استمع إلى الملخص
- **السياسة الداخلية والوفاق الوطني**: شدد بزشكيان على حكومة الوفاق الوطني، منح الفرص للمهمشين، ورفع التمييز، مؤكداً الالتزام بمبادئ الثورة الإسلامية لتحقيق العدل.
- **مراسم التنصيب والضيوف الأجانب**: أدى بزشكيان اليمين الدستورية بحضور 300 مسؤول أجنبي من 80 دولة، ومن المتوقع تقديم تشكيلة حكومته قريباً بعد فوزه بنسبة 54%.
قال الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، خلال تأديته اليمين الدستورية، اليوم الثلاثاء، إن أولوية سياسته الخارجية ستتمثل في تحسين العلاقات مع الجوار، ومد يد الصداقة والتعاون، لافتاً إلى أن "من حق إيران تطبيع العلاقات الاقتصادية مع العالم، ورفع العقوبات، وحكومتي لن ترضخ للضغوط". وأضاف "إيران بحاجة للتغلب على الظروف المعقدة الراهنة والمخاطر وفتح آفاق التنمية المستدامة"، مشدداً على أن إيران "ستتعامل بشكل بناء مع العالم، وستعزز علاقاتها الإقليمية على أساس الحكمة والعزة والمصلحة". وأردف "الانتخابات فتحت فرصة جديدة لإيران والعالم وحكومتي ستكون حكومة الوفاق الوطني"
وتناولت كلمة بزشكيان بعيد أداءه اليمين الدستورية، في البرلمان الإيراني، محاور متعددة في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، وحملت في السياق رسائل مختلفة إلى مختلف الأطراف الداخلية والخارجية من الشارع الإيراني وقواه السياسية إلى دول المنطقة والعالم والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية. وأكد بزشكيان أن حكومته ستكون حكومة الوفاق الوطني، وترك الخلافات، قائلا إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة "فتحت فرصة جديدة للاستماع إلى أصوات جميع أبناء الشعب الإيراني الداعين إلى التحول". ودعا إلى النظر إلى نساء وشباب وقوميات إيران على أنهم "فرص يمكنهم فتح آفاق جديدة لحل مشكلات إيران".
وشدد على ضرورة منح الفرصة المشاركة للمهمشين، ورفع التمييز وتحقيق العدل بعيدا عن الجنس والعرق والمذهب، مضيفا أن الانتخابات شكلت فرصة للتعاون الوطني والوفاق لتجاوز الظروف والأزمات المعقدة، ومتعهدا بالالتزام بمباديء الثورة الإسلامية ورؤية مؤسسها آية الله الخامنئي وسياسات المرشد الحالي علي خامنئي. وأكد أن الانتخابات "فتحت فرصة جديدة لإيران والعالم"، مضيفا أن العالم بـ"حاجة إلى حل المشكلات الإقليمية والعالمية بمشاركة إيران القوية الداعية إلى السلام". وشدد على أنه بدعم الشعب والمرشد وخلق إجماع بين جميع أركان النظام وقواه السياسية "سيحرس بكل حزم العزة والمصالح الإيرانيتين وحقوق الشعب على الساحة الدولية"، مشيرا إلى أن تحقيق المصالح الوطنية وحراسة أمن البلاد وتنمية اقتصادها وتحسين معيشة المواطنين تشكل أهم أهداف سياسة حكومته الخارجية.
ولفت إلى حاجة إيران إلى "التغلب على الظروف المعقدة والمخاطر الراهنة وفتح آفاق التنمية المستدامة"، مؤكداً أن حكومته ستضع "التعامل البناء مع العالم" نصب أعيينها في نشاطها وبرنامجها على أساس الحكمة والعزة والمصلحة، موضحا أن أولوية حكومته في سياستها الخارجية هي توطيد العلاقات مع الدول الجارة، داعيا هذه الدول إلى "عدم إهدار مواردها القيمة في الصراعات والتنافسات الاستنزافية". وشدد على أن حكومته "تريد منطقة قوية تعمل فيها جميع الدول الجارة بشكل مشترك لأجل التنمية الاقتصادية والازدهار وتحسين حياة الأجيال القادمة بتعاون وتعاضد"، مضيفا: "نريد منطقة تؤمن دولها أمنها".
