تظاهر سكان ولاية خنشلة شرقي الجزائر، اليوم الجمعة، ضد زيارة وفد حكومي يضم وزير الداخلية، كمال بلجود، ووزير الفلاحة، عبد الحميد حمداني، وعدداً من المسؤولين المحليين، وطالبوهم بالمغادرة وأغلقوا الطريق بالحجارة رفضاً لوجودهم، وذلك احتجاجاً على تأخر الزيارة وضعف تدخل السلطات لوقف موجة الحرائق المهولة التي أتت على غابات المنطقة منذ أسبوع.
وأغلق السكان بالحجارة والمتاريس الطريق الذي كان يمر به الوفد الحكومي، تعبيراً عن الغضب العارم على تباطؤ السلطات في التدخل لإنقاذ الغابات، ورُفعت شعارات مناوئة ضد الحكومة وممثلي السلطة، كما أقدم السكان الغاضبون على طرد الصحافيين ووسائل الإعلام المرافقة للوفد، ومنعها من تغطية الزيارة.
واستدعى هذا الوضع استقدام تعزيزات أمنية كبيرة لفضّ احتجاج السكان، وقال ناشط محلي في المنطقة، إبراهيم سطمبولي، في منشور له، إنه "لا معنى لهذه الزيارات بعد الخراب الذي حل بالمنطقة، وإذا كانت هذه الزيارة للاطلاع فقد كان يمكن للوزراء الاطلاع عن بعد دون الحاجة لزيارة تزيد من غضب السكان".
ووصل وزير الداخلية كمال بلجود ووزير الفلاحة عبد الحميد حمداني، إلى ولاية خنشلة، صباح اليوم الجمعة، للوقوف على الأوضاع بعد موجة حرائق أتت على مساحات واسعة من الغابات والأشجار، قدرتها السلطات بـ2600 هكتار، وتعتقد السلطات أنها حرائق مفتعلة، بسبب المسافة الفاصلة بين مناطق الحرائق، تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة كيلومترات.
وكشف وزير الداخلية عن ضبط أشخاص وسط الغابات وبحوزتهم مادة البنزين، وقال في تصريح صحافي، إنّ حرائق خنشلة مفتعلة "يقف خلفها مجرمون"، وإنه تم توقيف أشخاص مشتبه فيهم بحرق الغابات، مشدداً على أنّ "العدالة ستتخذ كل الإجراءات".
ورفض الوزير بلجود اتهامات تطاول السلطات بالتأخر في التدخل، وقال "وفرنا كافة الإمكانيات لإخماد الحرائق، وسيتم اقتناء طائرات خاصة لإطفاء الحرائق قريباً".