حذرت الأمم المتحدة من تحول الوضع في سورية إلى "قضية منسية"، في حين هددت روسيا بعدم التصويت لصالح قرار تمديد دخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبر باب الهوى في يوليو/ تموز المقبل.
وذكرت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن سورية على وشك أن تتحول إلى قضية منسية تضاف إلى قائمة القضايا المنسية الأخرى.
وأكدت مسويا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية في سورية، أن "ملايين السوريين يعانون شهرياً في سبيل البقاء على قيد الحياة ولإطعام عائلاتهم، بينما يتواصل القتال في مناطق عديدة ويقتل ويصاب الأطفال والنساء والمدنيون بشكل عام".
وأشارت إلى أن مفوضية شؤون اللاجئين تحققت، خلال شهري فبراير/ شباط وآذار/ مارس، من مقتل 92 مدنياً، من بينهم 25 طفلاً، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين وبذل كل الجهود الممكنة لإنقاذ أرواحهم.
وبشأن الأزمة الاقتصادية، قالت مسويا إن "شح الوقود والافتقار للكهرباء يؤثران على إيصال الخدمات الأساسية بما في ذلك قطاع الصحة، والتعليم، والمياه. كما أن أسعار الوقود والأغذية تزداد بشكل مطرد، ما يجعل السلع الأساسية ومقومات الحياة الكريمة بعيدة المنال بالنسبة للملايين".
وحول الوضع في الشمال السوري، قالت مساعدة الأمين العام إن الوصول إلى المياه النظيفة والكافية "يظل يشكل تحدياً هائلاً". ورأت أن المستقبل يبدو قاتماً بالنسبة للسوريين الذين يعيشون عامهم الثاني عشر من هذه الأزمة، حيث "الموارد المتاحة للاستجابة الطارئة تنخفض بشكل كبير".
وأكدت تصميم الأمم المتحدة على زيادة قدرتها في الوصول الى المناطق المحتاجة للمساعدات، مشيرة إلى نشر ثلاث قوافل هذا العام عبر الخطوط باتجاه شمال غربي سورية، بينما أرسلت الأمم المتحدة العام الماضي شهريا 800 شاحنة من المساعدات عبر الحدود.
وشددت المسؤولة الدولية على ضرورة تجديد إذن عبور الأمم المتحدة عبر الحدود، في يوليو/ تموز المقبل، لأنه يظل أساسياً لإنقاذ الأرواح في شمال غرب سورية.
روسيا تهدد بعدم التصويت لصالح قرار تمديد المساعدات عبر معبر باب الهوى
إلى ذلك، هددت روسيا، الأول من أمس الثلاثاء، بعدم التصويت لصالح قرار تمديد دخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبر باب الهوى الذي ينتهي في يوليو/ تموز المقبل.
وقال المنّدوب الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن "الوضع لم يتغير بعد 9 أشهر من قرار مجلس الأمن حول عمل معبر الهوى، حيث كان الغرض من القرار وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية، لكن 3 قوافل فقط تمكنت من العبور إلى إدلب ولا يوجد أي إمداد للشمال السوري من دمشق على الإطلاق".
ورأى "أنه في ظل هذه الظروف، لا توجد عملياً أسباب للمزيد من التمديد لقرار نقل المساعدات عبر الحدود"، موضحاً أن روسيا ترى كل هذا دليلاً على "عدم الرغبة" في حل المشكلات الإنسانية بما في ذلك إدلب.
وتعد روسيا دخول المساعدات عبر المعابر التي تربط الشمال السوري مع تركيا عملاً غير قانوني، ويجرى خارج القانون الدولي. وكان مجلس الامن الدولي أصدر القرار 2585 في يوليو/ تموز العام الفائت بالتوافق بين الولايات المتحدة وروسيا، ويتضمن إدخال المساعدات عبر الخطوط والحدود.
ويرى مراقبون أن روسيا تحاول مساعدة النظام السوري على الاستفراد بالمساعدات الدولية الإنسانية المقدمة لسورية، بحيث تمر جميعها عن طريقه، بدعوى أنه السلطة الشرعية المخولة تلقي هذه المساعدات، في حين تتهم المعارضة السورية ومنظمات دولية عدة النظام بسرقة معظم هذه المساعدات وتحويلها الى أنصاره، وحرمان المناطق التي يعتبرها النظام معارضة من المساعدات.