وعرج على أوضاع غزة، مهاجما الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الغربيين، قائلا: "لا أحد في العالم قبل أن يصفق لرئيس كيان يحارب الأطفال والنساء في غزة ويرمي فوق رؤوسهم القنابل" في إشارة إلى التصفيق المتكرر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي.وخاطب الولايات المتحدة الأميركية ودولا أوروبية، بالقول إن "من يدعمون قاتلي أطفال ونساء غزة لا يمكنهم إعطائنا دروسا في حقوق الإنسان".
وأكد أنه سيعمل على تطبيع العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع العالم و"لن أؤلوا جهدا لأجل رفع العقوبات الظالمة".وقال بزشكيان إنه يدعو الدول الغربية إلى "فهم الحقائق وإيجاد علاقات تعتمد الاحترام المتبادل والمكانة السوايسية"، مشددا على أن حكومته ستتعمل على إيجاد التوازن والتعادل في العلاقات الخارجية على أساس المصالح الوطنية. وأشار إلى "أننا لن ننسى أصدقاء الأيام العسيرة". وبين مخاطبا أميركا: "حكومتي لن تستسلم للتنمر والضغوط"، لافتا إلى أن "تجربة عقدين من المفاوضات يجب أن يكون قد أثبتت أننا ملتزمون بتعهداتنا.... الضغوط والعقوبات لا تثمران ويجب الحديث مع الشعب الإيراني باحترام".
وأدى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، اليمين الدستورية، بعد يومين من قيام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتنصيبه رسمياً الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 1979. وأدى بزشكيان نص اليمين في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران بحضور رئيس السلطة القضائية والبرلمانيين، وشارك في المراسم كبار القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين، فضلاً عن عشرات الوفود الأجنبية.
وحسب المادة 121 للدستور الإيراني، يؤدي رئيس الجمهورية نص اليمين الدستورية، ويضع توقيعه عليها أمام مجلس الشورى الإسلامي، في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية، وأعضاء مجلس صيانة الدستور. وحسب إعلان البرلمان الإيراني، شارك في مراسم أداء اليمين الدستورية، 300 مسؤول أجنبي من 80 دولة، من بينهم رئيسا دولتين، و11 رئيس برلمان، و6 رؤساء وزراء، وعدد من وزراء الخارجية والمندوبين من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وفق وكالة إرنا الرسمية.
وفي مقدمة الضيوف الأجانب، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الدفاع الإماراتي حمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والمبعوث الخاص لسلطان عمان وزير الاقتصاد سعيد بن محمد بن أحمد الصقري، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، ومندوب الاتحاد الأوروبي أنريكا مورا الذي يتولى تنسيق المفاوضات النووية المتوقفة منذ سبتمبر/أيلول 2022، فضلاً عن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة، والمتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام.
ويُتوقع أن يقدم بزشكيان تشكيلة حكومته قريباً للبرلمان الذي سيكون أمامه مهلة أسبوعين، بعد أداء اليمين الدستورية، لتقديم تشكيلة حكومته إلى البرلمان. وكان الإصلاحي مسعود بزشكيان قد انتخب في الخامس من الشهر الجاري رئيساً جديداً لإيران، خلفاً للرئيس المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي قبل نحو عام من انتهاء ولايته الرئاسية، في حادث تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.
وفاز بزشكيان في الجولة الثانية بعد الحصول على 16 مليوناً و384 ألفاً و403 أصوات، أي نحو 54% من الأصوات التي بلغت 30 مليوناً و530 ألفاً و157 ممن شاركوا في الانتخابات، من أصل 61 مليوناً وأكثر من 400 ألف ناخب. وشارك في الجولة الأولى نحو 40% من الناخبين، ليسجل بذلك أدنى نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، لكن النسبة ارتفعت في الجولة الثانية، في ظل التنافس المحموم بين بزشكيان وخصمه المحافظ سعيد جليلي إلى نحو 50%. وبفوز بزشكيان عاد الإصلاحيون إلى السلطة مرة أخرى بعد نحو عقدين من الزمن منذ نهاية ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عام 2005. وعليه، فإن عودة الإصلاحيين إلى الحكم لها دلالاتها وتأثيراتها داخلياً وخارجياً، بسبب توجهاتهم المختلفة عن غريمهم السياسي المحافظ على الصعيدين.