقلاب في أفريقيا على مدى الثمانية عشر شهراً الماضية، ويحتل الاستيلاء على السلطة مكاناً بارزاً في أجندة القمة.

ويحضر رؤساء نيجيريا ذات الثقل الكبير في القارة، والسنغال، رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد، وكينيا، على الرغم من أن من بين الغائبين شخصيات رئيسية، مثل رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، ورئيس أوغندا يويري موسيفيني.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في افتتاح القمة الأفريقية، "نطمح لنهضة أفريقية شاملة وتجاوز ما سببته الجائحة"، مشددا على أن صوت أفريقيا على الساحة الدولية ينبغي أن يكون واضحاً ومسموعاً.

وتخصص القمة الأفريقية جزءاً من النقاشات السياسية، للبند التاسع في جدول الأعمال المقرر مساء غد الأحد، المتعلق بقرار منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد.

ووافق رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي من جانب واحد في يوليو/تموز على طلب إسرائيل الحصول على صفة مراقب في الاتحاد، ما أثار انتقادات من جنوب أفريقيا التي يدعم حزبها الحاكم بشدة القضية الفلسطينية.

ولم تُحَلّ هذه المسألة في اجتماع عُقد في أكتوبر/تشرين الأول، وسيناقشها رؤساء الدول الآن. ولم يتضح ما إذا كان الزعماء سيصوتون على هذه القضية أو سيناقشونها فقط. وقالت مذكرة داخلية أُعدت للقمة، واطلعت عليها "رويترز"، إن نيجيريا، والجزائر، وجنوب أفريقيا، والتكتل الإقليمي للجنوب الأفريقي، تضغط من أجل إلغاء وضع إسرائيل.

وقال دبلوماسي أفريقي إن جمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، والمغرب، وتوغو تدعم وجود إسرائيل.

ولم تردّ المتحدثة باسم مكتب فقي على طلب التعليق على وضع إسرائيل. وامتنع رئيس قسم أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية شارون بار لي، عن التعليق.

انقلابات

وتستضيف أديس أبابا القمة، بعد وضع أمني دقيق، وتعبّر السلطات الإثيوبية عن سرورها باستضافة اجتماع ترغب في وصفه بأنه "نكسة لمن أعلنوا نهاية العالم هنا"، والذي يتضمن العديد من الأزمات الأخرى على جدول أعماله.

ويقول إيموجين هوبر، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، وفق "فرانس برس"، إن استضافة هذه القمة "يمكن اعتبارها بالتأكيد انتصاراً سياسياً لإثيوبيا"، مذكراً بأن الحكومة "مارست ضغوطاً كبرى لكي تنعقد القمة حضورياً (وليس عبر الفيديو)، لأن هذا الأمر يعطي الانطباع بعودة الأمور إلى طبيعتها".

وتأتي القمة بعد سلسة انقلابات في القارة، كان آخرها قبل أسبوعين في بوركينا فاسو.

وعلّق "مجلس السلم والأمن" التابع للاتحاد عضوية بوركينا فاسو، ومالي، وغينيا، والسودان، بعد الانقلابات العسكرية. لكن في تشاد التي توفي رئيسها إدريس ديبي اتنو في إبريل/نيسان 2021، يحكم مجلس عسكري البلاد بقيادة نجله.

واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن "استجابة الاتحاد الأفريقي غير المتناسقة للعديد من التغييرات غير الدستورية للحكومة كانت مسيئة بشكل خاص".

وقال مؤسس مجموعة الأبحاث "أماني" المتخصصة بشؤون الاتحاد الأفريقي سولومون ديرسو، إن النقاشات يجب أن تتناول بدلاً من ذلك مكافحة العوامل التي تؤدي إلى الانقلابات، مثل الإرهاب، أو المراجعات الدستورية التي تسمح للقادة بالبقاء في السلطة. وأضاف: "فقط عندما تضرب أزمة نتساءل: كيف يمكن أن ينهار هذا البلد بمثل هذه السرعة؟".

الاستجابة لكورونا

واليوم السبت، سيعرض رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاستجابة الأفريقية للوباء بعد حوالى سنتين من رصد أول حالة كوفيد-19 في القارة، في مصر.

في 26 يناير/كانون الثاني، كان هناك 11 بالمائة فقط من أكثر من مليار أفريقي مطعمين بالكامل بحسب المراكز الأفريقية لمراقبة الأمراض والسيطرة عليها. وهذا أقل بكثير من هدف الوصول إلى تلقيح 70 بالمائة من السكان المحدد حتى نهاية السنة.

ومن المرتقب أن يعبّر القادة الأفارقة مجدداً عن سخطهم من رؤية اللقاحات متركزة في الدول الغنية.

"حلول أفريقية"

ووسط برنامج العمل المثقل هذا، من غير المرجح أن تحظى الحرب في إثيوبيا بين القوات الموالية للحكومة ومتمردي "جبهة تحرير شعب تيغراي"، بالكثير من الانتباه.

ويمارس الموفدون الأجانب ضغوطاً من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. لكن الحكومة الاثيوبية رفضت الانتقادات الأميركية والغربية التي وصفتها بأنها تمارس إمبريالية جديدة.

وأمام مطار أديس أبابا نُصبت لافتات في الآونة الأخيرة كتب عليها: "حلول أفريقية لمشاكل أفريقيا" أو "مستقبل أفريقيا الأم مشع".