- التعيينات الجديدة تعكس نهجًا أمنيًا صارمًا من قبل النظام السوري، خاصة في السويداء التي تشهد حراكًا مناهضًا للنظام، مع تخوفات من تصعيد القمع ضد الاحتجاجات.
- النظام السوري يرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى السويداء، في خطوة تعكس استعدادًا لمواجهة الحراك المناهض، وتثير مخاوف من تصاعد العنف في المنطقة.
أجرى رئيس النظام السوري، بشار الأسد اليوم الأحد، تغييرات جديدة شملت تعيين أربعة محافظين جدد لمحافظات دير الزور، وريف دمشق، وحماة والسويداء. ونص المرسوم التشريعي الذي حمل الرقم 101 للعام 2024 على تعيين معتز تيسير قطان محافظاً لمحافظة دير الزور، وأحمد إبراهيم خليل محافظاً لريف دمشق، ومعن صبحي عبود محافظاً لحماة.
وفي مرسوم آخر حمل الرقم 102 للعام 2024، تقرر إنهاء تعيين بسام ممدوح بارسيك محافظاً لمحافظة السويداء، وتعيين اللواء أكرم علي محمد بدلاً منه. وكان لافتاً في تعيينات بشار الأسد انتداب لواء في مخابرات النظام متهم بجرائم حرب محافظاً للسويداء التي تشهد حراكاً مناهضاً للنظام وتظاهرات مستمرة منذ أكثر من عام.
وبحسب منظمة "مع العدالة" الحقوقية، ينحدر اللواء أكرم محمد من محافظة حمص، ويعتبر من أبرز ضباط إدارة المخابرات العامة والمعروفة باسم إدارة أمن الدولة. وشغل رئاسة فرع أمن الدولة في طرطوس وإدارة المخابرات العامة، كما عين رئيساً لفرع أمن الدولة في طرطوس عام 2016، ورئيساً لفرع المعلومات 255 عام 2013، ورئيساً لفرع أمن الدولة في حلب، وتم ترفيعه مطلع عام 2019 إلى رتبة لواء.
ويتهم محافظ السويداء الجديد بارتكاب جرائم حرب خلال رئاسته للأفرع الأمنية واعتقال وقتل متظاهرين، وتنفيذ عناصره عمليات قتل تحت التعذيب. وقال سليمان فخر وهو صحافي من السويداء لـ"العربي الجديد"، إن التعيين مرتبط بخطة جديدة للتعامل مع السويداء، موضحاً أن تعيين محافظ بخلفية أمنية كان مقرّباً جداً من اللواء حسام لوقا، الذي يعتبر أقوى الشخصيات الأمنية في ملف السويداء، "يعني أنّ النظام لا يفكّر الآن بمسؤول إداري للسويداء، ولا حتى سياسي، بل ينظر لها بعين أمنية فقط".
وأضاف: "في المقابل فإن تاريخ المحافظ الجديد في حلب تحديداً يوحي بأنه من عرابي فكرة الحلول الأمنية والعسكرية في سورية، واختياره للمهمة في السويداء مع ازدياد القلق من حوادث أمنية يوحي بأي عين أمنية ينظر نظام بشار الأسد للسويداء"، مردفاً: "لا أعتقد أن نيات حسنة تكمن وراء تعيين هذا الرجل. ومن الجيد الانتباه إلى أن النظام منذ عام 2020 تخلّى عن فكرة المسؤول الأمني في هذا المنصب بالسويداء، والعودة إليه قد تعني أن زمن اللين من قبل النظام قد ينتهي فعلاً".
من جانبه، قال الكاتب والصحافي نورس عزيز لـ"العربي الجديد"، إن هناك تخوفاً في السويداء من تعيين بشار الأسد لضابط مخابرات في منصب محافظ، ورأى أنه من المبكر الحكم على نيات النظام، وهل سيحاول قمع الاحتجاجات المناهضة له، مستدركاً بالقول: "الأمر ليس سهلاً لأنّ التحرك في عمق السويداء لن يكون بالأمر السهل على النظام".
والأسبوع الفائت، أرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية باتجاه محافظة السويداء، ضمت رتلاً من ناقلات الجند والدبابات والمدرعات وعشرات الآليات الثقيلة. ووصفت مصادر محلية هذه الحشود بـ"بالأضخم عُدة وعتاداً منذ بداية الثورة السورية ربيع عام 2011".