استمع إلى الملخص
- **جهود دبلوماسية لاحتواء التصعيد**: أجرى بلينكن اتصالات مع مسؤولين قطريين ومصريين لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة، وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الرد الإيراني على اغتيال هنية لن يخدم مصالح المنطقة.
- **موقف مصر ودورها في التهدئة**: طالب وزير الخارجية المصري عبد العاطي بالضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والانخراط في مفاوضات جادة، وأكد على ضرورة ضبط النفس لتجنب عدم الاستقرار، مشيراً إلى أهمية التشاور والتنسيق لدعم جهود التهدئة.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إن الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة، داعياً أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى "كسر حلقة العنف" عبر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالباً أيضاً باحتواء التصعيد مع استعداد إيران لتوجيه ضربة محتملة لإسرائيل. وصرح بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ، بأنّ "التصعيد ليس من مصلحة أحد، لن يؤدّي إلا إلى مزيد من النزاعات ومزيد من العنف ومزيد من انعدام الأمن. من الضروري كسر هذه الحلقة عبر التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وكان بلينكن قد حض، في اتصالات أجراها اليوم الاثنين، "جميع الأطراف" في الشرق الأوسط على تجنب "التصعيد"، بينما تترقب المنطقة منذ أيام رداً عسكرياً من إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران، فجر الأربعاء، المتهمة إسرائيل بالمسؤولية عنه، ورداً من حزب الله على اغتيال القيادي العسكري الكبير فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "من المهم أن يتخذ جميع الأطراف خطوات في الأيام المقبلة باتجاه الامتناع عن التصعيد وتهدئة التوترات". وتحدث بلينكن، الاثنين، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ورداً على سؤال حول ما إذا كان لإيران الحق في الرد على اغتيال هنية في قلب عاصمتها، قال ميلر إن الرد الإيراني لن يخدم "مصالح الشعب الإيراني أو المنطقة الأوسع". وأضاف أن "الرسالة التي نوجهها باستمرار هي: لا تقوموا بهذه الخطوة. لستم بحاجة إلى ذلك، فهي لا تخدم بشيء إنما تعرض المنطقة بأكملها إلى الخطر فحسب".
وشن الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع الجيش الإيراني، في 13 إبريل/نيسان الماضي، هجمات مركبة على أهداف داخل إسرائيل باستخدام مجموعة متنوعة من المسيّرات والصواريخ محلية الصنع، تتراوح أعدادها بين 250 و300، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر نفسه. وساعدت الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي في اعتراض المسيّرات والصواريخ، وكان الضرر بالتالي محدوداً. وحول ذلك، قال ميلر: "تلك كانت لحظة خطر حقيقي على المنطقة، وتمكنا من رسم مسار قادنا في النهاية إلى تجاوز تلك المرحلة من دون الانزلاق إلى حرب أوسع". وتدارك: "لكن في كل مرة تحدث فيها إحدى دورات التصعيد هذه، هناك خطر حصول سوء تقدير من جانب الأطراف، وخطر اتخاذهم إجراءات تخرج عن السيطرة أو تؤدي إلى عواقب غير مقصودة".
القاهرة تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل
كما أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مساء الاثنين، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي بهدف التشاور حول التصعيد الجاري في الإقليم وسبل احتوائه. وأحاط عبد العاطي بلينكن بالاتصالات التي أجراها مع وزراء خارجية عدد من دول الإقليم، بمن فيهم وزيرا خارجية إيران ولبنان، فضلاً عن اتصالاته مع وزراء خارجية بعض الدول الأوروبية، من أجل احتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وما خلفته من حالة احتقان وردود فعل قد تؤدي إلى خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، وتهدد بتوسيع رقعة الصراع بشكل غير مسبوق.
وشدد عبد العاطي على ضرورة ممارسة جميع الأطراف سياسة ضبط النفس، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار، وتهديد مصالح شعوبها، مطالباً نظيره الأميركي بالضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارسة سياسة حافة الهاوية، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتطرق الاتصال إلى الموقف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، والجهود المصرية – القطرية –الأميركية المبذولة في هذا الصدد، إلى جانب تبادل الرؤى والتقييم، والاتفاق على استمرار الجهود والتنسيق من أجل تشجيع الأطراف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، لا سيما أن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، وما يرتبط به من تفاهمات، من شأنه أن يخفف من حدة التوتر الإقليمي القائم، ونزع فتيل الأزمة. واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق عن قرب خلال الفترة القادمة دعماً لجهود التهدئة، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وذكر موقع أكسيوس، في وقت سابق الاثنين، أن بلينكن أبلغ نظراءه في دول مجموعة السبع خلال مؤتمر عبر الهاتف، الأحد، بأن هجوم إيران وحزب الله ضد إسرائيل قد يبدأ الاثنين، وفق ثلاثة مصادر مطلعة على المكالمة. وأشار الموقع الأميركي إلى أن بلينكن أجرى الاتصال للتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين، ومحاولة ممارسة ضغط دبلوماسي في اللحظة الأخيرة على إيران وحزب الله لمحاولة التقليل من انتقامهما قدر الإمكان. وشدد بلينكن خلال الاتصال على أن الحد من تأثير ضرباتهما هو أفضل فرصة لمنع حرب شاملة.
(فرانس برس، العربي الجديد)