أكد نائب في البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، أنّ السلطات التونسية رفضت دخول بعثة نواب أوروبية من كتل مختلفة في البرلمان الأوروبي إلى أراضيها، فيما أعلن الرئيس قيس سعيد عن رفضه مشاركة موفدين أجانب في الرقابة على الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.
وقال النائب الأوروبي إيمانويل مورال إنّه يشعر بـ"الصدمة والحزن من هذا القرار"، موضحاً في تغريدة عبر حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، أن الحكومة التونسية رفضت دخول البعثة إلى أراضيها بسبب الانتقادات للنظام التونسي الجديد، مضيفاً أن "هذا لم يحدث سابقاً مطلقاً".
والنائب إيمانويل مورال أحد أفراد البعثة التي كان يفترض أن تزور تونس برفقة النواب مايكل غالهر، ومنير ساتوري، وسليمة ينبو، وديتمر كوستر.
وبعد منعهم من الدخول إلى تونس، أصدر النواب، اليوم الخميس، بياناً طالبوا فيه بـ"تفسير دقيق" لهذا "السلوك غير المسبوق منذ الثورة الديمقراطية عام 2011".
وجاء في البيان: "نحن على استعداد للحوار ونشدّد على أهميته، بما في ذلك الحوار بشأن القضايا الحاسمة. ونذكر أن هذا البرلمان وافق دائماً على برنامج التعاون الشامل، بما في ذلك تعزيز الديمقراطية والدعم المالي، على النحو المتفق عليه في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس".
وأضاف: "لا نزال مقتنعين، كما طالب الاتحاد الأوروبي منذ يوليو/ تموز من عام 2021، بأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الكارثي في تونس، والذي تفاقم بسبب الأزمة الإنسانية، يتطلب بشكل عاجل حواراً وطنياً شاملاً تظل بدونه آفاق الوضع السياسي والاقتصادي المستقر في تونس غير مؤكدة".
وكان يفترض أن تلتقي البعثة ممثلين عن المعارضة التونسية ومنظمات المجتمع المدني. ويعرف عن بعض أعضاء البعثة انتقادهم الشديد للسلطات التونسية على خلفية ضرب الحريات والديمقراطية.
ومنذ يومين، انتقد النائب منير ساتوري بشدة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، واصفاً النظام التونسي بـ"المتسلط"، وأشار في مداخلة له في جلسة بالبرلمان الأوروبي إلى أن "التونسيين ينتظرون شيئاً آخر"، بحسب قوله.
سعيد يرفض مشاركة مراقبين أجانب في الانتخابات المقبلة
إلى ذلك، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، الخميس، رفضه مشاركة موفدين أجانب في الرقابة على الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها على هامش احتفال أداء اليمين للأعضاء الجدد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في قصر قرطاج بالعاصمة تونس.
وقال سعيد، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول": "يمكن أن يحضر الأجانب لمتابعة الانتخابات كملاحظين، لكنهم لن يأتوا لتونس للمراقبة، لأن التونسيين وحدهم سيراقبون الانتخابات". وأكد أن الانتخابات المقبلة في البلاد "لا يمكن أن تكون إلا نزيهة وشفافة".
وأضاف: "نحن لا نوجه برقيات إلى الدول، على غرار فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لشكرهم على انتخاباتهم الشفافة، نحن لا حاجة لنا بشهاداتهم، بل نحن في حاجة لشهادة التونسيين".