أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، اليوم الجمعة، بعد مشاورات أمنية مكثفة عقدها صباحاً، أنه تقرر منح الجيش والمخابرات العامة "الشاباك"، وأجهزة الاستخبارات، وقوات الأمن كافة، حرية مطلقة للعمل من "أجل القضاء على الإرهاب"، بعد عملية تل أبيب، وأنه "لن تكون هناك أية قيود في هذه الحرب"، بحسب ما جاء على لسانه.
وأضاف بينت، في كلمة مسجلة وجهها للإسرائيليين، ونقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، "نحن نعيش فترة عصيبة تفرض علينا تحديات، وقد تكون متواصلة وطويلة. لقد استمرت الانتفاضة الثانية عدة سنوات، لكننا انتصرنا في النهاية. كما أنّ موجة العمليات الفردية استمرّت لأكثر من عام، وأوقعت 50 قتيلاً، وفي النهاية انتصرنا، وهذه المرة سننتصر أيضاً".
وقال بينت رداً على ردود الفعل في الضفة الغربية ومنطقة جنين تحديداً، على عملية، أمس الخميس، في تل أبيب: "لا توقعات لدينا ممن يوزعون الحلويات احتفالاً بقتل اليهود، لكن لي توقعات عالية من أنفسنا، سنحارب الإرهاب بيد قاسية وسننتصر، فهذا ممكن، الإرهاب ليس قدراً، والهلع والهيستيريا ليسا خطة عمل".
وأفادت تقارير إسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، بأنّ منفّذ عملية تل أبيب، مساء أمس الخميس، استشهد، فجر اليوم، خلال عملية تبادل إطلاق نار مع قوات من الشرطة و"الشاباك" الإسرائيلي، بعد عملية مطاردة استمرت لساعات.
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنّ منفذ العملية هو رعد حازم من مواليد عام 1993 من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ووالده يعمل ضابطاً في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، كما أنّ أخواله الاثنين استشهدا قبل سنوات، وكذلك استشهد ابنا خالته قبل سنوات.
وتمكّن رعد، أمس الخميس، من تنفيذ العملية في ديزنغوف بمدينة تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة تسعة آخرين على الأقل، أربعة منهم بجروح خطيرة، ثم الانسحاب من موقع العملية والاختباء في يافا.
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، إنّ دولة إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، "أعداؤنا يعرفون ذلك ويشعرون بذلك"، مشيراً إلى أنّ "الجيش وباقي أذرع الأمن سيواصلون تفعيل مجمل القدرات الاستخباراتية والمنظومات الهجومية والدفاعية المطلوبة من أجل وقف هذه الموجة، ومعاقبة المسؤولين عنها، كما سنحافظ على الجاهزية العملياتية مقابل باقي الجبهات والسيناريوهات".
وأثنى غانتس على قرار إدانة عملية تل أبيب الذي صدر عن القيادة الفلسطينية، لكنه طالبها بالمزيد من العمل، قائلاً: "حسناً فعلت السلطة الفلسطينية التي استنكرت العملية. مطلبنا هو أن يتم إلى جانب الاستنكار توسيع العمليات ضد منفذيها، نحن طبعاً لن ننتظر. الجيش والشاباك والشرطة وباقي الأجهزة، سيواصلون العمل بقوة كبيرة جداً في مواجهة الإرهاب، وسيتم توسيع العمليات بدرجة عالية، قمنا للآن بتنفيذ 200 عملية اعتقال، وإذا اقتضى الأمر، سنعتقل الآلاف، لا نعاقب الجمهور لكن الأمن يسبق كل شيء".
بموازاة ذلك، أعلن استمرار حالة التأهب القصوى في إسرائيل، ونشر قوات كبيرة في القدس المحتلة، وعلى امتداد خط التماس، على طول جدار الفصل العنصري. كما تقرر إغلاق معبر الجلمة شمالي مدينة جنين إلى أجل غير محدود.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد أدان، في وقت سابق اليوم الجمعة عملية تل أبيب، معرباً عن إدانته لمقتل مدنيين إسرائيليين.
وقال عباس، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، والتي لم تنشر خبر وقوع العملية، إنّ قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين "لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعاً إلى تحقيق الاستقرار، خصوصاً خلال شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية المقبلة".