تجدد الجدل في باكستان بشأن التدخل الأميركي في الشؤون السياسية الباكستانية بعد أن نفى الجيش الباكستاني ذلك، فيما دعا حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان، الجيش إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية.
وقال القيادي في حزب عمران خان، وهو وزير المالية السابق أسد عمر، في مؤتمر صحافي في إسلام أباد أمس، إن الحكومة السابقة (حكومة عمران خان) سقطت نتيجة مؤامرة أميركية، مطالباً المؤسسة العسكرية بعدم التدخل في الشؤون السياسية، داعيًا الجيش الباكستاني إلى عدم تفسير الشؤون السياسية لما في ذلك من مصلحة للبلاد.
وكان الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال بابر افتخار، قد أكد يوم الثلاثاء، في بيان، أن الولايات المتحدة لم تتدخل ولم تتآمر على الحكومة السابقة، مشيراً إلى أن الجيش الباكستاني أوضح موقفه حينها في اجتماع مجلس الأمن القومي.
كما أكد أن المؤسسة العسكرية لن يكون لديها أي اعتراض على تشكيل الحكومة لجنة قضائية للنظر في الأمر.
من جانبه، قال وزير الداخلية السابق شيخ رشيد، في تغريدة له على "تويتر"، إن "الناطق باسم الجيش يجدد الموضوع، وإن الأمر حساس للغاية"، مؤكدا أنه "لا يستبعد الذهاب إلى المحكمة العليا وتسجيل دعوى من أجل النظر في قضية المؤامرة الأميركية ضد الحكومة السابقة والتدخل الأميركي في شؤون البلاد".
وقال زعيم "حركة الإنصاف" رئيس الوزراء السابق، عمران خان، إن باكستان ليست الدولة الوحيدة التي تغيّر فيها الولايات المتحدة الأميركية الحكومة، معتبراً أنها تفعل ذلك في الكثير من الدول، فيما أكد أن عدم اتخاذ خطوات جادة وموقف حاسم حيال القضية، سيجعل الحكومة الباكستانية غير قادرة على صياغة سياسة خارجية مستقلة في المستقبل.
كما لمح عمران خان، في كلمة أمام نقابة المحامين في إسلام أباد اليوم، إلى ما قاله الناطق باسم الجيش قائلا، إن مجلس الأمن القومي أكد التدخل الأميركي؛ إذ "سُئل السفير الباكستاني في واشنطن عن سبب زيارة عمران خان لروسيا في فبراير/ شباط الماضي. كما كانت واشنطن غاضبة من ذلك".
وبحسب خان، فإن المسؤولين في الولايات المتحدة، أكدوا أن باكستان ستواجه صعوبات كبيرة في حال عدم إزاحته من الحكم، مقابل تغيير الأحوال إن تمت إزاحته. وأضاف: "واصلت السفارة الأميركية في باكستان عقد لقاءات مع ممثلي المعارضة آنذاك (الحكومة حاليا)".
وسقطت حكومة عمران خان في شهر أبريل/ نيسان الماضي بعد أن سحب البرلمان الثقة من رئيس الوزراء، فيما اتهم خان وحزبه الولايات المتحدة بالتدخل لإزاحته، مستدلين على ذلك برسالة أرسلتها السفارة الباكستانية لدى واشنطن في شهر مارس/ آذار للخارجية الباكستانية وتحدثت فيها عن غضب واشنطن حيال زيارة خان لموسكو في فبراير/ شباط الماضي، وأنها تسعى لإزاحته من خلال سحب الثقة منه.
ونوقشت الرسالة في اجتماع المجلس الأمن القومي الوطني بمشاركة قيادة الجيش. واعتبر المجلس ذلك تدخلا أميركيا في شؤون البلاد، وعلى أثر ذلك تم الاحتجاج لدى الولايات المتحدة بشأن الرسالة، وهو الأمر الذي رفضته واشنطن.