أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن جيش بلاده سيجد سلاحاً "مضاداً" للتصدي لنظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي ستمنحه الولايات المتحدة لأوكرانيا التي تتعرض لقصف روسي مكثّف.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي: "بالنسبة لنظام باتريوت، فهو نظام قديم جداً. إنه لا يعمل مثل (نظامنا الروسي) إس-300. خصومنا يعتبرون أنه سلاح دفاعي. حسناً، سنضع ذلك في الاعتبار. هناك دائماً (سلاح) مضاد. لذا ما يفعله هؤلاء لن يجدي نفعاً، فهو يطيل فقط أمد النزاع، ذلك كلّ ما في الأمر".
وأضاف الرئيس الروسي أن "هدفنا ليس إطالة أمد النزاع بلا نهاية، ولكن على العكس من ذلك، إنهاء هذه الحرب، ونحن نأمل ذلك".
وتابع: "كل النزاعات المسلحة تنتهي بمحادثات، وكلما أسرعت كييف في فهم ذلك كان أفضل".
ودافع بوتين مجدداً عن شنّ الهجوم على أوكرانيا في نهاية فبراير/شباط الماضي، معتبراً أنه لم يكن أمامه "خيار آخر" من أجل "الدفاع عن الناس" في هذا البلد. وأردف: "الجذور بين شعبي روسيا وأوكرانيا أقوى ممن يحاولون تقسيمنا".
واتهم خصوم روسيا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بأنهم "حاولوا دائماً تقسيم العالم الروسي" الذي يجمع بحسب الكرملين جميع الناطقين بالروسية. وأضاف بويتن أنه "لطالما حلم أعداؤنا المحتملون، خصومنا، بذلك (...) لقد حاولوا تقسيمنا وحكمنا في كتل منفصلة".
ورداً على تصريحات بوتين، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، إنّ روسيا لم تظهر أي رغبة جدية في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء كلام بلينكن بعد وقت قليل على تصريح بوتين بأنه يريد إنهاء الصراع "في أسرع وقت ممكن".
وقال وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمر صحافي غداة زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن: "اليوم بشكل أساسي، لم تظهر روسيا أي اهتمام (بالانخراط) في دبلوماسية جدية" لإنهاء الحرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي، قد أعلن أمس الأربعاء أن بلاده ستزود أوكرانيا بمنظومة باتريوت الأكثر تطوراً للدفاع الجوي.
وقال بلينكن، في بيان، إن "رزمة المساعدة اليوم تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات، وصواريخ بالستية قصيرة المدى، وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي تم تسليمها إلى الآن".
ولاحقاً، أوضحت الخارجية أن واشنطن لم ترسل حتى الآن سوى واحدة من منظوماتها سريعة التحرك، في وقت تواجه فيه أوكرانيا تكثيفاً للضربات الروسية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ حصول كييف على أنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي "سيعزّز بقوة" قدراتها الدفاعية، وأكد، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء، أنّ "أقوى عنصر في هذه الحزمة هو أنظمة بطاريات باتريوت، وهو أمر سيعزّز بقوة دفاعنا الجوّي". وأضاف: "هذه خطوة مهمّة للغاية لخلق مجال جوي آمن لأوكرانيا".
كما أكد زيلينسكي أن "السلام العادل" لا ينطوي على "أيّ مساومة" على وحدة أراضي أوكرانيا.
ومنظومة باتريوت تشكل جزءاً من رزمة مساعدة عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا بقيمة نحو 1.85 مليار دولار، بينها مليار على شكل أسلحة لكييف من مخزونات الجيش الأميركي، أي يمكن تسليمها سريعاً، و850 مليوناً من الطلبيات لدى الصناعة الدفاعية، ما يعني مهلاً تمتد أشهراً عدة، وربما أعواماً.
وكرر زيلينسكي في الأسابيع الأخيرة مطالبة العواصم الغربية بأنظمة دفاع جوي متطورة. وتكثف روسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول قصفها للبنى التحتية الأوكرانية في مجال الطاقة.
(فرانس برس، العربي الجديد)