استمع إلى الملخص
- **موقف حماس والمقاومة الفلسطينية**: أكدت حماس تمسكها بمطالبها لإنهاء العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الاحتلال يعرقل الجهود، بينما مصر لا تعول على زيارة بلينكن لتحريك ملف الاتفاق المتعثر.
- **التصور الأميركي والموقف المصري**: التصور الأميركي لا يقدم حلولاً حقيقية، ومصر ترفض نشر قوات أجنبية في الممر الحدودي، وتقبل فقط بمقترحات "رقابة" غربية ونشر قوات أمن فلسطينية.
أكدت معلومات وردت من العاصمة المصرية القاهرة، وأخرى أكدتها حركة حماس، اتفاق الجانبين، المصري والحمساوي، على عدم القبول بأي سيناريو من شأنه أن يبقي على قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور صلاح الدين (فيلادلفي) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وذلك على خلفية الزيارة التي يقوم بها حالياً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، اليوم الأربعاء، وتستمر حتى غد الخميس. ويرأس بلينكن خلال زيارته الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، والتي من المفترض أن تشهد عرض مقترح أميركي لتجاوز الخلاف حول المحور الحدودي.
صعوبة حلحلة أزمة صلاح الدين
وحول إمكانية قبول "حماس" باتفاق مغاير عن اتفاق 2 يوليو/ تموز الذي قدّمته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، يسمح بوجود إسرائيلي في المرحلة الأولى، في محوري نتساريم وصلاح الدين، أكد المتحدث الرسمي باسم "حماس" جهاد طه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "فصائل المقاومة متمسكة بمطالبها المتعلقة بإنهاء العدوان، خصوصاً ما تم التوافق عليه في 2 يوليو"، مضيفاً أن الحركة "منفتحة على كافة القضايا التي من شأنها خدمة قضايا شعبنا الوطنية وتعزز من صموده". وشدد على أن "الوسطاء يدركون أن الحركة وباقي فصائل المقاومة، تعاطت بمرونة وإيجابية، وأن الاحتلال هو من يعرقل الجهود والمساعي التي يقومون بها، وبالتالي فإن الأصل هو أن يمارس الضغط على الاحتلال، لإلزامه بما تم التوافق عليه في يوليو الماضي".
وفي السياق نفسه، يبدو أن الإدارة المصرية لا تعول كثيراً على زيارة بلينكن إلى القاهرة لتحريك ملف الاتفاق المتعثر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً في حلحلة ملف أزمة محور صلاح الدين بين القاهرة وتل أبيب. وتعتبر القاهرة أن التحركات الأميركية في هذا الملف في الوقت الراهن "انتخابية" بالدرجة الأولى، ولا يُعوَّل عليها كثيراً، إذ لا تتضمّن ضغطاً حقيقياً على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في وقت لا تلبي فيه المقترحات المطروحة الحدّ الأدنى للتوافق حولها بين الأطراف المعنية.
تسريبات التصوّر الأميركي الذي تعكف عليه إدارة بايدن حالياً، لا تتضمّن حلولاً حقيقية للعقبات التي عطّلت المفاوضات السابقة
وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن تسريبات التصوّر الأميركي الذي تعكف عليه إدارة الرئيس جو بايدن حالياً، والذي وصل إلى القاهرة بعض منها عبر دوائر رسمية أميركية في إطار التجهيز لإعلانه، لا تتضمّن حلولاً حقيقية للعقبات التي عطّلت المفاوضات السابقة، إذ لا يقدّم التصور الجديد التزاماً واضحاً بإخراج القوات الإسرائيلية من محور صلاح الدين. ووفقاً للمعلومات، فإن الرفض المصري للطرح الأخير والمتمثل في نشر قوات عربية أو أجنبية في ممر صلاح الدين ليكون بمثابة منطقة عازلة، كان سبباً رئيسياً في حرص الإدارة الأميركية على أن يرأس بلينكن الوفد الأميركي.
قبول برقابة غربية
وعلى الرغم من تمرير الإدارة الأميركية أخيراً موافقة غير مشروطة على المعونة الأميركية المقررة لمصر، والمقدرة بمليار و300 مليون دولار، إلا أنّ مسؤولين في مؤسسات وازنة في القاهرة، يرون أن ذلك لن يكون دافعاً للقبول بأي مقترح ينتقص من سيادة مصر على حدودها، أو يسمح ببقاء دائم لإسرائيل في محور صلاح الدين. وتشير المعلومات الواردة إلى أن ما طرحته مصر في هذا الصدد، هو القبول بتنفيذ المقترحات الخاصة بـ"رقابة" غربية واستخدام معدات تكنولوجية لضمان عدم استخدام الحدود في تهريب الأسلحة أو حفر أنفاق جديدة، وذلك إلى حين توقف الحرب، ونشر قوات أمن فلسطينية في الجانب الفلسطيني من الحدود، يتم ترتيبها مع الجانب الأميركي، لضمان عدم سيطرة أي من فصائل المقاومة عليها.
ما طرحته مصر هو القبول بتنفيذ المقترحات الخاصة بـ"رقابة" غربية واستخدام معدات تكنولوجية لضمان عدم استخدام الحدود في تهريب الأسلحة أو حفر أنفاق جديدة
وتؤكد القاهرة أن ما ينشره الإعلام الإسرائيلي المقرب من حكومة الاحتلال بشأن العثور على أنفاق في محور صلاح الدين، "غير حقيقي". وأشار مسؤولون مصريون معنيون، خلال لقاءات مع نظرائهم الأوروبيين والأميركيين، إلى أنه "لو كان ما يروّج له بنيامين نتنياهو حقيقياً، لنشروا الصور الخاصة بها، كما يفعلون في الأنفاق التي يعثرون عليها داخل غزة". ويشدد مسؤولون مصريون على أن "ما يتم الزعم بشأنه بقايا أنفاق مغلقة من الحدود المصرية تم هدمها خلال الحرب المصرية على الإرهاب في سيناء"، وذكّروا بأن "المسؤولين الأميركيين أكدوا أكثر من مرة خلال اجتماعات معهم أن ما قامت به القاهرة في هذا الملف بمثابة إنجاز حقيقي".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قد قال في بيان مساء الإثنين، إن بلينكن "يزور مصر في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر/ أيلول ليرأس افتتاح الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع نظيره المصري بدر عبد العاطي"، وتابع: "بالإضافة إلى المشاركة في رئاسة الحوار الاستراتيجي، سيلتقي بلينكن بمسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن الإفراج عن الرهائن، ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي الأوسع".