بدأت قوات النظام السوري صباح اليوم السبت، عملية "التسوية" في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، لتكون أول بلدة تخضع للتسوية في ريف محافظة درعا الشرقي الذي يسيطر على معظمه اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا.
وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن مركز التسوية الذي افتُتح اليوم في بلدة نصيب جنوب شرق مدينة درعا، "شهد منذ الصباح توافد عدد من المسلحين والمطلوبين والفارين لتسوية أوضاعهم وتسليم السلاح الذي كان بحوزة بعضهم".
وكان قد اجتمع أول من أمس الخميس، وجهاء بلدة نصيب واللجنة الأمنية التابعة للنظام في مقر الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي. واتفق الجانبان على تسوية أوضاع المطلوبين اعتباراً من اليوم السبت، على أن يشمل الاتفاق بلدات نصيب وأم المياذن والطيبة شرق درعا. وينص الاتفاق على تسليم عدد من قطع السلاح، وإجراء تسويات للمطلوبين والمنشقين والمتخلفين عن التجنيد الإلزامي، وإجراء عمليات تفتيش شكلية في بعض المنازل، بحضور الشرطة الروسية.
والجدير بالذكر أن بلدتي الطيبة وأم المياذن تعتبران من مناطق نفوذ اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا، الأمر الذي يشير إلى أن التسوية ستصل إلى جميع المناطق في المحافظة، بما فيها منطقة بصرى الشام، بحسب ما يتوقع الناشطون هناك. غير أنه من غير المعروف حتى الآن كيف سيكون وضع عناصر اللواء الثامن الذين يبلغ عددهم نحو 1800 عنصر المسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، فضلاً عن المجموعات المسلحة التي شكلتها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وأنهت قوات النظام أمس عملية التسوية في مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، وفق الاتفاق المبرم بين وجهاء المنطقة مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام برعاية روسية.
قصف في الشمال السوري
وفي شمالي البلاد، قصفت فصائل المعارضة الليلة الماضية مواقع قوات النظام بريف حلب الغربي، ما أسفر عن اندلاع حرائق في عدد من نقاط قوات النظام.
وقال الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" إن فصائل المعارضة العاملة ضمن غرفة عمليات الفتح المبين استهدفت بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة مواقع قوات النظام في قرية بسرطون بريف حلب الغربي، فيما اندلعت اشتباكات على محاور بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي بين فصائل المعارضة وقوات النظام، في وقت استهدفت الأخيرة البلدة بعدد من قذائف المدفعية.
وذكر الدفاع المدني في إدلب أن قصفاً للنظام وروسيا استهدف أمس الجمعة بلدة معارة النعسان، ما تسبب بإصابة ثلاثة مدنيين أحدهم بحالة حرجة، فيما أعلنت فصائل المعارضة انها تمكنت أمس من أسر عنصر من قوات النظام أثناء محاولة مجموعته التسلل نحو مناطق ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني.
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية فصائل المعارضة المنتشرة في إدلب، بخرق اتفاق وقف النار 5 مرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكر مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان له، أنه "تم رصد 5 اعتداءات من المناطق التي تنتشر فيها الفصائل المسلحة، ثلاثة منها في إدلب واثنان في حلب".
من جهة أخرى، قتلت سيدة وأصيب 3 آخرون، نتيجة تعرض حافلة كانت تقلهم لإطلاق نار من قِبل عناصر حاجز يتبع لقوات النظام السوري، في ريف مدينة تدمر شرقي حمص، إذ تعرضت الحافلة لإطلاق نار بحجة عدم توقفها عند أحد حواجز النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي شرق البلاد، نفذت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مدعومة بقوات التحالف الدولي والطيران المروحي التابع لها، عملية أمنية استهدفت منازل يقطنها نازحون من قرية السيال وذلك في منطقة السور ضمن بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، حيث جرى اعتقال عدة أشخاص بتهمة الانتماء والتعامل مع تنظيم "داعش"، وفق شبكة "فرات بوست" المحلية.