انعقاد قمة دول جوار السودان في القاهرة: لوقف فوري للقتال وحلّ سلمي

13 يوليو 2023
قمة دول جوار السودان تناقش سبل وقف الحرب (فرانس برس/أسوشييتد برس/رويترز)
+ الخط -

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إن بلاده "بادرت باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من 5 ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنوات عدة".

وطالب السيسي، خلال كلمته في قمة دول جوار السودان التي تناقش في القاهرة سبل وقف الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف إبريل/ نيسان الماضي والحيلولة دون آثارها السلبية على دول الجوار، "كل أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضرراً من التبعات الخاصة بالأزمة السودانية، ما يعزز الصمود واستقبال كافة المعانين من الأزمة السودانية".

وتابع السيسي: "لا تفوتني الإشادة بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من السودانيين وشاركت مواردها المحدودة في ظل تداعيات تلك الأزمة السودانية".

وقال الرئيس المصري إن القمة "تنعقد في لحظة تاريخية فارقة"، داعياً إلى "توحيد رؤى دول جوار السودان بشأن الأزمة التي تشهدها البلاد. ووقف الاشتباكات والتوصل إلى حل سياسي شامل". وأكد أن مصر "ستسعى بالتعاون مع كل الأطراف إلى وقف نزيف الدم في السودان".

ودعا الرئيس المصري إلى "مفاوضات جادة تسهم في وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في السودان"، قائلاً إنه "يجب إطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الوصول إلى حل سياسي".

وشدد السيسي على أن السودان "يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، قائلاً إنها تركت "تداعيات كارثية" في ما يتعلق بالوضع الإنساني.

ووجه الرئيس المصري كلمة للشعب السوداني قائلاً: "إن مشاهد الخراب والدمار والقتل التي نطلع عليها تدمي كل قلوب المصريين.. نشعر بمعاناة الأشقاء في السودان.. ونتألم وندعو الله العلي القدير أن يزيل هذه المحنة في أسرع وقت"، مضيفاً: "من هذا المنطلق، أؤكد ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا، والعمل على الحفاظ على وحدة وسيادة السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم استقرار السودان وأمنه بل والمنطقة.. وأشدد على أن مصر لن تدخر جهدا في المساعدة لاستعادة الاستقرار والسلام في ربوع هذا البلد الشقيق بالتعاون مع كل الأطراف".

وخلال كلمته، طرح السيسي رؤية مصرية من 4 بنود لإنهاء الأزمة السودانية، قائلاً إن "العنصر الأول يتمثل في مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء في مفاوضات جادة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار". وتابع: "العنصر الثاني يتمثل في مطالبة كل الأطراف بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً، ووضع آليات تكفل الحماية اللازمة للقوافل وموظفي الإغاثة".

وذكر السيسي أن "العنصر الثالث يرتبط بإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة؛ تلبي طموحات الشعب السوداني في الأمان والرخاء والاستقرار والديمقراطية"، مضيفاً أن "العنصر الأخير يتمثل في تشكيل آلية اتصال منبثقة عن المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية تهدف للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية".

وقال الرئيس السيسي في نهاية كلمته: "أكرر شكري للقادة المشاركين على تلبية الدعوة التي نأمل في مساعدة جار عزيز ودعم شعب شقيق في تجاوز المحنة الحالية في أسرع وقت.. شكرا جزيلا لكم".

بدوره، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى الحفاظ على مؤسسات السودان ومنع انهيارها ورفض أي تدخل خارجي، مضيفا أنه يجب دعم مسار جدة لحل الصراع في السودان.

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إن "الصراع في السودان له آثار أمنية واقتصادية إنسانية بالغة الصعوبة تجاوزت حدود البلد الجار إلى دول الجوار وتفاوتت حدتها من بلد لآخر".

وأشار المنفي، خلال كلمته أمام القمة، إلى أن ليبيا "عبرت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الموجعة عن الاستعداد للانخراط والمساهمة بفاعلية في جهود إقليمية ودولية لوقف الحرب، وعودة الأخوة إلى حوار بناء وجاد؛ للتوافق على مستقبل السودان الديمقراطي الموحد الذي يسعى للاستقرار والتنمية". وأكد "جاهزية بلاده لبذل أقصى الجهود التي تصب في مصلحة السودان الشقيق وشعبه، وفي إطار تعزيز حالة السلم والأمن في الإقليم وأفريقيا والعالم".

وتابع المنفي: "فتحنا الباب للاستماع لكل وجهات النظر، وأبدينا استعدادنا لاستقبال ممثلي الأطراف لإحلال السلام، ووقف جميع المواجهات المسلحة في كل أنحاء البلاد".

من جهته، وجه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الشكر لنظيره المصري على تنظيم القمة، وقال: "نحن نجتمع هنا اليوم من أجل مناقشة سبل إنهاء الأزمة في السودان، أؤكد أن هذه القمة تأتي في وقت حساس وحرج بالنسبة لنا جميعا، فالدول جوار السودان أمامها فرصة لتبحث الوضع فيه".

وأضاف سلفاكير: "إنهاء الوضع والأزمة السودانية تعمل عليها منظمة إيغاد وكذلك الاتحاد الأفريقي. هذه القمة ليست بشيء جديد لدول الجوار السوداني لإنهاء الصراع داخل السودان وتأثيراته على دول الجوار".

وتابع رئيس دولة جنوب السودان: "هذا الصراع اندلع في 15 إبريل/ نيسان 2023 بين العديد من الأطراف، وأنا شخصياً أطلب منهم وقف إطلاق النار الفوري، وأطالب بذلك لأنني أعرف أن حال الحرب ستكون له تداعياته على الوضع الأمني في السودان، وكذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي على دول الجوار أيضاً".

بدوره، قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي خلال كلمته في القمة: "ندعو إلى احترام استقلال وسيادة السودان، ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوداني"، مضيفاً: "الشعب السوداني ستكون له الكلمة الأخيرة في حل الأزمة".

وخلال كلمته أمام القمة، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى "لوقف فوري ومستدام للقتال في السودان وحل النزاع بأسرع وقت ممكن، لأن تداعياته كبيرة على المنطقة".

أما رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فاوستين أركانغ تواديرا فأعرب عن قلقه من تداعيات الحرب في السودان، التي قال إنها "تتجاوز قدرات منطقتنا لا سيما على صعيد انتشار تجارة الأسلحة الخفيفة"، داعياً إلى الحوار بين جميع الأطراف وإعطاء فرصة للسلام.

وأضاف: "الحرب في السودان مأساوية ونأمل إسكات الأسلحة قريباً"، معتبراً أن الصراع في السودان قد يؤثر سلباً على المنطقة واقتصادها.

وتأتي قمة دول جوار السودان في ظل تعثر وساطات دولية وإقليمية أخرى، أبرزها وساطة جدة المشتركة بين السعودية وأميركا، التي فشلت حتى الآن في إقناع طرفي النزاع بالجلوس معاً، والوساطة التي تقوم بها منظمة (إيغاد)، التي رفضت وزارة الخارجية السودانية المشاركة فيها بسبب رئاسة كينيا لاجتماعها.

وتجاور السودان 7 دول، هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، كما للسودان حدود بحرية مع المملكة العربية السعودية.

المساهمون