اعتبر عمران خان أن أفغانستان كسرت سلاسل العبودية. وقال عمران خان، في كلمة له خلال حفل تعريف بالمناهج الدراسية الجديدة بالعاصمة إسلام أباد، الإثنين، إن العقول المستعبدة لا يمكنها تحقيق أشياء عظيمة، مؤكداً على أهمية التخلص من قيود العبودية. وأشار إلى أن أفغانستان كسرت سلاسل العبودية.
دولياً دائماً، يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء اجتماعاً عبر الفيديو لمناقشة الوضع في أفغانستان، حيث تسرّع الدول الغربية عمليات الإجلاء، وفق ما أعلنه وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل؛ وفيما وصفت لندن استعادة "طالبان" للحكم بأنها فشل دولي، اعتبرت الجارة إسلام أباد أنّ أفغانستان كسرت سلاسل العبودية.
ويأتي الاجتماع الأوروبي في وقت تحاول دول أعضاء في الاتحاد الإثنين أن تخرج على وجه السرعة دبلوماسييها ورعاياها وموظفين محليين من كابول، حيث سيطرت حركة "طالبان" الأحد على السلطة بعد هجوم خاطف لم تصمد أمامه القوات المسلحة الأفغانية.
وكتب بوريل في تغريدة: "إثر التطوّرات الأخيرة في أفغانستان، وبعد مشاورات كثيفة مع شركائنا في الأيام والساعات الأخيرة، قررتُ أن أعقد بعد ظهر غد اجتماعًا استثنائيًا عبر الفيديو، لإجراء تقييم أولي" للوضع. وأضاف: "أفغانستان حالياً عند مفترق طرق. سلامة ورفاه مواطنيها، وكذلك الأمن الدولي، على المحك".
Following latest developments in #Afghanistan, and after intense contacts with partners in the past days and hours, I decided to convene an extraordinary VTC of EU Foreign Ministers #FAC tomorrow afternoon for a first assessment.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) August 16, 2021
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن لاستخدام جميع الأدوات المتاحة "للقضاء على التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان وضمان احترام حقوق الإنسان"، لافتاً إلى أن "وجود الأمم المتحدة في أفغانستان سيتكيف مع الوضع الأمني لكنه سيستمر ويقدم الدعم".
وأفاد مسؤول في حلف شمال الأطلسي بأن الحلف سيعقد محادثات طارئة الثلاثاء على مستوى السفراء بشأن الوضع في أفغانستان، مع سعي القوى الغربية لإجلاء رعاياها من كابول بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وسيعقد الأمين العام ينس ستولتنبرغ، عقب المحادثات مؤتمرا صحافيا عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش في أول ظهور إعلامي له منذ يونيو/حزيران، فيما يرزح الحلف تحت صدمة انهيار القوات الحكومية الأفغانية.
وغرّد ستولتنبرغ الأحد بأن الحلف "يساعد في إبقاء مطار كابول مفتوحا لتسهيل وتنسيق عمليات الإجلاء"، لكن لقطات أظهرت حالة من الفوضى في المطار مع محاولة حشود الصعود على متن الطائرات المغادرة.
Spoke with #UK PM @BorisJohnson and the Foreign Ministers of our Allies #Canada, #Denmark and #Netherlands on the situation in #Afghanistan. #NATO is helping keep Kabul airport open to facilitate and coordinate evacuations.
— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) August 15, 2021
ويأتي استيلاء "طالبان" على السلطة، بعد سحب حلف شمال الأطلسي لقواته التي يبلغ عددها 9500 جندي على خلفية قرار الرئيس الأميركي جو بايدن أيضا بسحب قواته.
واعتبر أرمين لاشيت، المرشح لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الإثنين، أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو "أكبر إخفاق" للحلف الأطلسي منذ تأسيسه قبل سبعة عقود.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، اليوم الإثنين، في تصريحات صحافية، إن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في محادثات دبلوماسية مع قادة حركة "طالبان" في الدوحة، لافتاً إلى أن بلاده لديها خطة لتأمين مطار كابول. وأوضح سوليفان أن الولايات المتحدة تراقب التهديد الإرهابي في أفغانستان عن كثب.
