- الرد الإيراني على اغتيال زاهدي يعكس رغبة إيران في وضع حد لاستراتيجية إسرائيل "المعركة بين الحروب"، مع تحذيرات من ضعف الردع الإسرائيلي ودعوات لإعادة النظر في الاستراتيجيات الأمنية.
- تحذيرات من تورط إسرائيل في حرب إقليمية مع إيران وحزب الله، مع التأكيد على الحاجة لتحرك دبلوماسي عاجل وصفقة شاملة مع حماس لتجنب التصعيد، والتركيز على الدور الأمريكي والضغط على حماس.
حذّر قادة عسكريون ومعلقون في تل أبيب من خطورة انضمام حزب الله إلى مواجهة عسكرية شاملة يمكن أن تتفجر في أعقاب الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إن انضمام حزب الله إلى مواجهة مع إيران سيكون "الخطر الأكبر" الذي سينجم عن الهجوم الإسرائيلي المضاد، بسبب ما يحوزه من ترسانة سلاح.
وزعم هرئيل، في تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن طهران حرصت على رعاية حزب الله ليكون ذراعاً "لردع إسرائيل وللاستفادة من دوره في الرد على أي هجوم" ينفذه جيش الاحتلال ضد طهران، ولفت إلى أن خطر اندلاع حرب إقليمية سيتعاظم في حال شارك حزب الله في الرد على هجوم إسرائيلي داخل العمق الإيراني، حتى لو كان محدوداً. وبحسب هرئيل، فإنه على الرغم من أن حزب الله لا يبدي "لهفة" للانضمام للجهد الحربي الإيراني، إلا أن طهران يمكن أن تضغط عليه للمشاركة في الرد على الهجوم الإسرائيلي.
ونقل هرئيل عن "خبراء غربيين" قولهم إن الرد الإيراني على اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي في دمشق، مطلع الشهر الحالي، يشي برغبتها في وضع حدّ لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" التي تعكف عليها إسرائيل منذ عدة سنوات، والتي في إطارها عملت على إحباط جهود طهران لمدّ حزب الله بالسلاح؛ وضمنها أقدمت على اغتيال عدد من القيادات العسكرية الإيرانية داخل الأراضي السورية. واستنتج هرئيل أنه في حال تورطت إسرائيل في مواجهة مع كلّ من إيران وحزب الله، فإن هذا سيقلص قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الحرب على غزة، وحث صناع القرار في تل أبيب على التوصل لصفقة شاملة مع حركة حماس، ستكون إسرائيل في إطارها ملزمة "بالتنازل، ولو مؤقتاً، عن الأحلام الكاذبة بتحقيق نصر مطلق على حماس"، وإنقاذ الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.
من ناحيته، قال الباحث المتخصص في شؤون "الأمن القومي"، العقيد المتقاعد كوبي مروم، إن التصعيد مع إيران كشف عن خطورة الجبهة الشمالية وتبعات المواجهة مع حزب الله. وفي مقابلة أجراها معه موقع "والاه" ونشرها اليوم، أوضح مروم أن بروز المخاطر الناجمة عن المواجهة مع إيران وحزب الله تدلّل على حجم مبالغة وزراء إسرائيل وساستها عند حديثهم عن وجوب تنفيذ عملية عسكرية في رفح. وأضاف أن عاملين أساسيين لعبا دوراً مهماً في دفع إيران لشنّ هجومها بشكل أفضى إلى الإضرار بشكل عميق بقوة الردع الإسرائيلية، وهما: أحداث السابع من أكتوبر، وتدهور العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، فضلاً عن إدراك قادة طهران أن إدارة الرئيس جو بايدن "تعمل كل ما في وسعها من أجل تجنب اندلاع مواجهة إقليمية شاملة".
أما النائب رام بن براك، الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز الموساد، فقد حذر من ردّ إسرائيلي يفضي إلى مواجهة شاملة يشارك فيها حزب الله. وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، دعا بن براك إلى تجنب رد يفضي إلى حرب إقليمية، مشيراً إلى أن وضع إسرائيل الإستراتيجي في أعقاب الهجوم الإيراني تراجع بشكل يقلص من قدرتها على تحقيق أهدافها في الحرب على غزة، وطالب بتحرك إسرائيلي عاجل للضغط على الولايات المتحدة وكل من قطر ومصر، للضغط على حركة حماس من أجل إنجاز صفقة تبادل تفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.
وكان الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعكوف عامي درور قد أوضح في مقابلة مع موقع "والاه" أن تفجر مواجهة مع حزب الله في أعقاب الرد الإسرائيلي على إيران، هو سيناريو تعمل تل أبيب على تجنبه. ولفت درور، المعروف بعلاقته الوثيقة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى أنه في حال قادت المواجهة مع إيران إلى انخراط حزب الله فيها، فإن هذا يفرض على تل أبيب مراعاة الاعتبارات الدولية على اعتبار أنها ستحتاج لخدمات القوى الدولية لمواجهة تبعات دور حزب الله.
وبخلاف الآراء السابقة، فإن جيورا آيلاند، الذي سبق أن رأس مجلس الأمن القومي وقاد شعبة العمليات في جيش الاحتلال، يطالب بأن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني باستهداف حزب الله أو المصالح الإيرانية في سورية. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "12"، الليلة الماضية، شدد آيلاند على أن إسرائيل باتت مطالبة بإبلاغ القوى الدولية والإقليمية بأنه في حال لم يوقف حزب الله عملياته وينسحب من المنطقة الحدودية، بحيث يتمكن سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى منازلهم، فإن إسرائيل ستشرع في عمل عسكري لتحقيق هذا الهدف.