- الوضع الإنساني في غزة يتأزم بسبب الحرب، مع جهود أميركية لتسهيل إدخال المساعدات عبر البحر وتأكيدات على الحاجة لزيادة المساعدات الإنسانية.
- الحكومة الإسرائيلية وافقت على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، وبايدن يدعو مصر وقطر للضغط على حماس لإبرام اتفاق بشأن الرهائن، مما يعكس الجهود الدولية لتحسين الوضع الإنساني وتعزيز الاستقرار.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، إن اسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك غداة تحذير وجهه إلى رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسئل بايدن خلال مغادرته البيت الأبيض عما إذا كان هدد، خلال اتصاله بنتنياهو، بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، فاجاب: "لقد طلبت منهم القيام بما يقومون به" حالياً.
وفي السياق، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو إن إدارة بلاده "مُحبطة" من تصرفات الحكومة الإسرائيلية بشأن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة. وأفاد السفير الأميركي، في حوار أجرته معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ونشرته الجمعة، بأن الإدارة الأميركية "محبطة ومنزعجة للغاية" بشأن تعامل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الحاجة الملحة للغذاء والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ 6 أشهر.
وأوضح أن الولايات المتحدة "عملت بجد" لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر، واصفاً العملية بأنها "ليست سهلة ولا رخيصة". وتابع: "بالفعل كانت هناك نقاشات كثيرة بشأن إدخال الطحين إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود (الإسرائيلي البحري) وهو الآن في طريقه إلى غزة".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء وكارثة إنسانية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية". وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات براً إلى غزة، ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة، بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم حوالي مليوني نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وبخصوص معبر كرم أبو سالم، قال السفير: "كنا نرى بشكل لا لبس فيه وجوب فتح المعبر لنقل المساعدات للسكان الفلسطينيين في غزة، وتم فتحه، وأنا أتعامل معه ليل نهار، وأعني ذلك حرفياً". واعتبر أن هناك "تقدما هائلا" في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، مؤكداً وجوب دخول المزيد منها إلى القطاع. وأضاف: "لن أجلس هنا وأقول إن المهمة قد انتهت، نحن بحاجة إلى المزيد من الشاحنات للدخول إلى جميع أنحاء قطاع غزة".
والخميس، وافق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بالحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات "فورية" لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة "لمنع حدوث أزمة إنسانية"، وفق قناة (كان) التابعة لهيئة البث الرسمية. وأشارت القناة إلى أنّ إسرائيل ستسمح "بشكل مؤقت" بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر ميناء أسدود ومعبر إيريز البري (بيت حانون)، كما ستسمح بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم.
من جهته، أكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، في بيان، أنّ القرار الإسرائيلي بشأن إدخال المساعدات إلى غزة ليس كافياً. ويأتي ذلك في وقت تقتل فيه قوات الاحتلال الفلسطينيين في قطاع غزة أثناء حصولهم على المساعدات، كما قتلت 7 من عمال الإغاثة الدوليين في القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، اليوم الجمعة، إن واشنطن لا تعتزم إجراء تحقيق مستقل في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمؤسسة ورلد سنترال كيتشن. وأضاف كيربي للصحافيين أن نتنياهو أطلع الرئيس جو بايدن في مكالمة هاتفية، أمس الخميس، على النتائج العامة للتحقيق الإسرائيلي في الواقعة.
بايدن يبعث برسالتين إلى أمير قطر والرئيس المصري
ووفق ما أكدت "أسوشييتد برس"، بعث الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، برسالتين إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يدعوهما فيهما إلى "الضغط على حماس لإبرام اتفاق خاص بالرهائن الإسرائيليين"، وفق مسؤول بارز في الإدارة، بعد يوم واحد من دعوة بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال المسؤول الأميركي، مشترطا تكتم هويته لمناقشته رسائل خاصة، إن مستشار الأمن القومي لبايدن سيجتمع يوم الاثنين مع أفراد عائلات بعض الرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 100 رهينة يعتقد أنهم ما زالوا في غزة.
وتأتي الرسالتان الموجهتان إلى الرئيس المصري وأمير قطر في الوقت الذي أوفد فيه بايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز إلى القاهرة لإجراء محادثات، نهاية الأسبوع الجاري، حول أزمة الرهائن.
ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن التفاوض على وقف القتال بين إسرائيل وحماس لتسهيل تبادل الرهائن المحتجزين في غزة بالسجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل هو السبيل الوحيد لتنفيذ وقف مؤقت لإطلاق النار، وتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع.
(العربي الجديد، وكالات)