المرشح الليبي فتحي باشاغا يلتقي عباس كامل في القاهرة: الالتزام بمصالح مصر مقابل الدعم
كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على عمل اللجنة المصرية المعنية بمتابعة الملف الليبي، عن زيارة مرتقبة للمرشح الرئاسي الليبي فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الوطني، للقاهرة خلال ساعات.
وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن باشاغا من المقرر أن يلتقي باللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، والمعني الأول في الإدارة المصرية بالملف الليبي، لافتة إلى أن الزيارة تهدف إلى التباحث بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة عقب الإعلان عن تأجيل الاستحقاق الانتخابي، الذي كان مقررا له الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري.
وأوضحت المصادر أن رئيس المخابرات المصري، سيؤكد على باشاغا ضرورة الالتزام بالمصالح المصرية، مقابل تقديم القاهرة كافة أوجه الدعم اللازم له في مهمته المرتقبة، خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على الثوابت الخاصة بحفظ الأمن الإقليمي، بحسب المصادر، التي فضلت عدم نشر أسمائها.
وكشفت المصادر أن مصر تلقت إشارات ورسائل إيجابية في وقت سابق عقب إعلان باشاغا ترشحه للانتخابات الرئاسية في بلاده، بعدم المساس بكافة الاتفاقيات الموقعة بين مصر وحكومة الوحدة الوطنية.
كما كشفت المصادر أن باشاغا من المقرر أن يتوجه لدى مغادرته القاهرة إلى تركيا للقاء المسؤولين هناك، متوقعة أن تتناول لقاءاته هناك رؤيته بشأن إدارة البلاد حال قيادته لحكومة انتقالية.
اشاغا من المقرر أن يتوجه لدى مغادرته القاهرة إلى تركيا للقاء المسؤولين هناك
وأشارت المصادر ذاتها، إلى ترتيبات تجري في القاهرة للدعوة إلى لقاء جامع للمرشحين الرئاسيين البارزين خلال الفترة القريبة المقبلة، تأكيدا للحضور المصري في المشهد الليبي، وترسيخا لدور القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وكانت مصادر قد كشفت لـ"العربي الجديد " في وقت سابق من الشهر الماضي عن ترجيح سيناريو تأجيل الانتخابات، والإعلان عن حكومة مؤقتة تتولى إدارة ليبيا على أن تكون مهمتها تهيئة الأجواء لإجراء العملية الانتخابية خلال الربع الأول من العام القادم 2022، حيث تصدر اسم باشاغا قائمة المرشحين لرئاسة تلك الحكومة.
والتقى باشاغا أمس الثلاثاء إلى جانب عدد من المرشحين الرئاسيين من المنطقة الغربية، مع قائد مليشيات شرق ليبيا المرشح للرئاسة خليفة حفتر في بنغازي، في لقاء هو الأول من نوعه.
في مقابل ذلك استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بقصر الاتحادية في القاهرة، فيما خلا البيان الرسمي الصادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية بشأن اللقاء من أية إشارة إلى إجراء الانتخابات في موعدها أو الحديث عن المطالبات المصرية بضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا.
وتوافق الجانبان، بحسب البيان الرسمي على تكثيف التشاور والتنسيق بينهما خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده.
يأتي هذا في الوقت الذي أعطى فيه رئيس مفوضية الانتخابات في ليبيا عماد السايح تعليماته بحل اللجان الانتخابية في مكاتب الإدارة الانتخابية وإنهاء أعمالها، في وقت ما زال الغموض يكتنف مصير الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها يوم الجمعة المقبل.
في مقابل ذلك، أكد المرشح الرئاسي في ليبيا عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المؤقتة، أن أزمة الحشد العسكري وحالة الاحتقان التي شهدتها العاصمة طرابلس انتهت، بعد تدخل ما وصفهم بـ"الخيرين".
وأوضح الدبيبة، عبر حسابه على "تويتر"، أن "الحياة عادت إلى طبيعتها في العاصمة طرابلس"، داعيا إلى عدم الانجرار وراء الحرب.
إلى ذلك، جددت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، التزامها بمواصلة دعم موقف مبدئي يستند إلى خارطة الطريق والحاجة لانتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.
ونشرت ويليامز عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، تغريدة عبّرت فيها عن سعادتها بلقاء مجموعة من أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي بمقر البعثة في طرابلس. وأضافت في تغريدة أخرى أنها أجرت "نقاشًا صريحًا حول العملية الانتخابية وتنفيذ خارطة طريق الملتقى".