كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً عليه لوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن بينت أبلغ الوزراء خلال اجتماع عقده المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، أنه "فوجئ" من مستوى الضغوط التي يمارسها الأميركيون عليه "فقد تبين لي أن هذه القضية مهمة جداً بالنسبة لهم". وحسب الإذاعة فقد أوصل الأميركيون رسائلهم الاحتجاجية على تواصل الاستيطان في الضفة الغربية خلال اللقاءات التي أجراها بينت مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته إلى واشنطن في أغسطس/آب الماضي، وعبر رسائل موجّهة من أعلى المستويات الرسمية في إدارة بايدن إلى تل أبيب.
رفض الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية يعد موقفاً رسمياً لإدارة بايدن
ولفتت الإذاعة إلى أن وزراء إسرائيليين سخروا من بينت لأنه "فوجئ" بالضغوط الأميركية، مشيرين إلى أن رفض الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية يعد موقفاً رسمياً لإدارة بايدن. وأشارت إلى أنه على الرغم من هذه الضغوط، إلا أن بينت يصر على مواصلة البناء في المستوطنات، بحجة تلبية متطلبات "الزيادة الطبيعية" في عدد المستوطنين. لكن الإذاعة استدركت أن الأميركيين يحرصون على توجيه الضغوط خلف الكواليس بهدف تمكين حكومة بينت من تمرير مشروع الموازنة، الذي سيعد إقراره إنجازاً كبيراً يساعد على استقرارها.
وتزامن الكشف عن الضغوط الأميركية مع ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم، من أن وزارة الإسكان الإسرائيلية قد أعدت مخططاً لمضاعفة عدد المستوطنين في منطقة غور الأردن، التي تمثل حوالي ثلث مساحة الضفة الغربية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد شرعت في الإجراءات التمهيدية لبناء مشروع استيطاني جديد في منطقة "إي 1"، يربط القدس المحتلة بمستوطنة "معاليه أدوميم"، ويفصل شمالي الضفة الغربية عن جنوبها، مما يعني أن إنجازه سيسدل الستار على أية فرصة لتدشين دولة فلسطينية مترابطة.
مشروع "إي 1" الاستيطاني يفصل شمالي الضفة عن جنوبها
وفي سياق متصل، واصل وزراء حكومة بينت التعبير عن رفضهم قرار إدارة بايدن إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن وزير الاتصالات بوعاز هندل، الذي يزور واشنطن حالياً، قوله إنه لم يحدث أن دشنت الولايات المتحدة سفارة وقنصلية في مدينة واحدة. وحذر هندل من أن الخطوة التي ستقدم عليها إدارة بايدن يمكن أن تهدد استقرار الحكومة الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد قد عبر عن رفضه إعادة افتتاح القنصلية في القدس الشرقية، محذّراً من أن هذه الخطوة ستهدد بقاء الحكومة الحالية في تل أبيب.