أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، اليوم الجمعة، أن "الصهاينة يمكنهم مهاجمة إيران في الأحلام فقط"، فيما هدد رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينت، خلال لقاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالعمل على "وقف سعي إيران لامتلاك قنبلة نووية في حال فشَل الجهود الدبلوماسية".
وقال باقري كني لقناة NRK النرويجية الحكومية أثناء زيارته لأوسلو، إن برنامج بلاده النووي "سلمي بالكامل"، مضيفا أنه "إذا ما رأى الصهاينة مهاجمة إيران في الأحلام فلن يستيقظوا منها أبدا".
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، قد توجه الثلاثاء، إلى النرويج لإجراء مباحثات مع مسؤوليها بشأن قضايا عدة. وقال باقري كني في تغريدة، إن زيارته النرويج تأتي "استكمالا للمشاورات الإقليمية والدولية الأخيرة"، مضيفا أنه سيجري "حوارات جادة وبنّاءة بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية".
وختم نائب وزير الخارجية الإيراني تغريدته، بالتأكيد على ضرورة توسيع العلاقات بين إيران والنرويج إلى جانب "المحاولات لتحقيق المصالح الوطنية؛ منها السعي لإلغاء العقوبات غير القانونية".
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لكبير المفاوضين الإيرانيين، منذ أن توقفت المفاوضات النووية في فيينا يوم 11 مارس/آذار الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم.
وما زالت مفاوضات فيينا النووية تراوح مكانها ومتعثرة منذ أن توقفت، فيما لم تحدث الزيارة التي أجراها نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات، إلى طهران مطلع الشهر الجاري، أي اختراق في المواقف المتباعدة بين طهران وواشنطن.
وتقول طهران إن ثمة قضايا عالقة بالمفاوضات، من بينها رفع "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة الإرهاب الأميركية، فيما تؤكد الأطراف الغربية أن رفع الحرس هو العائق الوحيد أمام التوصل إلى اتفاق، معتبرة أن مطالبة إيران بذلك هي مطلب خارج الاتفاق النووي، إلا أن الأخيرة بدورها تؤكد أن رفع الحرس ومؤسساته وشركاته من قائمتي الإرهاب والعقوبات "خط أحمر" لن تتخلى عنه.
وفيما تتعثر مفاوضات فيينا، عاد التوتر مرة أخرى إلى العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية نشر الأخيرة تقريرا يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة بشأن حل الخلافات حول ثلاثة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها بعد العثور على جزئيات اليورانيوم سابقا.
وأرسلت الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) مسودة قرار إلى أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تدعو السلطات الإيرانية إلى "الوفاء العاجل بتعهداتها القانونية".
وتنص المسودة، بحسب "رويترز"، على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة إيران إلى "العمل بشكل عاجل للوفاء بتعهداتها القانونية والنظر فورا في اقتراح المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة".
وتعبر القوى الغربية في مشروع القرار المقدم إلى مجلس محافظي الوكالة عن "القلق العميق" تجاه عدم حل القضايا العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، عازية عدم حلها إلى "التعاون غير الكافي المؤسسي لإيران".
وسيلتئم مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين المقبل، في اجتماع سيستمر من السادس من الشهر الجاري إلى العاشر منه، وستركز مباحثات المجلس على مناقشة التقارير الجديدة للمدير العام للوكالة بشأن تطورات الملف النووي الإيراني.
وسارعت إيران، الأربعاء، إلى الرد على مسودة القرار الغربية ضدها في مجلس محافظي الوكالة الدولية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في إفادة صحافية، أن بلاده سترد "بشكل قوي ومناسب على أي خطوة غير بناءة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
بينت خلال لقائه غروسي: سنعمل لوقف مشروع إيران النووي
إلى ذلك، التقى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينت، صباح اليوم الجمعة، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الذي يزور إسرائيل، وأبلغه بنقل رسالة واضحة لإيران، حول "احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها والعمل ضدها لوقف مشروعها النووي" في حال لم تنجح مساعي المجتمع الدولي عبر المسار الدبلوماسي.
وبحسب ما أفاد به موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن بينت أكد خلال اللقاء أن "عمق خطر تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي جاء عبر تضليل المجتمع الدولي واستخدام معلومات كاذبة وبث الأكاذيب".
وقال الموقع والإذاعة الإسرائيليان إن زيارة غروسي القصيرة (وصل أمس إلى إسرائيل وعاد إلى فيينا) تأتي على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أن إيران تقترب من تخصيب الكمية اللازمة من اليورانيوم لتطوير قنبلة نووية، فيما أكد الموقع والإذاعة أن الرسالة تأتي كجزء من جهود نفتالي بينت لزيادة الضغوط على إيران.