أكد الرئيس الأميركي جو بايدن للناجين من حرائق هاواي أن الحكومة لن تتخلى عنهم، وذلك خلال قيامه بجولة لمعاينة الدمار الذي خلفته أسوأ حرائق غابات تشهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
وتولى الرئيس البالغ 80 عاما مهمة التخفيف عن الناجين وهو يعاين بنفسه الدمار في مدينة لاهينا التاريخية التي سوتها النيران بالأرض، وحيث قضى ما لا يقل عن 114 شخصا.
وقال بينما كان يقف إلى جانب هياكل منازل وأشجار متفحمة "أعرف شعور الكثير من الناس في هذه المدينة وهذا المجتمع، هذا الشعور بالفراغ في صدوركم وكأن ثقبا أسود يبتلعكم".
أضاف "نحن معكم مهما استغرق الأمر، أعدكم، من خلال التأكد من أن أصواتكم مسموعة".
وتابع بايدن "سنعيد البناء بالطريقة التي يريدها شعب ماوي. لا يمكن للنار أن تصل إلى الجذور. هذه ماوي. هذه أميركا".
ويواجه بايدن انتقادات لأن حكومته كانت بطيئة في الاستجابة للكارثة، إضافة إلى غضب السكان المحليين من ردة الفعل الرسمية التي جاءت متثاقلة.
واعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب أنّه من "المعيب" أنّ خلفه لم يستجب بشكل أسرع، علماً بأنّ ناطقين باسم البيت الأبيض أكّدوا أنّ بايدن أجّل زيارته إلى الجزيرة المنكوبة حرصاً منه على عدم تشتيت انتباه المسؤولين وعناصر الإنقاذ العاملين على الأرض.
كما انتقد السكان المحليون مسؤولي ماوي الذين كان ينبغي عليهم إطلاق نظام إنذار مع اندلاع الحرائق.
وقام بايدن والسيدة الأولى جيل بجولة بين أنقاض لاهاينا المدمرة برفقة جوش غرين حاكم هاواي وزوجته، في أعقاب نحو أسبوعين من الحرائق العنيفة التي غذتها الرياح والتي دفعت السكان إلى القفز في مياه المحيط هربا من النيران.
وبعد جولة بمروحية لتفقد الأضرار، من المقرر أن يعلن بايدن عن المزيد من المساعدات إضافة إلى تعيين منسق استجابة فدرالي.
وقال بايدن الذي توجّه إلى هاواي من نيفادا حيث كان يقضي إجازة في بيان "أعرف أنّ شيئاً لا يمكنه الحلول مكان فقدان أحد ما. سأبذل كلّ ما في وسعي لمساعدة ماوي على التعافي وإعادة البناء بعد هذه المأساة".
بطء شديد
ودافعت كريسويل عن استجابة الحكومة، وذلك لدى حلولها ضيفة في برامج حوارية عدة الأحد، مشيرة إلى أن حضور بايدن الإثنين سيمثّل تأكيداً على التزامه ضمان تعافي هاواي.
وأوضحت أن أكثر من ألف عنصر إنقاذ فدرالي ينشطون ميدانياً في هاواي حالياً، مشددة على أنّ أيّاً منهم لن ينتقل إلى جنوب غرب الولايات المتحدة حيث الإعصار المداري "هيلاري".
ويشير سكّان ماوي إلى أنّ عمليات العثور على أحبائهم وتحديد هويات الجثث التي يتمّ انتشالها تسير ببطء شديد، منتقدين استجابة الحكومة المتأخرة.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "ستار أدفرتايزر" في هونولولو إلى أنه بالتالي "لا يمكن ضمان أن يتم استقبال بايدن بحفاوة في بعض الأوساط في ماوي".
وبينما مشّطت فرق البحث حوالى 85 في المئة من منطقة البحث فإن استكمال العمل في المناطق المتبقية قد يستغرق أسابيع، وفق ما قال حاكم هاواي جوش غرين لشبكة "سي بي إس"، موضحاً أنّ حرارة الحريق الشديدة تعني أنّ استعادة بعض الرفات "بشكل ذو معنى" سيكون أمراً مستحيلاً.
وإذ أقرّت كريسويل بأنّ العملية قد تمضي ببطء الى درجة تدفع إلى الإحباط، أكّدت أنّ الحكومة أرسلت خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الدفاع ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية للمساعدة في عملية التعرّف على الجثث.
وفي حين تعدّ زيارات الرؤساء إلى مناطق الكوارث الكبرى إلزامية تقريباً من الناحية السياسية، إلا أنّها قد تنطوي على مخاطر.
وعندما توجّه الرئيس جورج بوش الابن إلى لويزيانا عام 2005 للوقوف على الدمار التاريخي الذي تسبب به الإعصار "كاترينا"، استغل معارضوه صوراً له وهو ينظر من نافذة طائرة "إير فورس وان" التي حلّقت فوق نيو أورلينز بدون أن تهبط في المكان، للإشارة إلى أنّ الزيارة افتقرت إلى أيّ تعاطف.
وفي 2017، عندما وزّع ترامب مناشف ورقية على حشد في بورتوريكو التي دمّرها إعصار حينها، وفعل ذلك برمي هذه المساعدات على أولئك المتضرّرين، وصف معارضوه الخطوة بأنّها تكشف عن عجرفة ولا مبالاة حيال مشاعر السكان.
(فرانس برس)