انسحب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون من السباق إلى زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة بحجة أنه لم يتوصل إلى اتفاق مع وزير المالية السابق ريشي سوناك ورئيسة مجلس العموم بيني موردونت، المرشّحين إلى زعامة الحزب بعد استقالة ليز تراس.
ولم يحصل جونسون إلا على دعم 59 نائباً، في حين يحتاج إلى 100 صوت على الأقل للمضي قدماً في السباق. وكان حلفاء جونسون قد أكّدوا تجاوزه عتبة المائة صوت، وسط تشكيك كبير من حلفاء سوناك الذين طالبوا بأدلّة على ذلك. علماً أن سوناك أمّن أكثر من 100 صوت.
وفي بيان مقتضب، أكد جونسون دعمه لأي فائز في السباق، مشيراً إلى أن لديه الكثير ليقدّمه "لكن الوقت غير ملائم الآن".
وكان جونسون قد اجتمع مساء السبت بسوناك، دون أن تحصل الصحافة على أي تسريبات من اللقاء الذي استمرّ ساعات، إلا أن البيان الرسمي الذي نشره الأخير صباح الأحد معلناً فيه ترشّحه للمنصب يؤشر إلى عدم التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الرجلين حول دورهما في السباق وحول مستقبل الحزب أيضاً.
يُذكر أن جونسون تلقّى العديد من الصدمات خلال اليومين الأخيرين، خاصة مع إعلان شخصيات من يمين الحزب ومن حلفائه القدامى دعمها العلني لسوناك، مثل وزيرة الداخلية المستقيلة سويلا برافرمان، ووزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية ستيف بيكر الذي وصف عودة جونسون بـ"الكارثة".
وإن كانت كل المعطيات تؤكّد أن جونسون ليس زعيماً توافقياً وأن عودته ستزيد من حدة الانقسامات السياسية والاقتصادية يبقى السؤال نفسه مطروحاً حول قدرة سوناك على لعب هذا الدور في ظلّ انقسامات عميقة وخلافات جذرية بين أجنحة الحزب.
ويعد سوناك المرشّح الأوفر حظاً لخلافة تراس، نظراً إلى أن منافسته الوحيدة موردونت لم تحصل إلا على 23 من الأصوات. وكانت قد أعلنت الأحد عن رفضها العرض الذي قدّمه جونسون خلال اجتماع ثنائي مغلق معها، يقضي بانسحابها من السباق مقابل دعمه.