تسود حالة من الغموض والقلق في باكستان بسبب عدم إعلان لجنة الانتخابات الوطنية النتائج النهائية للانتخابات التشريعية بالكامل، رغم انقضاء الفترة القانونية التي يسمح بها قانون الانتخابات.
وبدأت عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية في باكستان أمس الخميس، بعدما أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في الوقت المحدد. وبسبب عدم تمديد لجنة الانتخابات عملية الاقتراع التي بدأت في الثامنة صباحاً، سادت حالة امتعاض في صفوف الناخبين الذين رجعوا إلى منازلهم دون الإدلاء بأصواتهم.
ولم تتحدث اللجنة عن أسباب التأخر في الإعلان عن النتائج بالكامل، بينما أعلنت حتى الآن نتيجة 222 مقعدا من البرلمان المركزي من أصل 266 مقعدا، حصلت فيها "حركة إنصاف" التي يتزعهما عمران خان على 86 مقعدا، في حين حصل حزب الرابطة الإسلامية بقيادة جناح نواز شريف على 64 مقعدا، وحصل حزب الشعب على 50 مقعدا.
أما في البرلمانات الإقليمية فحصلت حركة إنصاف على الأغلبية في برلمان إقليم خيبربختونخوا، كما تقدمت على حزب الرابطة الإسلامية في إقليم البنجاب، حيث حصلت على 88 مقعدا، مقابل 85 مقعدا لحزب الرابطة، وفي إقليم السند، حصل حزب الشعب على الأغلبية، بينما كانت المقاعد في إقليم بلوشستان موزعة بين الأحزاب.
وتؤكد المصادر المستقلة أن حزب عمران خان (حركة إنصاف)، لديه الأكثرية في البرلمان المركزي، يليه حزب الشعب ثم حزب الرابطة الإسلامية.
وبحسب قناة "جيو" وقناة "أي آر واي"، فإن النتائج الأولية تشير إلى أن حزب خان لديه الأكثرية في البرلمان المركزي، وأنه حصل على 98 في المائة من المقاعد في البرلمان المحلي في إقليم خيبربختونخوا، وعلى 50 في المائة من المقاعد في برلمان إقليم البنجاب.
في الشأن ذاته، يقول الإعلامي حامد مير، في حديث له مع قناة "جيو"، إن "النتائج كلها جاهزة منذ الساعة الثانية ليلا، والنتيجة موجودة على طاولة رئيس لجنة الانتخابات ولدى مؤسسات الدولة الأخرى، ولكنها لم تعلن، وربما أن ثمة حسابات مغايرة".
وأَضاف حامد مير أن "كل النتائج التي تأتي بعد الساعة العاشرة صباحا مشبوهة، وستكون لما تقوم به لجنة الانتخابات نتائج وخيمة"، مؤكدا أن لجنة الانتخابات وصناع القرار في باكستان في حيرة من نتائج الانتخابات، وأن "الشباب لعبوا دورا كبيرا في تغيير النتيجة لصالح عمران خان وحزبه، والآن اللجنة لا تعرف كيف تتعامل مع ذلك، وبالتالي هي تؤخر النتيجة".
من جهته، أعلن حزب عمران خان أنه حصل على 156 مقعدا في البرلمان المركزي، متهما لجنة الانتخابات الوطنية بأنها "تؤخر إعلان النتيجة من أجل التلفيق والتزوير"، ومطالبا أنصاره بالتزام الهدوء حتى إعلان النتائج بالكامل.
كما أعلن حزب الرابطة الإسلامية أن لديه الأكثرية في البرلمان وأنه سيشكل الحكومة. ولا يزال نواز شريف هو مرشح الحزب لمنصب رئيس الوزراء، كما سيشكل الحكومة المحلية في إقليم البنجاب.
وبينما تنتقد كل الأحزاب السياسية والدينية تعامل لجنة الانتخابات مع النتائج، يرى حزب نواز شريف أنه "إجراء روتيني"، ويطلب من الجميع الانتظار إلى حين إعلان كل النتائج.
وكانت الاستطلاعات قد توقّعت أن تكون نسب المشاركة منخفضة بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان، والسجالات بين حزبه (حركة إنصاف) والمؤسسة العسكرية.
وتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات. تجري المنافسة على 266 مقعداً في البرلمان الوطني (مع 70 مقعداً إضافياً مخصصة للنساء والأقليات) و749 مقعداً في البرلمانات الإقليمية.
وتذكّر الانتخابات الحالية باقتراع العام 2018، لكن مع تغيّر في الأمور، وفق ما تشير إليه وكالة "فرانس برس". فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة، بينما وصل خان إلى السلطة بفضل دعم الجيش له وتمتّعه بتأييد شعبي.
ونفى شريف خلال الإدلاء بصوته في ولاية لاهور، أمس الخميس، أن يكون قد عقد أي اتفاق مع الجيش ليعود إلى السلطة، وقال: "في الواقع لم أواجه أي مشاكل مع الجيش".