- الوضع الإنساني في غزة ودعم بايدن لإسرائيل يؤديان إلى انخفاض موافقة الديمقراطيين واستياء قاعدته الانتخابية، مما يواجه بايدن بتحديات كبيرة واحتجاجات في أماكن مختلفة.
- بايدن يغير موقفه بربط الدعم الأمريكي لإسرائيل بالاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة، مما يعكس قلق الإدارة الأمريكية حول تأثير الحرب على مكانة الولايات المتحدة واستقرار المنطقة، ويشير إلى إمكانية تغيير في النهج الأمريكي.
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، وعلى بعد أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يرتفع منسوب القلق في صفوف الديمقراطيين، خشية أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قوّض صورة الرئيس جو بايدن بين الناخبين. ويقول موقع "بوليتيكو" الأميركي، في تقرير نُشر الأحد، إن هناك قلقاً مستمراً في الأوساط الديمقراطية من أن الصور المؤثرة التي تخرج من غزة كلّ يوم، تؤثر على حماسة ناخبي بايدن.
ويتحدث الموقع عن أن بعض مستشاري وحلفاء الرئيس المقرّبين يشعرون بالقلق من أنه بدلاً من تعزيز صورته كزعيم عالمي يتمتّع بخبرة، فإنّ دعمه الثابت للهجوم الإسرائيلي يخاطر بالمزيد من تعقيد حجته بأن الانتخابات هي خيار بين وضوحه الأخلاقي وفوضى الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويشير الموقع إلى أن الوضع الإنساني المتدهور في غزة أثار غضب جزء مهم من قاعدة بايدن، وتحديداً الناخبين الشباب، والأميركيين العرب والمسلمين، بالإضافة إلى التقدميين، والذين أغضبهم عجز الولايات المتحدة عن وقف الفظائع المتكشّفة في القطاع، مذكراً بأن بايدن يواجَه الآن باحتجاجات في كلّ مكان يسافر إليه تقريباً. ويلفت إلى دلائل إضافية تشير إلى أن الأميركيين يشعرون بالاستياء من تعامل بايدن مع الصراع، إذ إن 47 بالمائة فقط من الديمقراطيين وافقوا على استراتيجيته في الشرق الأوسط في مارس/ آذار الماضي، مقابل 60 بالمائة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وفق استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب"، في وقت بلغت النسبة بين المستقلين 21 بالمائة فقط.
ويقول مستشار كبير، رفض الكشف عن هويته، إنه في الفترة التي سبقت مكالمة بايدن ونتنياهو الخميس، كان هناك قلق من أن الصعوبة التي يواجهها الرئيس الأميركي في السيطرة على نتنياهو، قد تقوّض ادعاءه بالكفاءة المستقرة في أعين الناخبين، وترفع حجج ترامب لإبراز صورة أكثر جرأة، وإن كانت أكثر تقلّباً، على المسرح العالمي.
والخميس، خرج بايدن لأول مرة عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل، وذلك بعدما ربط بصورة غير مسبوقة بين دعم واشنطن والتحرك "الفوري" للاستجابة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، غداة استشهاد 7 عمال إغاثة في غارة إسرائيلية استهدفتهم في منطقة دير البلح. ووصف بايدن الضربات الإسرائيلية ضد العاملين في المجال الإنساني والوضع الإنساني العام في غزة بأنها "غير مقبولة"، محذّراً نتنياهو من أن "السياسة الأميركية في ما يتعلق بغزة ستتحدد من خلال التقييم (الذي سيجريه) للقرارات الفورية التي ستتخذها إسرائيل.
وفي السياق، يعبّر الرئيس التنفيذي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية إيفو دالدر، المقرّب من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، عن اعتقاده بأن هناك وعياً كبيراً بأن موقف الولايات المتحدة (تجاه الحرب) أضرّ بمكانتها على المستوى الدولي، مشيراً إلى أن بايدن كان ينظر لدعمه لإسرائيل، لغاية الآن، كمبدأ راسخ، لكن الحقيقة أن نتنياهو استفزه كثيراً لدرجة أن الأمر قد يتغيّر في النهاية.
ومع اعتقاد الديمقراطيين والعديد من خبراء السياسة الخارجية أنه لا شك في أن الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون أكثر تساهلاً تجاه نتنياهو، يقول مسؤولون حاليون وسابقون إن البعض داخل إدارة بايدن خفف من إحباطه من نهج الرئيس، معتبراً أن الاستقرار طويل الأمد في المنطقة قد يعتمد بشكل كبير على قدرة بايدن على الفوز بولاية ثانية.