استمع إلى الملخص
- وصف بن فرحان الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة بالإبادة الجماعية، داعياً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، وأعلن عن قمة عربية إسلامية في الرياض لمناقشة العدوان الإسرائيلي.
- أشار إلى تحسن العلاقات السعودية الإيرانية رغم تعقيدها، معبراً عن أمله في خفض التصعيد، وأكد على رفض الإملاءات الخارجية على لبنان، مشدداً على الحل الداخلي للأزمة اللبنانية.
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الخميس إن الرياض قد تتحرك "بسرعة كبيرة" بشأن بعض الاتفاقات الثنائية مع واشنطن، حتى لو ظلت الصفقة الضخمة التي تضمن التطبيع مع إسرائيل "بعيدة المنال"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العلاقات السعودية الإيرانية "تسير في الاتجاه الصحيح".
ومنذ العام الماضي، كانت المملكة الخليجية تتفاوض بجدية على "صفقة كبرى" تعترف السعودية بموجبها بإسرائيل في مقابل اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة ومساعدة في برنامج نووي مدني على ما ورد في تقارير وتصريحات عدة. واستبعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في سبتمير/أيلول الماضي الاعتراف بإسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية، وأكد بن فرحان الخميس أن التطبيع "غير وارد حتى يكون لدينا حل للدولة الفلسطينية".
لكن خلال جلسة في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض، قال بن فرحان أيضاً إن الصفقات في مجالات أخرى قد تتقدم قريباً. ولفت إلى أن "الاتفاقات الثنائية التي نعمل عليها مع الولايات المتحدة هي في الواقع اتفاقات متعددة". وأضاف: "يمكننا إحراز تقدم في بعضها بسرعة كبيرة، ونعمل على بعضها الآخر - وخاصة تلك المتعلقة بالتجارة والذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك - والتي لا ترتبط بأي أطراف ثالثة أخرى".
وبدا أن وزير الخارجية السعودي أقرّ الخميس بأن العناصر المتعلقة بالدفاع مرتبطة بالتطبيع. وقال إن "بعض اتفاقات التعاون الدفاعي الأكثر أهمية أكثر تعقيداً بكثير. من المؤكد أننا نرحب بفرصة الانتهاء منها قبل نهاية فترة الإدارة الحالية، لكن هذا يعتمد على عوامل أخرى خارجة عن سيطرتنا".
وأضاف أن الرياض ليس لديها مرشح مفضل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع المقبل، مردفاً: "من الواضح أننا عملنا مع الرئيس (دونالد) ترامب من قبل، لذلك نحن نعرفه، ويمكننا إيجاد طريقة للعمل معه جيداً". وتابع: "لكننا نعرف أيضا الفريق الذي يعمل حاليا مع إدارة بايدن. نائبة الرئيس (كامالا) هاريس جزء من هذا الفريق، وقد تمكنا من بناء علاقة عمل قوية للغاية. لذلك ليس لدينا أي تفضيل على الإطلاق". واستطرد قائلا: "من المؤكد أنهم سيكونون مختلفين، سواء كان أحدهما أفضل أم الآخر، هذا ليس من شأني لأقوله".
كما تحدث عن الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلا إن هجوم إسرائيل على شمال غزة شكل من أشكال الإبادة الجماعية التي تغذي دائرة العنف، مشيرًا إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة انهارت مرارا بسبب المطالب الجديدة من إسرائيل. وأوضح أن إقامة دولة فلسطينية مرتبطة بمبادئ القانون الدولي وليس بالاعتراف من جانب إسرائيل.
وتأتي تصريحات بن فرحان في وقت تستضيف فيه الرياض أعمال الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، إذ جددت السعودية اليوم الخميس دعوتها الدولية إلى الانضمام للتحالف، مطالبة المجتمع الدولي بإرغام إسرائيل على وقف عدوانها ضد الشعب الفلسطيني. كما دعت السعودية، الأربعاء، إلى عقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في المملكة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية. وقالت الخارجية السعودية إن "القمة تأتي امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في العاصمة الرياض بتاريخ 11 نوفمبر 2023".
وبشأن العلاقة مع إيران، قال بن فرحان إن العلاقات السعودية الإيرانية تسير في الاتجاه الصحيح، لكنها معقدة بسبب الأوضاع الإقليمية، مشيرًا إلى أن إيران أبلغت الرياض بأن استمرار دائرة التصعيد في المنطقة ليس في مصلحتها، معبرًا عن أمله في ترجمة إيران تصريحاتها في هذا الصدد إلى واقع ملموس. كما عبّر وزير الخارجية السعودي عن رفض بلاده للإملاءات الخارجية على لبنان، مشيرًا إلى أن حلّ العملية السياسية في لبنان يعود إلى اللبنانيين وليس للسعودية أو القوى الخارجية.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)