أجرت اللجنة الأمنية العليا المسؤولة عن أمن الانتخابات العراقية، المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مباحثات مع المسؤولين الأمنيين في إقليم كردستان، بشأن التنسيق الأمني المشترك لحماية العملية الانتخابية في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل.
و"المناطق المتنازع عليها" هي مناطق تقع في عدد من المحافظات العراقية القريبة على الإقليم، إذ تتنازع الحكومتان (المركزية وحكومة الإقليم) بشأن تبعية تلك المناطق، فيما يسميها الكرد "المناطق الكردية خارج حدود الإقليم".
واليوم الخميس، وصل رئيس لجنة تأمين الانتخابات، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، مع عدد من القيادات العسكرية إلى أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، حيث التقى عدداً من القادة الأمنيين الكرد وبحث الملف الانتخابي معهم.
ووفقاً لبيان مقتضب أصدرته قيادة العمليات المشتركة، فإن "الزيارة تأتي لغرض الاجتماع في مقر وزارة داخلية إقليم كردستان، بحضور وزيرها ريبر أحمد، وقادة شرطة محافظات الإقليم والجهات ذات العلاقة، لبحث الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
مسؤول أمني عراقي أكد أن "الاجتماع بحث ملف تأمين المناطق المتنازع عليها خلال سير العملية الانتخابية"، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أن "القيادات الأمنية من الطرفين بحثا وضع خطة مشتركة للانتشار العسكري في تلك المناطق وضبط أمنها، سيما خلال عملية التصويت ونقل صناديق الاقتراع".
وأشار إلى أن "الطرفين توصلا الى تفاهمات كبيرة بشأن التنسيق العسكري في تلك المناطق، بما يضمن نزاهة الانتخابات وتأمينها".
من جهته، أكد رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله، أن "اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، اتخذت جميع الاحتياطات لتأمين وحماية المراكز الانتخابية وصناديق الاقتراع في البلاد"، مؤكداً، في تصريح صحافي، أن "اللجنة التي يترأسها نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ستستفيد من قدرات وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية الأخرى كافة، لغرض النجاح بتأمين الانتخابات".
وشدد: "نحن جاهزون لتأمين وحماية صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، إلى جانب حماية المراكز الانتخابية كافة ومنع تدخل أي جهة بعملية الاقتراع".
ويحرص الجانب الكردي على أمن سير العملية الانتخابية في كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى.
وقالت النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ميادة النجار، لـ"العربي الجديد"، إن "الجانب الكردي يجري استعداده لخوض السباق الانتخابي في تلك المناطق، ونعول على نتائجها بالحصول على مقاعد برلمانية"، مؤكدة "أهمية ضمان نزاهة الانتخابات في تلك المناطق، ووضع الخطط الأمنية الرصينة لضبطها، ومنع أي تدخلات من أي طرف قد تؤثر على النتائج".
وكانت بغداد وأربيل اتفقتا أخيراً على تشكيل 6 مراكز أمنية مشتركة من الجيش و"البشمركة"، تعمل لضبط الفراغات في المناطق المتنازع عليها، وقد باشرت تلك المراكز عملها فعلياً قبل فترة.