استخدمت شرطة مكافحة الشغب في بيرو الغاز المسيل للدموع، الإثنين، لتفريق التظاهرات المطالبة باستقالة الرئيسة دينا بولوارتي، فيما توقع وزير الداخلية استمرار الاضطرابات التي تجتاح البلاد.
وسار مئات المتظاهرين في وسط ليما للمطالبة برحيل بولوارتي، حيث هتف البعض "دينا قاتلة"، قبل أن تطلق الشرطة وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
والأزمة التي بدأت بعد إطاحة الرئيس اليساري بيدرو كاستيو أوائل الشهر الماضي، تنبع إلى حدّ كبير من التفاوت بين طبقة النخبة في البلاد، والريفيين الفقراء من السكان الأصليين في منطقة الأنديز الجنوبية، الذين رأوا في كاستيو أملاً بجعل حياتهم أفضل.
وخلّفت الاضطرابات 46 قتيلاً حتى الآن، وقد توقع وزير الداخلية فيسينتي روميرو عدم انحسارها في وقت قريب. وقال روميرو للتلفزيون الحكومي إن "الاحتجاجات الاجتماعية ستستمر. نعمل بشكل مكثف مع وزارة الدفاع لإيجاد حل".
وبعد تظاهرة كبيرة حاشدة الأسبوع الماضي في ليما، تقرر تنظيم تظاهرة مماثلة الثلاثاء، على الرغم من إعلان السلطات حالة الطوارئ. وقال إدموندا كاناغويرا البالغ 60 عاماً الذي جاء إلى ليما من جنوب شرق جبال الأنديز للمشاركة في الاحتجاجات: "نطالب باستقالة دينا بأسرع ما يمكن"، مضيفاً: "هي لا تصغي إلى الناس".
كما يطالب المتظاهرون بدستور جديد، وحل الكونغرس، وإجراء انتخابات جديدة. ونددت منظمات مدنية بقمع قوات الأمن للمتظاهرين، لكن الوزير دافع عن الشرطة، وأشاد بقدراتها "المذهلة".
وقال روميرو: "نشهد حالياً أعلى مستويات العنف منذ الثمانينيات"، عندما كانت السلطات تواجه مقاتلي منظمة "الدرب المضيء" اليسارية. وحمّل الوزير مسؤولية الاحتجاجات لمجموعة من "مجهولي الهوية" الذين يمولونها، كاشفاً عن أن 540 رجل شرطة أصيبوا بجروح.
وتزعم السلطات أن تجار المخدرات وعمال المناجم غير الشرعيين "يتلاعبون" بالمحتجين. والإثنين، بلغ عدد الطرق المقطوعة أكثر من 80 في مناطق مختلفة من بيرو.
وأغلقت السلطات قلعة الإنكا في منطقة ماتشو بيتشو السياحية الشهيرة منذ السبت، كما تم إجلاء أكثر من 400 سائح علقوا هناك خلال عطلة نهاية الأسبوع.
(فرانس برس)