بزشكيان يدعو في "العربي الجديد" إلى نظام تعاون وأمن جماعي بين إيران وجيرانها

10 يوليو 2024
مسعود بزشكيان خلال تجمع انتخابي، 3 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **توسيع التعاون الإقليمي**: أكد الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، على أهمية تعزيز العلاقات مع دول الجوار، داعياً إلى نظام تعاون وأمن جماعي لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي.

- **دعم القضية الفلسطينية**: شدد بزشكيان على دعم إيران للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، مؤكداً أن الأمن والاستقرار في المنطقة مرتبطان بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتحرير القدس الشريف.

- **التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي**: أعلن بزشكيان استعداد إيران للمشاركة في مشاريع التنمية مع دول الجوار، داعياً إلى تعاون دولي لإقامة شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل ورفض احتكار القوى العظمى للقرارات.

قال الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، إنه يمدّ يد الصداقة والأخوّة إلى جميع الجيران ودول المنطقة، لإطلاق ما وصفها بـ"حركة حقيقية وجادّة في مسيرة التعاون" مع بلاده، وذلك في مقالٍ خصّ به "العربي الجديد"، أفاد فيه بأن الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية توسيع التعاون مع الجيران". وكتب بزشكيان في مقاله أن بلاده "ستعمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية معها على أساس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، إذا ما أبدت دول المنطقة تعاوناً نشيطاً وثنائياً". ودعا إلى "إنشاء نظام تعاون وأمن جماعي بين الدول المتجاورة"، فذلك، بحسب تعبيره، ما يتطلّبه السلام والاستقرار المستدامان في منطقة الخليج الفارسي والتصدّي للتهديدات  المختلفة". 

وجّه الرئيس الإيراني المنتخب تحية باسم بلاده للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة بوجه العدوان الوحشي للمحتل الصهيوني

واستهلّ بزشكيان مقاله الذي يعدّ أول إطلالة إعلامية منه على الخارج بالقول: "في بداية عهدي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أودّ أن أخاطب أخواتنا وإخواننا وجيراننا في المنطقة، لكي نخطو معاً على طريق الحوار البناء وتعزيز التعاون والتضامن بين شعوب المنطقة ودولها". وشدّد على أن "الحوار العميق والبنّاء والهادف لتأسيس  التعاون على مختلف الأصعدة والمجالات هو السبيل الوحيد لاجتياز التحدّيات والاضطرابات الراهنة". وأضاف: "من شأن هذا السبيل أن يحقق الاستقرار والأمن المستداميْن، ويتيح لشعوب المنطقة الاستفادة من مواهبها وثرواتها".

وأوضح بزشكيان في مقاله أن "لإيران وجيرانها العرب والمسلمين مواقف ومصالح مشتركة في كثيرٍ من القضايا الدولية والإقليمية". وأضاف: "نحن جميعاً نرفض احتكار قوى محدّدة ومعيّنة قرارات العالم، كما نرفض تقسيم العالم والاستقطاب على أساس مصالح القوى العظمى". وأعلن استعداد بلاده للمشاركة في مشاريع التنمية الاقتصادية وتنمية البنى العمرانية وممرّات النقل بين دول الجوار، كما أنها مستعدّةٌ أيضا لإشراك هذه الدول في ممري "الشمال ـ الجنوب" و"الشرق ـ الغرب" داخل أراضيها. وكتب: "إن شعوب المنطقة تستحقّ أن تحظى بالتنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي، فعلى الحكومات مساعدة بعضها بعضاً لأجل الازدهار والتقدّم". 

بزشكيان أكد في مقاله الذي يعدّ أول إطلالة إعلامية منه على الخارج أن الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية توسيع التعاون مع الجيران

 

ووجّه الرئيس الإيراني المنتخب تحية باسم بلاده لـ"الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزة بوجه العدوان الوحشي للمحتل الصهيوني". وكتب إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "تؤكد إيمانها بأن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في ممارسة المقاومة الشاملة سبيلا للتحرّر من الاحتلال، وتأمين حقوقه الطبيعية والبديهية، وخصوصاً الاستقلال وحقّ تقرير المصير وإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري والإبادة الجماعية وإرهاب الدولة الصهيونية. 

وفي رسالة منه يبعثها إلى حكومات دول الجوار، كتب بزشكيان أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر قوّةَ جيرانها قوّةً لها، وترى أنه لا ينبغي أن يعزّز الجيران قدراتهم على حساب الآخرين". ومن دون إشارة منه إلى ما يعتزمه بشأن ملف البرنامج النووي الإيراني، كتب الرئيس المنتخب أن السلاح النووي للكيان الصهيوني يشكل "تهديداً للمنطقة والسلام والأمن الدوليين"، الأمر الذي "يفرض على دول المنطقة والعالم، التعاون لأجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل". 

وفي رسالة أخرى إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، أكد بزشكيان أن طهران ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته. وقال بزشكيان رداً على رسالة سابقة من هنية إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر نصرة الشعب الفلسطيني ونضاله في مواجهة الاحتلال ونظام الفصل العنصري الصهيوني، واجباً إنسانياً وتكليفاً إسلامياً، وهو تمسك بالمبادئ والأهداف السامية للثورة الإسلامية ومؤسسها".  وأضاف أن طهران تستمر بـ"دعمها الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم حتى تحقيق جميع أهدافه السامية واسترداد حقوقه وتحرير القدس الشريف".

وقال الرئيس الإيراني المنتخب في الرسالة نفسها: "إنني شخصياً واثق من أن النصر سيكون حليفاً لفلسطين العزيزة، نصراً مؤزراً من عند الله، وذلك بفضل صمود شعب فلسطين التاريخي، وصمود غزة المظلومة القادرة المقتدرة، وبفضل وبطولة مجاهدي المقاومة الفلسطينية". وكان الرئيس الإيراني المنتخب قد بعث الاثنين رسالة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أكد من خلالها أن بلاده ستواصل دعم المقاومة "بقوة" في مواجهة إسرائيل.