أعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أمله في تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها في غزة، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه يشير إلى إمكانية تمديده في حال استطاعت حركة حماس تأكيد وجود مزيد من المحتجزين ضمن الفئة التي جرى الإفراج عنها (النساء والأطفال)، وتحديد أماكنهم وضمان سلامتهم.
وأوضح بن عبد الرحمن في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" اليوم، أن فترة تمديد الهدنة ترتبط بعدد هؤلاء المحتجزين لدى حماس، مضيفا أنه لا يمكن تأكيد ذلك حتى اليوم الرابع والأخير من الهدنة الحالية التي بدأت صباح الجمعة، حيث ستقوم حماس حينها بتقديم تلك القائمة إذا كانت لديها.
ورداً على سؤال بخصوص الوفد القطري الذي زار تل أبيب أمس وغزة اليوم، أوضح بن عبد الرحمن أن الأمر يتعلق بوفدين مختلفين، مشدداً على أن الوفد الذي توجه إلى غزة تنصب جهوده على وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ووجوده هناك في مهمة إنسانية بحتة. أما الوفد القطري الذي زار إسرائيل، يوضح رئيس مجلس الوزراء، فكانت مهمته ترتبط بإشراف الدوحة على عملية إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين وضمان التعامل مع أي عوائق بشكل مبكر.
وفي معرض رده على سؤال آخر بخصوص تمكن حماس خلال الهدنة من الوصول إلى محتجزين إضافيين، وإمكانية إطلاق المزيد منهم بالإضافة للنساء والأطفال والمدنيين، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إنه لا توجد أي تأكيدات بهذا الصدد حتى اللحظة بالنظر للبنية المعقدة التي يتعامل معها المفاوضون القطريون.
وتابع موضحاً: "تعاملنا يتم فقط مع المكتب السياسي (لحركة حماس) بالدوحة، ومع ممثلي الحركة بهذا المكتب، الذين يتواصلون مع حماس بغزة ويحصلون على المعلومات ويجلبونها من عندهم".
وأضاف في مقابلته مع "سي بي إس نيوز" أنه "خلال هذه المفاوضات رأينا أن المعلومات تصل فقط في لحظة أي اتفاق، أو بعد حصوله، لكنهم لا يشيرون لأي شيء قبل ذلك".
وفي سؤال إضافي بخصوص تأخر التواصل بعض الأحيان بين القادة السياسيين في الدوحة والقادة العسكريين بغزة، ومدى معرفته بمكان وجود قائد حركة حماس بغزة، يحيى السنوار، رد وزير الخارجية القطري قائلاً إن "هذه المعلومة لا يعرفها سوى الأشخاص المقربين منه"، مشدداً على أنها "لا ترتبط حقيقة بما نقوم به الآن وما يتعلق بالمفاوضات الجارية".
وأضاف: "تواصلنا على امتداد السنوات مع حماس كان يجري حصراً مع الجناح السياسي دون غيره، والممثلين السياسيين والمكتب بالدوحة. وهذا كل شيء. ونحن لا نتعامل مباشرة ولم تكن لدينا أي تعاملات أبداً مع الجناح العسكري"، في إشارة إلى "كتائب القسام".
وبخصوص مطالب بعض المشرعين الأميركيين، من الحزب الجمهوري على الخصوص، بتسليم قادة حماس السياسيين، أوضح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن العلاقات القطرية الأميركية صلبة جداً، والشراكة بين البلدين قائمة منذ عقود عدة، ويعمل البلدان بشكل وثيق من أجل تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأشار إلى أن دولة قطر عملت دائماً على تعزيز هذه الشراكة، مضيفاً أن الدوحة عملت بشكل وثيق مع البيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات المركزية، ووزارة الخارجية الأميركية على إبرام اتفاق بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية.
وأضاف أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تواصل دائم مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبأنه شخصياً يتواصل دائماً مع المسؤولين بالبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية.
بن عبد الرحمن: لا يمكنك إنهاء نزاع بالتحدث مع صديقك. إذا كان هناك نزاع قائم، تحتاج إلى صديق يتحدث إلى غريمك
وشدد على أن العلاقات بين البلدين تقوم على الثقة، والمصالح الثنائية المتبادلة، موضحاً أن فتح مكتب حركة حماس بالدوحة جرى بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل إنشاء قناة اتصال مع حماس. وأضاف أن ذلك كان مفيداً دائماً، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل للولايات المتحدة، وإسرائيل، وللاستقرار في المنطقة.
ومضى يقول: "لا يمكنك إنهاء نزاع بالتحدث مع صديقك. إذا كان هناك نزاع قائم، تحتاج إلى صديق يتحدث إلى غريمك، أو إلى خصومك، وأعتقد أن قطر تجسد الصديق المثالي للولايات المتحدة الذي يستطيع التحدث إلى هؤلاء الخصوم، والأطراف المتعددة".
وبخصوص إمكانية استغلال الهدنة الحالية لإنهاء الحرب على غزة، وأي دور قطري في مستقبل غزة، أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أن علاقات قطر هي مع الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، مضيفاً أن الدعم الذي تخص به الدوحة الشعب الفلسطيني يمتد لعقود عدة.
وشدد على أن من يحكم الفلسطينيين هو قرار يعود لهم، مشيراً إلى أن التركيز ينصب في الوقت الراهن على إنهاء هذه الحرب، وضمان ألا يتكرر ذلك. وأوضح أن الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار ذلك هو الحل السلمي، وإيجاد حل سياسي، وتقديم أفق سياسي للشعب الفلسطيني بقيام دولة.
وتابع أنه في اليوم التالي ومن سيحكم غزة والضفة الغربية ينبغي أن يكون هناك كيان واحد، دولة واحدة، تحت قيادة واحدة يختارها الشعب الفلسطيني. وشدد على أن أي دور قطري سيكون منصباً على مساندة الشعب الفلسطيني.