بايدن ينتظر أول تجمع داعم من أوباما على طريقة "درايف إن"... وحملته تتفوق مالياً على ترامب

21 أكتوبر 2020
أوباما عن بايدن: يتمتّع بالشخصية والخبرة اللازمتين ليجعلنا بلداً أفضل (كريس ماي/Getty)
+ الخط -

أعلنت حملة المرشّح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أنّ المشاركة الأولى للرئيس السابق باراك أوباما في تجمّع انتخابي دعماً لنائبه السابق ستكون الأربعاء في مدينة فيلادلفيا، في وقت أظهرت إفصاحات قدمت إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية أنّ حملة بايدن دخلت المرحلة الأخيرة من السباق بتفوق مالي كبير على الرئيس دونالد ترامب.

وتضم فيلادلفيا 1,6 مليون نسمة، وهي أكبر مدن ولاية بنسلفانيا التي ستشهد معركة انتخابية حامية، في استحقاق الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الذي سيتواجه فيه بايدن مع ترامب الساعي للفوز بولاية ثانية.

وأعلنت حملة بايدن، في بيان، أنّ أوباما البالغ 59 عاماً سينظّم تجمّعاً انتخابياً يشارك فيه المناصرون من داخل سياراتهم على طريقة "درايف إن"؛ أي المرور بسيارة أمام مناصريه المتواجدين في سياراتهم، وسيشجّع أبناء بنسلفانيا على التصويت المبكر.

ويحضّ الديمقراطيون الناخبين على التصويت المبكر في الولايات التي تتيح هذا الخيار، بسبب جائحة كوفيد-19، واحتمال تشكّل طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في اليوم الانتخابي. وإلى الآن أدلى نحو 34 مليوناً بأصواتهم، وفق الهيئة المستقلة "إلكشن بروجكت".

وفي حين ينظّم ترامب البالغ 74 عاماً تجمّعات انتخابية حاشدة في مختلف أنحاء البلاد، آثر بايدن تنظيم تجمّعات أصغر حجماً بسبب جائحة كوفيد-19. وأصبحت التجمّعات الانتخابية على طريقة "درايف إن" ميزة خاصة بحملة بايدن.

وكان ترامب قد فاز بفارق ضئيل بولاية بنسلفانيا في انتخابات 2016، لكنه حالياً متأخر فيها بـ3,8 نقاط، وفق متوسّط استطلاعات الموقع الإلكتروني "ريل كلير بوليتيكس".

ولم يعلن أوباما تأييد أي مرشّح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، لكنّه دعم بايدن بعد فوزه بالترشّح للرئاسة. وخلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس/ آب، حضّ أوباما الناخبين على تأييد بايدن معتبراً أنّ "ديمقراطيتنا" على المحك. وقال إنّ بايدن "جعلني رئيساً أفضل"، مضيفاً "يتمتّع بالشخصية والخبرة اللازمتين ليجعلنا بلداً أفضل".

ترامب يكثف هجماته

ويعتمد المرشحان؛ الديمقراطي والجمهوري، استراتيجيتين مختلفتين بشكل جذري، فبينما لا يتحرك بايدن ويبتعد عن التجمعات، يتنقل الرئيس الأميركي بوتيرة سريعة بين الولايات.

وقال ترامب في إيري بولاية بنسلفانيا، مساء الثلاثاء، "كل ما يعرف القيام به (بايدن) هو البقاء في منزله" مضيفاً أنه أوقف نشاطه "لمدة خمسة أيام" وواصفاً خصمه بأنه "سياسي فاسد".

وكان من المفترض أن ترافقه السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب لكن تم إلغاء ذلك بسبب "سعال" وكإجراء احتياطي. وكان ظهورها ليكون الأول في تجمع انتخابي منذ أكثر من سنة. وقد أصيبت ميلانيا ترامب بكوفيد-19 في نفس الوقت مع زوجها في 1 أكتوبر/ تشرين الأول، وأعلنت في منتصف الشهر أنها شفيت من المرض.

وقبل أن يتواجه المرشحان مجدداً الخميس في مناظرة تلفزيونية حاسمة، صعّد ترامب هجماته الشخصية ضد خصمه. وباتت لهجة رجل الأعمال السابق الذي يتخوف من أن يكون رئيساً شغل ولاية واحدة فقط، أكثر عدائية من أي وقت مضى.

ويكرر الرئيس الأميركي القول منذ عدة أسابيع لكن بدون أدلة ملموسة أنّ عائلة بايدن "مؤسسة إجرامية". ويركز في ذلك على الأعمال التي قام بها نجل المرشح الديمقراطي هانتر بايدن في أوكرانيا والصين حين كان والده نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما بين 2009 و 2017. ويقول إنّ بايدن الأب استغل نفوذه للتدخل لحماية مصالح ابنه في الصين وأوكرانيا.

