جدّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الخميس، من إندونيسيا، هجوم إدارة الرئيس دونالد ترامب الخطابي على الصين، وذلك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
مع كون الصين موضوعاً رئيسياً في حملة الرئيس دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية في غضون خمسة أيام فقط، استهدف بومبيو التحركات الصينية في بحر الصين الجنوبي، حيث قدمت مطالبات بحرية وإقليمية على الرغم من اعتراضات جيرانها الأصغر، وعلى تعاملها مع جائحة كورونا.
في حديثه في جاكرتا، المقر الرئيسي لرابطة دول جنوب شرق آسيا، أشاد بومبيو بقيادة إندونيسيا في الآسيان لردها لما وصفه بمطالبات الصين "غير القانونية" وأثنى على حماية جاكرتا لأراضيها.
وقال وهو يقف بجانب وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي: "نحترم حرية البحار والسيادة وسيادة القانون". وافقت مارسودي، قائلة: "يجب احترام القانون الدولي"، رغم أنها لم تذكر الصين على وجه التحديد.
وقال بومبيو: "ترفض دولنا الملتزمة القانون المزاعم غير القانونية للحزب الشيوعي الصيني في بحر الصين الجنوبي، كما يتضح من القيادة الشجاعة لإندونيسيا حول هذا الموضوع داخل الآسيان وفي الأمم المتحدة. إنها قضية تستحق المتابعة في الأوساط متعددة الأطراف وإدارة ترامب تدعم ذلك كثيراً".
Just finished a constructive meeting with Indonesian Foreign Minister Retno Marsudi in Jakarta. @menlu_ri is a strong advocate for upholding international law in the Indo-Pacific. I look forward to strengthening the U.S.-Indonesia Strategic Partnership. pic.twitter.com/oMzaIPwF8N
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) October 29, 2020
في وقت سابق من هذا العام، أوضحت إدارة ترامب سياستها القائمة منذ فترة طويلة بشأن النزاعات من خلال الرفض الصريح لجميع مطالب بكين البحرية في بحر الصين الجنوبي.
جاء هذا القرار في يوليو/ تموز عندما بدأ ترامب جهوداً متضافرة لاستخدام الصين كمدخل على حملته ضد منافسه الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي يرسمه على أنه ضعيف تجاه الصين ومدين لها بالفضل.
في السابق، كانت سياسة الولايات المتحدة هي الإصرار على حلّ النزاعات البحرية بين الصين وجيرانها سلمياً، من خلال التحكيم المدعوم من الأمم المتحدة. لكن في بيان صدر في 13 يوليو/ تموز، قال بومبيو إنّ الولايات المتحدة تعتبر الآن جميع المطالبات البحرية الصينية خارج مياهها المعترف بها دولياً غير شرعية.
ومضت الصين قدماً في محاولاتها لفرض مطالبها المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، ما أدى إلى خلافات خطيرة مع فيتنام والفيليبين وماليزيا في السنوات الأخيرة. وتجاهلت الصين أحكام التحكيم التي تقضي بضرورة التفاوض على النزاعات.
في إعلان الولايات المتحدة، قال بومبيو إن الصين لا يمكنها بشكل قانوني أن تطالب بنقل جيمس شول بالقرب من ماليزيا، والمياه المحيطة بفانغارد بنك قبالة فيتنام، أو لوكونيا شولز بالقرب من بروناي أو ناتونا بيسار قبالة إندونيسيا. وأكد بومبيو، اليوم الخميس، أن حماية إندونيسيا لناتونا بيسار تستحق الثناء.
ووصل بومبيو إلى إندونيسيا قادماً من جزر المالديف، حيث أعلن أن الولايات المتحدة ستفتح لأول مرة سفارة في الدولة الأرخبيل الواقعة بالمحيط الهندي، وهي خطوة تعكس القلق الأميركي المتزايد بشأن زيادة النفوذ الصيني في المنطقة.
وقال بومبيو في العاصمة ماليه، بعد ساعات فقط من اتهام الصين بأنها "مفترس" خلال محطته السابقة في العاصمة السريلانكية كولومبو: "يواصل الحزب الشيوعي الصيني سلوكه غير القانوني والتهديد". وقال: "الحزب الشيوعي الصيني كائن مفترس".
The United States is committed to helping create the conditions for our allies and partners to thrive. Together with our Indo-Pacific allies, the U.S. will continue to advance fair and reciprocal trade, good governance, and freedom of the seas. #IndoPacificBizForum pic.twitter.com/0D2oDMZFJU
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) October 28, 2020
ورداً على تصريحات بومبيو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إن النية الحقيقية لوزيرة الخارجية هي "ترك الصين تعود إلى عصر الفقر وعدم التنمية، وترك العالم يسقط في هاوية المواجهة والانقسام".
وأبلغ وانغ صحافيين قائلاً: "هذا أكبر تهديد يواجه العالم اليوم. لكن من المؤسف أن بومبيو ولد في الوقت الخطأ. اتجاه السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك في هذه الحقبة لا يقاوم".
(أسوشييتد برس)