وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى استراليا، اليوم الأربعاء، لإجراء محادثات مع حلفاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قلقين من تصاعد نفوذ الصين، ولتأكيد التزام الولايات المتحدة في المنطقة، رغم تركيز واشنطن في الفترة الأخيرة على أوكرانيا.
وسيشارك بلينكن في محادثات تستمرّ يومين مع تحالف "كواد"، الهادف إلى تعزيز الشراكة مع الهند، وأستراليا، واليابان، في مواجهة تصاعد قوة الصين الاقتصادية والعسكرية.
وأقرّ الوزير الأميركي بأن احتمال قيام روسيا بغزو أوكرانيا هو في "صلب" اهتمامات الحكومة الأميركية، حتى لدى توجهه إلى ملبورن لحضور الاجتماع الرابع لوزراء خارجية تحالف "كواد" الرباعي.
غير أنه شدد على أن "الأهمية" التي توليها واشنطن لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة تحدي الصين، لا تزال قائمة رغم المستجدات الكبيرة في السنوات الأخيرة في أزمات في الشرق الأوسط وفي شرق أوروبا الآن.
وقال للصحافيين في الطائرة التي أقلته: "العالم مكان كبير. اهتماماتنا دولية وجميعكم يدرك جيداً التركيز الذي نخص به منطقة آسيا-المحيط الهادئ، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفاً: "نولي المسألة تركيزاً مستمراً، ولذا نتوجه إلى أستراليا".
وسعت الولايات المتحدة لتوسيع تحالف "كواد" من شراكة أمنية بحرية إلى مجالات أخرى، مثل محاربة وباء "كوفيد".
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرنك قبيل الرحلة: "الرسالة التي يحملها وزير الخارجية معه في الرحلة هي أن شراكاتنا تفي بوعودها"، لافتاً إلى أن "كواد" عنصر أساسي في السياسة الاقتصادية والأمنية الخارجية للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأُطلق التحالف في 2007 تحت مسمّى "الحوار الأمني الرباعي" أو "كواد". ووضع إطار مناورات بحرية مشتركة بين الولايات المتحدة والهند واليابان في المحيط الهادئ، تُعرف بمناورات مالابار.
كسبت المبادرة زخماً جديداً في 2020، مع إعادة انضمام أستراليا، ووقوع اشتباكات دامية بين قوات صينية وهندية على جزء متنازع عليه من الحدود، أعطت نيودلهي غير المنحازة تقليديا دفعا نحو تعاون أكبر مع "كواد".
ولفتت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين إلى أن وزراء "كواد" سيناقشون توزيع اللقاحات في المنطقة وتكنولوجيا المعلومات الحساسة، ومحاربة المعلومات المضللة المؤذية ومكافحة الإرهاب والتغير المناخي، إضافة إلى الأمن.
وقالت لإذاعة "إيه بي سي" الأسترالية: "بصفتنا شبكة ديمقراطيات ليبرالية، نحن ملتزمون بالتعاون العملاني لضمان تمكن جميع دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ - الكبيرة والصغيرة - من اتخاذ قراراتها الاستراتيجية من دون إكراه".
وبدأ بلينكن زيارته إلى أستراليا بعد ساعات من مؤتمر صحافي في واشنطن مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي سعى لإظهار جبهة موحدة في مواجهة التهديد الذي يمثله حشد ما يقدر بـ140 ألف عسكري روسي عند الحدود الأوكرانية. وأوضح بلينكن، الإثنين، في مؤتمر صحافي، أن ما تدلي به بلاده "ليس تهويلاً، إنّها بكل بساطة حقائق".
(فرانس برس)