وأحيت صحيفة "نيويورك بوست"، الأسبوع الماضي، الجدل حول الاتهامات بحق نجل بايدن بتقرير ذكر أنها حصلت على وثائق من كمبيوتر محمول خاص به، أُحضر للتصليح في إبريل/ نيسان 2019 لكن لم يقم أحد باستعادته.

بايدن يتفوق مالياً

إلى ذلك، أظهرت إفصاحات قدمت إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، أمس الثلاثاء، أنّ حملة  بايدن دخلت المرحلة الأخيرة من السباق بتفوق مالي كبير على الرئيس دونالد ترامب، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".

وجمعت حملة نائب الرئيس السابق أموالاً وأنفقت أكثر من حملة ترامب في سبتمبر/ أيلول، وأصبحت إعلانات بايدن السياسية أكثر انتشاراً على شاشات التلفزيون الأميركي.

ولا يضمن تفوق بايدن في السباق المالي له النصر. فقد انتصر ترامب في انتخابات عام 2016 رغم أنّ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تجاوزته في الإنفاق.

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول، كان لدى حملة بايدن حوالي 177 مليون دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مبلغ 63 مليون دولار لدى حملة ترامب.

وجمعت حملة بايدن 281 مليون دولار خلال الشهر، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما جمعته حملة ترامب.

وأنفقت أكثر من مثلي حملة ترامب. فقد أنفقت حملة ترامب أقل من 56 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في سبتمبر/ أيلول، مقارنة مع نحو 148 مليون دولار أنفقتها حملة بايدن.

وقالت حملة بايدن إنّ لديها مع الحزب الديمقراطي 432 مليون دولار. بينما قالت حملة ترامب إن الرئيس والحزب الجمهوري لديهما 251 مليون دولار فقط.

مناظرة في ناشفيل

وسط هذه الأجواء، تجري المناظرة الأخيرة بين الرجلين، الخميس، في ناشفيل بولاية تينيسي، وتبدو الأجواء متوترة من الآن بعد المناظرة الأولى التي عمتها الفوضى وتبادل الاتهامات.

وقال ترامب "لا شيء منصفا في هذه المناظرة" مكرراً هجماته الشخصية ضد كريستن ويلكر التي ستدير المناظرة، وكذلك ضد اللجنة المستقلة المكلفة تنظيمها.

ولتجنب الفوضى التي سادت أول مناظرة سيتم تعديل قواعد هذه المناظرة وخصوصاً قطع الميكروفون عن المرشّح حين لا يكون دوره في الكلام، وقالت لجنة المناظرات الرئاسية إنّه خلال المناظرة سيكون أمام كلّ من ترامب وبايدن مدّة دقيقتين للإجابة عن سؤال يطرحه عليهما أو على أحدهما مدير الندوة، وخلال هذا الوقت سيكون الميكروفون مقطوعاً عن المرشّح الآخر المفترض به أن ينصت إلى إجابة منافسه.

وما أن يُنهي كلا المرشّحين دقيقتيه المخصّصتين للإجابة، يتحوّل الأمر عندها إلى نقاش مفتوح بينهما فيصبح بإمكانهما التحاور مباشرة وتكون تالياً ميكروفوناتهما مفتوحة في نفس الوقت.

وأضاف ترامب "سأقوم بذلك مهما حصل، لكنه أمر غير منصف". لكن هل سيغير ترامب استراتيجيته مقارنة مع المناظرة الأولى التي عمد فيها باستمرار إلى مقاطعة خصمه الديمقراطي؟ يرد الرئيس "يقول البعض إنه يجب تركه يتكلم لأنه ينتهي به الأمر على الدوام بالإرباك".

ويحاول ترامب منذ أشهر وصف خصمه بأنه رجل متقدم في السن فقد الكثير من قدراته العقلية.

ورداً على سؤال حول نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم خصمه الديمقراطي عليه، عبر الرئيس الاميركي عن ثقة مشدداً على قدرته على حشد أعداد كبرى من الأميركيين حين يتنقل في البلاد.

وسيعود الرئيس الاميركي قريباً إلى فلوريدا حيث بدأت عمليات التصويت المبكر. وقد أدلى حوالى 30 مليون أميركي في مختلف أنحاء البلاد بأصواتهم عبر البريد أو شخصياً ما يمكن أن يمثل خمس المشاركة العامة بحسب المنظمة المستقلة "إيليكشن بروجيكت".


(فرانس برس، رويترز)