تظاهر محتجون، مساء أمس الاثنين، ضد زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني مطالبين برحيله، وكف القبضة الأمنية عن السكان شمال غربي سورية، فيما قتل عناصر من قوات النظام بهجوم من فصيل تابع للهيئة على موقع في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن عشرات المحتجين خرجوا في مظاهرة مسائية في بلدة تفتناز بريف إدلب طالبوا فيها الجولاني بـ"المغادرة وكف قبضة فصائله الأمنية عن حياة الناس شمال غربي سورية"، وأضافت أن المظاهرة "أكدت أيضاً على استمرار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد".
وليست هي المرة الأولى التي يتظاهر فيها ناشطون ومدنيون ضد زعيم الهيئة، وسط انقسام تشهده الهيئة على خليفة اعتقال الجهاز الأمني عدداً من قادتها وعناصرها في سياق ما سمي بـ"ملف العملاء"، والإفراج عن جزء منهم لاحقاً، بعد تبرئتهم، وعلى رأسهم الرجل الثاني في التنظيم أبو ماريا القحطاني.
وأوضحت المصادر أيضاً، أن هذه المظاهرة جاءت رداً على مسير أرتال قامت بتسييرها "هيئة تحرير الشام"، في منطقة أطمة، الأحد، حيث عرض عناصر من الهيئة سلاحهم وهتفوا "بالروح بالدم نفديك جولاني"، واعتبرها معارضون للهيئة محاكاة لما يقوم به النظام السوري ضد معارضيه.
وقال المرصد السوري إن مظاهرة خرجت في مدينة إدلب، الاثنين، طالبت بإسقاط زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، إذ يتهم السكان الجهاز الأمني في الهيئة باعتقال مدنيين وإخفائهم في السجون، وممارسة عمليات تعذيب بحقهم، على خلفية انتقادات لممارسات الهيئة في المنطقة.
يذكر أن الهيئة تسيطر على المساحة الكبرى من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري شمال غربي البلاد.
هجوم لهيئة الجولاني على قوات النظام
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "هيئة تحرير الشام" هاجمت موقعاً لقوات النظام السوري على محور قرية التفاحية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تزامن ذلك مع قصف من قوات النظام على ريف حلب الغربي، أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم على موقع النظام، في محور قرية التفاحية، أسفر عن مقتل 3 من عناصر قوات النظام بينهم ضابط برتبة نقيب.
وتعرضت مواقع النظام شمال غربي البلاد، منذ الأسبوع الماضي، لأربع هجمات أسفرت عن خسائر بشرية في صفوفه، بينما زعمت وسائل إعلام النظام إحباط تلك الهجمات، وإيقاع خسائر بشرية في صفوف المهاجمين.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة محور بلدة كفرتعال غربي حلب، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح.
وتشهد معظم محاور خطوط التماس، صباح اليوم الثلاثاء، هدوءاً يتخلله تحليق طيران الاستطلاع التابع للنظام والمليشيات المدعومة من إيران.
واستمر النظام السوري ومليشياته، الاثنين، في استهداف المدنيين شمال غربي البلاد بالطائرات المسيّرة الملغمة، والصواريخ الموجهة، فقتلت مسيّرة مدنياً في ريف حلب الغربي.
مخلفات الحرب تودي بحياة المزيد من جامعي الكمأة
من جهة أخرى، قُتل عدة أشخاص اليوم الثلاثاء، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أثناء بحثهم عن نبات "الكمأة" في ريف محافظة الرقة الشرقي، فيما قُتل عناصر من القوات المدعومة من روسيا، جراء هجوم استهدف نقطة عسكرية في بادية الرقة الغربية، شمال شرقي سورية.
وقال الناشط عزت الشبلي من ريف محافظة الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أحمد محمد الهندي، ومحمد أحمد الهنيدي، وعبد المحسن المحمد الهندي، قُتلوا اليوم الثلاثاء، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أثناء عمليات البحث عن نبات "الكمأة" في بادية بلدة الجابر بريف محافظة الرقة الشرقي.
إلى ذلك، قُتل عنصران من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة"، وجرح 4 آخرون، اليوم الثلاثاء، جراء هجوم مُسلح شنه عناصر يتبعون لتنظيم "داعش" كانوا يستقلون دراجات نارية، استهدف نقطة عسكرية للفرقة على طريق أثريا- الطبقة بريف محافظة الرقة الغربي.
تدريبات للتحالف الدولي
في سياق منفصل، بدأت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تدريبات عسكرية مكثفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، اليوم الثلاثاء، في مساكن الجبسة جنوبي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وقال الناشط خالد الحسكاوي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات "التحالف الدولي" أرسلت قافلة عسكرية مؤلفة من 20 شاحنة تحمل ذخائر من قواعدها العسكرية المنتشرة في إقليم كردستان العراق عبر معبر "الوليد" إلى قاعدتها في منطقة الشدادي بريف محافظة الحسكة الجنوبي، والتي أيضاً تشهد تدريبات عسكرية بدأت قبل عدة أيام.