اتّهم رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، اليوم الجمعة، رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف، ووزير الداخلية رانا ثناء الله، وقائداً كبيراً في الجيش بالتخطيط لمحاولة اغتيال فاشلة أسفرت عن إصابته بالرصاص في قدمه.
وقال خان، للصحافيين في لاهور، في أول ظهور علني له منذ نقله إلى المستشفى بعد هجوم الخميس، "قرّر هؤلاء الثلاثة قتلي"، وفق ما أوردته "فرانس برس".
وقال خان، وفق ما نقلته "رويترز"، إنّ مسلحين اثنين حاولا اغتياله في مدينة وزير أباد، أمس الخميس، بإطلاق النار على مسيرة احتجاجية كان يقودها إلى العاصمة إسلام أباد.
وأضاف خان، متحدثاً في خطاب مباشر من مستشفى في لاهور حيث يتلقى العلاج، أنّ الهجوم أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، دعا خان، وهو زعيم حركة الإنصاف، أنصاره إلى مواصلة الاحتجاج.
وقال خان، في بيان، إنّ "المسيرة الكبرى صوب العاصمة سوف تتواصل وسوف نواصل الاحتجاج حتى نصل إلى أهدافنا المنشودة".
هجوم أمس الخميس على موكبه الذي نفذه كما يبدو رجل مسلح واحد، أوقع قتيلاً وعشرة جرحى على الأقل ما زاد التوتر في بلد غارق في أزمة سياسية عميقة منذ إقصاء خان عن السلطة في إبريل/ نيسان.
وكان نجم الكريكت السابق "في حالة مستقرة وفي وضع جيد" في مستشفى في لاهور (شرق) كما أعلن الجمعة لوكالة "فرانس برس"، طبيبه فيصل سلطان.
وأطلق خان (70 عاماً) "مسيرة طويلة" ضمت الآلاف من أنصاره بين لاهور والعاصمة اسلام أباد للضغط من أجل تنظيم انتخابات مبكرة، وهي المحطة الأولى على طريق عودته الى السلطة التي يأمل بها.
من جهته، اتهم القيادي في حزب عمران خان، أسد عمر، كلاً من رئيس الوزراء شهباز شريف، ووزير الداخلية رانا ثناء الله، ومسؤول المخابرات الميجور جنرال فيصل، بالوقوف وراء محاولة اغتيال خان.
وأكد أسد عمر "أننا سوف نسجل الدعوى ضدهم ولن نتنازل عن مطالبنا".
وبحسب عمر فإن "الهجوم على خان كان معقداً جداً ومنسقا ومن أكثر من جهة، ولم يكن كما أظهرته الحكومة، بل كان من جهات مختلفة وكان الهدف القضاء على عمران خان ولكنه نجا بأعجوبة".
في المقابل، إدارة ضبط وسائل الإعلام الباكستانية حظرت بث بيان أسد عمر الذي ذكر فيه أن رئيس الوزراء ووزير الداخلية وجنرال في الاستخبارات ضالعون في الهجوم على عمران خان وكانوا يريدون قتله.
في حين، أكد وزير القانون السابق، والقيادي في حزب عمران خان، فواد شودري، في تصريح له، أن "الهجوم حقيقي وكان الهدف قتل خان من فوق المنازل الموجودة".
ووفقاً لشودري، فإن "اعتقال الرجل الهدف من ورائه كان جذب الانتباه، فيما الهجوم كان قد خطط بشكل رفيع وخطير".
ولفت إلى أن "الحالة الصحية لخان جيدة وسيقود الحراك الشعبي المتواصل ولن نتنازل بأية حال".
مواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان
وقال القيادي في الحركة فرخ حبيب، في تصريح صحافي، إن "أنصار وزير الداخلية شنوا هجوماً مسلحاً على المتظاهرين السلميين"، مؤكداً "نحن نواصل التظاهر، ولن نخاف ولن نلين".
فيما قالت القيادية في حزب خان، كنور شوزب، في مؤتمر صحافي، إن "الشرطة الباكستانية اعتدت على المتظاهرين في مدينة راولبندي خلال مسيرة هي كانت تقودها، كما اعتقلت عدداً من الناشطات والناشطين".
وكان عمران خان قد دعا اليوم بعد الظهر إلى اجتماع القياديين في حزبه داخل مستشفى شوكت خانم، ولكن الاجتماع أرجئ إلى غد السبت.
كما دعا رئيس الوزراء شهباز شريف، مجلس الأمن الوطني، للاجتماع غداً لمناقشة الأوضاع، خاصة بعد اتهام خان له ولوزير الداخلية وجنرال في الاستخبارات الباكستانية بالضلوع في الهجوم.
وحذر وزير الداخلية السابق وزعيم حزب الرابطة لعامة المواطنين، شيخ رشيد أحمد، من خطورة الوضع، غيرَ مستبعد إعلان الحكومة حل الحكومات الإقليمية في إقليم خيبربختونخوا والبنجاب، اللتين يقودهما حزب عمران خان.
وأشار رشيد، وهو حليف لعمران خان، إلى أن الأخير سيلقي خطاباً مهماً غداً السبت، وسيتناول التطورات المهمة والقادمة.
ولم يصدر تعليق علني من جانب الشرطة بشأن الهجوم. وأمضى خان ليلته في مستشفى لاهور تحت إشراف الأطباء الذين يقولون إن حياته ليست في خطر.