ووصف وزير الدفاع البريطاني بين والاس الإثنين عودة حركة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان بأنها "فشل للمجتمع الدولي"، معتبراً أنه "ليس الوقت" المناسب للاعتراف رسميا بـ"طالبان" كحكومة.
واعتبر الوزير الذي سبق أن انتقد علناً الأسبوع الماضي القرار الأميركي بالانسحاب من أفغانستان، عبر شبكة "بي بي سي" أن ما حصل "فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها"، لكنّه أكد أن الالتزام البريطاني في أفغانستان الذي كلّف 457 جندياً بريطانياً حياتهم خلال 20 عاماً من التدخل، "لم يذهب سدى".
واعتبر والاس، في حديث عبر قناة "سكاي نيوز"، أنه "الآن ليس الوقت" المناسب للاعتراف بطالبان كحكومة أفغانية رسمية. وأشار إلى أن "هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها قبل اتخاذ هذه القرارات"، معتبراً أن أفعال متمردي طالبان "لا تتوافق مع وعودهم".
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الألماني الإثنين أن المجتمع الدولي "أساء تقدير" الوضع في أفغانستان، حيث سيطرت طالبان سريعاً على السلطة إثر انسحاب القوات الأجنبية.
وقال هايكو ماس: "لا شيء إضافيا لنقوله. نحن جميعا، الحكومة، أجهزة الاستخبارات، المجتمع الدولي، أسأنا تقدير" الوضع في أفغانستان، حيث صدم العالم لرؤية مشاهد آلاف الأفغان وهم يحاولون الفرار من البلاد.
وأضاف الوزير، في تصريح مقتضب: "بعد انسحاب القوات، لم نكن بالتأكيد في وضع يسمح لنا بتقييم أن القوات المسلحة الأفغانية لم تكن مستعدة لمواجهة طالبان". وأوضح: "لقد كان سوء تقدير من جانبنا وسوف نتحدث عنه بالتأكيد"، معرباً عن رغبته في "استخلاص عبر وعواقب" هذا الأمر برمته.
وتحدث وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر الإثنين عن "خطأ". وقال فيشر الذي كان يشغل منصب وزير خارجية ألمانيا عند بدء تدخل حلف الأطلسي في أفغانستان عام 2001، "لم أتوقع مثل هذا القرار بالانسحاب سريعاً". وأضاف: "نرى تداعياته اليوم".
في ألمانيا، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، تتزايد الانتقادات للانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان. وأعربت المستشارة أنجيلا ميركل عن مرارتها من الوضع في أفغانستان، معتبرةً أن "أسبابًا سياسية داخلية" أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية من هذا البلد.
من جهتها، ذكرت دولة قطر، اليوم الإثنين، أنها تبذل قصارى جهدها لإجلاء الدبلوماسيين والموظفين الأجانب العاملين لدى منظمات دولية الراغبين في مغادرة أفغانستان.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية، إن الدوحة تسعى أيضا إلى انتقال سلمي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية.
وأوضح وزير الخارجية القطري أن هناك قلقاً دولياً من تسارع وتيرة التطورات، وأن قطر تبذل قصارى جهدها لتحقيق انتقال سلمي لا سيما بعد الفراغ الذي حدث. وأضاف أن قطر، التي لها علاقات جيدة مع طالبان، تعمل أيضا لضمان الوقف التام لإطلاق النار في أنحاء البلاد وأن يسود الاستقرار.
وفي السياق، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة البحرين على "تويتر" اليوم الإثنين، أن المملكة ستجري مشاورات مع دول الخليج العربية الأخرى بشأن الوضع في أفغانستان، وذلك بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وقال على تويتر: "مجلس الوزراء يكلف وزير الخارجية في إطار رئاسة البحرين للدورة الحالية لمجلس التعاون للتنسيق والتشاور مع دول المجلس إزاء تطورات الأوضاع في أفغانستان".
من جهتها، قالت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، إنها تتابع التطورات في أفغانستان وتأمل استقرار الوضع.