- الطبيب غسان أبو ستة، شاهد على الأحداث في غزة، منع من دخول ألمانيا للمشاركة في المؤتمر، ما يبرز محاولات إسكات الأصوات الشاهدة على الجرائم ضد الإنسانية ويثير نقاشًا حول دور ألمانيا.
- المؤتمر يهدف لتسليط الضوء على الجرائم المستمرة في غزة ويطالب بتضامن دولي مع فلسطين، مدينًا الصمت الألماني وتجاهل الفظائع المرتكبة، ويدعو لإنهاء الدعم الألماني لإسرائيل وتحقيق العدالة للفلسطينيين.
قال مراسل "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ شرطة برلين منعت انعقاد "مؤتمر فلسطين.. سنحاكمكم" الداعم للقضية الفلسطينية بأيامه الثلاثة نهائياً، بعد أن قطعت الكهرباء عن قاعة المؤتمر. وأضاف أن الشرطة اعتقلت ناشطين يهوداً من المشاركين والمنظمين للمؤتمر، فيما قدم الطاقم القانوني للجهة المنظمة للمؤتمر التماساً ضد القرار.
وفي السياق، منعت السلطات الألمانية، الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة من دخول أراضيها، وذلك بهدف المشاركة في المؤتمر الذي تُنظمه مجموعة من الناشطين والحركات السياسية في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونية.
وقال غسان أبو ستة الذي انتخب أخيراً رئيساً لجامعة غلاسكو في اسكتلندا، في منشور على منصة إكس: "تمت دعوتي لإلقاء كلمة في مؤتمر ببرلين حول عملي في مستشفيات غزة خلال العدوان الحالي. لقد منعتني الحكومة الألمانية بالقوة من دخول البلاد"، موضحاً "أن إسكات شاهد على جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية يزيد من تواطؤ ألمانيا في المذبحة المستمرة".
Invited to address a conference in Berlin about my work in Gaza hospitals during the present conflict.
— Ghassan Abu Sitta (@GhassanAbuSitt1) April 12, 2024
The German government has forcibly prevented me from entering the country
Silencing a witness to genocide before the ICJ adds to Germany's complicity in the ongoing massacre.
وتُمثل تجربة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة شهادة تاريخية على جرائم الإبادة في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي، حيث وثّق، خلال تنقُّلاته بين مستشفيات القطاع، مشاهد النضال اليومي الذي تُقدِّمه الكوادر الطبّية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، منذ الأيام الأولى للعدوان حتى مغادرته غزة في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتوجّه أبو ستة إلى قطاع غزة، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وقبل إغلاق معبر رفح، ليشارك بصفة طبيب متطوع لمدة 42 يوماً في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، إذ نقل من هناك إلى العالم صورة وقائع هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الصحي وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين، وهو مستمر في ذلك منذ خروجه من غزة من خلال مشاركاته الإعلامية وفي محافل دولية عديدة.
وجاء في بيان المنظمين للمؤتمر في برلين إنّ "الجرائم المنتهكة للقانون الدولي المتواصلة والمستمرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة تتطلب تضامننا ومشاركتنا الفعالة من أجل فلسطين". وأضاف البيان، المنشور في موقع المؤتمر، أنه منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "قتل القصف الإسرائيلي العشوائي أكثر من 26 ألف إنسان في غزة، وشرّد أكثر من 1.9 مليون مدني، ودمّر البنية التحتية الطبية تدميراً كاملاً. لم يعد بإمكان الرأي العام الألماني أن يبقى صامتاً".
وأشار البيان إلى أنه "رغم كل هذا الوضوح ما زالت وسائل الإعلام الألمانية والسياسيون الألمان، أصحاب القرار، يستهينون بالفظائع التي ترتكبها دولة إسرائيل، بل يقللون من شأنها ويبررونها معتبرين أنها دفاع عن النفس. والأنكى من ذلك ارتفاع كمية شحنات الأسلحة والذخيرة الألمانيّة لإسرائيل إلى عشرة أضعافها عام 2023، حيث تعمل صناعة الأسلحة الألمانيّة على تعظيم أرباحها، وتصبح الإبادة الجماعيّة في غزة ليس أكثر وضوحاً فقط، بل تجارة مربحة كذلك. لا يمكننا أبداً أن نغض الطرف أو أن نغمض أعيننا تجاه هذا الظلم الصارخ".
ويُطالب منظمو مؤتمر فلسطين في برلين بعدد من القضايا، منها "إنهاء التطهير العرقي في فلسطين المحتلة، وإنهاء الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وسياسة الفصل العنصري، ووقف دعم الحكومة الألمانية المعنوي والمادي لجرائم إسرائيل المخالفة للقانون الدولي، وإنهاء تجريم الحراك التضامني مع فلسطين في ألمانيا وقمعه، وإنهاء استخدام تطبيق تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA) الصهيوني لمعاداة السامية من أي مؤسسة أو سلطة حكومية، ووقف فوري ونهائي لإطلاق النار، وفتح معبر رفح، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحظر عسكري شامل على الكيان، ووقف تجريم المنظمات الفلسطينية وجميع عمليات الترحيل القسري للاجئين، وإنهاء القيود المفروضة على الحقوق الديمقراطية (حق التجمع/حق التظاهر) للناشطين المؤيدين لفلسطين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية"، بحسب ما جاء في موقع المؤتمر على الشبكة.