ذكرت الحكومة العراقية، في بيان لها الأربعاء، عقب انتهاء جولة الحوار الاستراتيجي الثالثة مع الولايات المتحدة الأميركية، أنه تمّ التفاهم على جملة من الملفات والقضايا المهمة والمشتركة بين البلدين، متحدثة عن دعم أميركي لبغداد في ملفات الأمن، والصحة، والتعليم، والانتخابات.
وكان وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، قد افتتحا جلسة الحوار التي انطلقت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
ووفقاً لبيان مشترك صدر عن الجانبين العراقي والأميركي، فإن جلسة الحوار دامت نحو ثلاث ساعات، وترأس وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، وفدي البلدين، وجدداً تأكيدهما لـ"أهمية العلاقات الثنائية"، كذلك تناولا "قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة والبيئة، والقضايا السياسية، والعلاقات الثقافية. وشارك في الحوار ممثلون عن حكومة إقليم كردستان".
وبيّن أن "العراق والولايات المتحدة يدركان الصعوبات التي سبّبها فيروس كورونا وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وأعادا تأكيد شراكتهما الاقتصادية القوية، وأن كلا البلدين يعتزمان العمل بشكل وثيق مع بعضهما، فيما يلتزم العراق تنفيذ الإصلاحات من أجل تنويع اقتصاده، وتحسين مناخ العمل، وتقديم المساعدة لإنشاء قطاع خاص أكثر حيوية".
وجددت الولايات المتحدة، وفقاً للبيان، "تأكيدها احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه وحرية التعبير التي يكفلها الدستور العراقي، وناقش الوفدان السبل التي يمكن الولايات المتحدة أن تدعم من خلالها الحكومة العراقية في ما يخص توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ونشطاء المجتمع المدني وتحقيق المساءلة القانونية".
وأكدت الولايات المتحدة "عزمها المستمر على دعم العراق في التوصل إلى حلول دائمة في ما يخصّ النازحين داخلياً، بحيث تكون هذه الحلول طوعية وآمنة وكريمة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للفئات التي تعرضت للإبادة الجماعية من قبل داعش".
من جانب العراق، جددت الحكومة العراقية "التزامها حماية أفراد وقوافل التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية التابعة لدوله، وأكد البلدان دعمهما لقرار العراق الخاص بتنويع مصادر طاقته من خلال بناء وتقوية أواصر العلاقات مع دول الجوار كالأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، والمضي قدماً في مشاريع ربط الشبكة الكهربائية".
وأشار كل من العراق والولايات المتحدة إلى" نيتهما المشتركة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية والعمل معاً لتعزيز الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ، بما في ذلك العمل مع القطاع الخاص في الولايات المتحدة، من خلال تنفيذ المشاريع التي تعزز تنمية الطاقة النظيفة، وتحسين سبل توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وتطوير كفاءة إنتاج الطاقة، ومعالجة الغاز المصاحب لاستخراج النفط".
وفي النقاشات المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب، أعاد الطرفان "تأكيد رغبتهما المشتركة بمواصلة التنسيق والتعاون الثنائي، كما أكد البلدان أن وجود القوات الأميركية في العراق جاء بناءً على دعوة الحكومة العراقية لغرض دعم القوات الأمنية العراقية في حربها ضد داعش".
وفي ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية، توصل الطرفان إلى أن "دور القوات الأميركية وقوات التحالف قد تحول الآن إلى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على أن يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة".
وذكر البيان أنه "يعكس هذا التحول في طبيعة مهمات القوات الأميركية والقوات الدولية الأخرى من العمليات القتالية إلى التدريب والتجهيز والمساندة نجاح شراكتنا الاستراتيجية، ويضمن دعم الجهود المتواصلة للقوات العراقية لضمان أن (داعش) لن يهدد استقرار العراق مجدداً".
وشدد البلدان على أن "القواعد التي يوجد بها أفراد التحالف هي قواعد عراقية وهم موجودون فيها حصراً لدعم جهود العراق في الحرب ضد داعش، وينوي البلدان مواصلة المحادثات عبر لجنة عسكرية مشتركة لضمان انسجام عمليات التحالف الدولي مع احتياجات القوات الأمنية العراقية، ومن ضمنها قوات البيشمركة".
وأشار البيان إلى أنه "يعتزم البلدان تحديد سبل إضافية لدعم خطط العراق الرامية لإصلاح التعليم العالي وتعزيز الشراكات الجامعية بين العراق والولايات المتحدة".
وفي الختام، جدد البلدان "تأكيدهما أهمية العلاقة الاستراتيجية بينهما وعزمهما على مواصلة اتخاذ الخطوات المناسبة لتعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، كما رحبت الولايات المتحدة بفرصة إعادة تأكيد وتعزيز شراكتها مع العراق"، وأشار البيان إلى أن "الحكومتين تتطلعان إلى مزيد من المناقشات حول القضايا المذكورة أعلاه في اجتماع لجنة التنسيق العليا للحوار الاستراتيجي الذي سيعقد في وقت لاحق".
وتأتي جولة الحوار في وقت صعدت فيه المليشيات الموالية لإيران، اليوم، هجماتها على أرتال التحالف الدولي بالعراق، إذ انفجرت عبوة ناسفة على رتل للتحالف قرب محافظة بابل، كما انفجرت عبوة أخرى على رتل آخر قرب مدينة عفك بمحافظة الديوانية، وتعرض رتل ثالث لانفجار عبوة ناسفة على الطريق السريع بمحافظة الأنبار (غربي العراق)، ولم تسجل التفجيرات أي إصابات أو أضرار.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدرت مجموعة من المليشيات العراقية المسلّحة الحليفة لطهران، بياناً مشتركاً بعد ساعات قليلة من زيارة زعيم "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني لبغداد، وعقده سلسلة اجتماعات مع زعماء الفصائل المسلّحة وشخصيات سياسية، هدّدت فيه بالتصعيد إذا لم تطرح حكومة الكاظمي مطلب انسحاب القوات الأميركية من العراق، خلال جلسة الحوار الجديدة مع واشنطن، مؤكدة أنها "ستردّ بكل قوة وصلابة، وستوجّه ضربات كبيرة ودقيقة إذا لم يتضمن هذا الحوار إعلاناً واضحاً وصريحاً، عن موعد الانسحاب النهائي لقوات الاحتلال".