استمع إلى الملخص
- أوضح فايز أبو عيد أن انتهاكات النظام ضد الفلسطينيين بدأت منذ عام 1970، مع حملات اعتقال واسعة ضد المعارضين، وزادت معاناة الفلسطينيين مع الثورة السورية.
- رغم فرحة المحررين، يبقى مصير العديد من المفقودين مجهولاً، حيث يُقدّر أن 99% منهم متوفون، مع تجاوز عدد المفقودين والمعتقلين 3 آلاف شخص.
وثّقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أسماء 48 معتقلاً فلسطينياً حُرروا مؤخراً من سجون نظام بشار الأسد المخلوع، وفق تقرير صدر عنها اليوم الجمعة. وتضم قائمة المعتقلين المفرج عنهم "19 رجلاً كانوا في سجن حلب، و17 منهم كانوا في سجن صيدنايا العسكري، والآخرون حُرروا من سجون حماة وفرعي الخطيب وفلسطين بدمشق". كما ضمت القائمة معتقلين فلسطينيين تجاوزت مدة اختفائهم في السجون 40 عاماً وأكثر. وأكدت المجموعة أن 38 منهم من فلسطينيي سورية من أبناء المخيمات الفلسطينية في اليرموك وخان الشيح والنيرب، وثمانية من المعتقلين من فلسطينيي الضفة الغربية في فلسطين.
وأوضح مدير المجموعة فايز أبو عيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "نظام الأسد المخلوع بدأ بارتكاب انتهاكات بحق الفلسطينيين منذ عام 1970، مع بداية تولي حافظ الأسد الحكم في سورية بانقلاب عسكري، حيث بدأ بشن حملات اعتقال طاولت كل من يعارضه أو يفكر في الانتساب إلى تنظيم أو حزب معارض". وأضاف "توّج (حافظ الأسد) هذه الانتهاكات عندما شن حملة اعتقالات واسعة طاولت المئات من كوادر حركة فتح في الثمانينيات من القرن المنصرم، عقب خلافه مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وطرد منظمة التحرير من دمشق. وجاءت الثورة السورية لتزيد المعاناة والانتهاكات والاعتقالات والإعدامات الميدانية بحق كل سوري وفلسطيني شارك في الحراك الشعبي الذي طالب بالحرية والكرامة".
أما عن المعتقلين المحررين ومصيرهم، أوضح أبو عيد أنهم "عادوا إلى ذويهم والتقوا بهم، وكانت فرحتهم لا توصف، لأنهم ما كانوا يحلمون أو يفكرون في أن يشاهدوهم مرة أخرى لو بقي نظام بشار الأسد". وعند سؤاله عن مصير المعتقلين الذين لم يعثر عليهم، قال أبو عيد: "الإجابة عن هذا السؤال لها وقع قاسٍ على أهالي المعتقلين الذين لا يزالون يحتفظون بأمل لقاء أحبّتهم وفلذات أكبادهم. إلا أن جميع المنظمات والجهات العاملة على الأرض، والتي تبحث في السجون، أكدت لي أنه لا أمل يُذكر، وأن 99% منهم في عداد المتوفين. لكن يبقى الأمل أن تحدث معجزة ويكون هناك سجون لم يصل إليها أحد بعد، ويجدون فيها جميع المعتقلين".
وحول وجود قادة فلسطينيين في سجون نظام الأسد المخلوع، قال أبو عيد إنه "لا وجود لهم، لأن ذاك النظام البائد كان يفرض عليهم إما الإقامة الجبرية، أو يخبرهم بأنه غير مرغوب فيهم في سورية، ومن لا يستجيب يقوم إما باغتياله أو ترهيبه". وتابع: "لكن عطفاً على سؤال سابق، هناك كوادر مهمة وناشطة فلسطينية تم سجنها في الثمانينيات من القرن الماضي. واليوم، وبعد تبييض السجون من قبل قوات المعارضة السورية، تردنا أسماء كثيرة ممن كانوا في غياهب زنزانات سجن صيدنايا والفروع الأمنية الأخرى".
ووفق الإحصائيات الصادرة عن المجموعة في وقت سابق، يُقدّر عدد المفقودين والمعتقلين الفلسطينيين في سورية بأكثر من 3 آلاف شخص. وقد تعرضوا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والقتل، داخل السجون السرية في سورية، وكان من الصعب في ظل نظام بشار الأسد تتبع مصيرهم والحصول على معلومات عنهم، وسط جهود دولية ضعيفة لمساعدة فرق الإنقاذ من أجل العثور عليهم أو ملاحقة مرتكبي الانتهاكات بحق السجناء.
ولا تملك وزارة الخارجية الفلسطينية أو السفارة الفلسطينية في دمشق أي معلومات أو قوائم بأسماء المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية، كما أكدت مصادر في وزارة الخارجية والسفارة لـ"العربي الجديد"، ومن ثم لا تملكان تقديراً لأعدادهم، وتتلقى السفارة المعلومات من الأهالي الذين يتواصلون معها للحصول على معلومات عن أبنائهم، أو من يتم الإفراج عنهم. وأكد مكتب السفير الفلسطيني لدى دمشق لـ"العربي الجديد" أنه لم يبدأ حصر الأعداد بعد.