استدعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون غرفتي البرلمان إلى جلسة نيابية مشتركة لإلقاء خطاب موجه إلى الأمة، بمناسبة السنة الرابعة لانتخابه رئيسا للجمهورية، فيما من المتوقع أن يجمل خلال خطابه حصيلة سنوات حكمه، ويعطي فيه إشارات عن عزمه الترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة العام المقبل.
وأبلغ المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى) كامل نوابه، ومجلس الأمة (الغرفة العليا) كل الأعضاء بانعقاد جلسة للبرلمان بغرفتيه يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يلقي خلالها الرئيس تبون خطابه. وتمنح مواد الدستور وأحكام القانون المنظم للعلاقات بين البرلمان والحكومة لرئيس الجمهورية حق جمع البرلمان بغرفتيه في جلسة مشتركة.
وبغض النظر عن مناسبة انعقاد الجلسة النيابية المرتبطة بمرور أربع سنوات على تسلم تبون السلطة في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، فإن هناك الكثير من التساؤلات حول اختيار الرئيس عقد جلسة نيابية مشتركة ومخاطبة الشعب عبرها، بدلاً من خطاب أمام إطارات الأمة، كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات والاستحقاقات السياسية، غير أن المناسبة ستكون فرصة للرئيس تبون لطرح تقييم لحصيلته الرئاسية، والحديث عن المنجزات التي حققها خلال الأربع سنوات الماضية، والظروف التي حالت دون تحقيق كامل الخطط الإنمائية والإصلاحات المقررة، خاصة أن عهدته الرئاسية الأولى اصطدمت بحالة الإغلاق الذي دام قرابة عامين، بسبب أزمة كورونا، والمخلفات التي ورثها من فترة حكم سلفه بوتفليقة.
وكان الرئيس تبون قد أجرى مشاورات واستقبل قبل أسبوعين للمرة الأولى منذ انتخابه، كلاً من رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، تمهيداً للجلسة.
وسيكون خطابه المذكور هو الأول الذي يلقيه أمام غرفتي البرلمان منذ تسلمه السلطة عام 2019، كما أنها المرة الأولى التي تجتمع فيها غرفتا البرلمان في جلسة مشتركة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، عندما عقدت جلسة للمصادقة على تعديل الدستور والسماح للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، حيث كان الدستور قبل ذلك يحد من العهدات الرئاسية المتتالية، بعهدتين فقط.
وتسلم الرئيس تبون ولايته الرئاسية الحالية في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بعد انتخابه رئيسا في الانتخابات التي كانت قد جرت في 12 ديسمبر/ كانون الأول، في ظروف صعبة كانت تمر بها البلاد، نتيجة توسع مظاهرات الحراك الشعبي التي دفعت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للاستقالة من منصبه في إبريل/ نيسان 2019 .
ويطمح الرئيس تبون للترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في غضون العام المقبل، لاستكمال برنامجه الرئاسي وتعهداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي التزم بها، فيما أدرج مراقبون بدء الرئيس الجزائري سلسلة زيارته إلى الداخل والولايات، ضمن سياق الحملة الدعائية المبكرة لصالح ترشحه، حيث ما زال يحظى بدعم تحالف سياسي ومدني موسع، يضم أحزابا سياسية وقوى مدنية مختلفة.