كشف مسؤول كردي أن وفد "الإدارة الذاتية"، الذي زار فرنسا منذ عدة أيام، ليس هو المقصود بالدعوة التي وجهتها باريس سابقاً لوفد يمثل كل مكونات مناطق شمال شرقي سورية.
ويختتم وفد من "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، اليوم الجمعة، زيارة لفرنسا دامت عدة أيام، وهدفت إلى تقديم "صورة إيجابية" لطريقة حكم هذه الإدارة للمناطق التي تسيطر عليها في شمال شرقي سورية، إضافة إلى بحث ملفات تهمها، مثل تمويل إعادة الإعمار ومصير عوائل تنظيم "داعش".
وقال سكرتير "حزب اليسار الديمقراطي" في سورية، المتحالف مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وأحد أحزاب "الوحدة الوطنية" المشكلة لـ"الإدارة الذاتية"، صالح كدو، لـ"العربي الجديد": "لا علم لنا بالوفد الذي ذهب إلى باريس، وأنا سمعت به من الإعلام".
وأعرب كدو عن اعتقاده بأن الوفد "لا علاقة له بالدعوة المشتركة الفرنسية السابقة، وإنما هو وفد مستقل ومنفصل".
وكانت مصادر كردية، وصفت الدعوة الفرنسية لجهات سورية لزيارة قصر الإليزيه في إبريل/ نيسان الماضي، بـ"الملتبسة".
وقالت تلك المصادر، حينها، إن الدعوة كانت موجهة في الأساس إلى عدة مكونات سورية تمثل العرب والأكراد والسريان، أو إلى "الإدارة الذاتية" و"المجلس الوطني الكردي" و"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" في سورية، بهدف المساهمة في تحقيق التوافق بينها، لكن "الإدارة الذاتية" اختطفت تلك الدعوة لنفسها.
وفي الشأن ذاته، نقل موقع "باسنيوز"، عن مصدر لم يسمه من "المجلس الوطني الكردي"، قوله إن لقاء المجلس بمسؤولين فرنسيين في القامشلي، الشهر الماضي، تضمن رفض الدعوة الفرنسية بالآلية التي فرضها "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، مبيناً أن المجلس يرى أن "الحزب لا تحق له تسمية ممثلي المجلس نيابة عنه"، كما تمت خلال الاجتماع مطالبة الجانب الفرنسي بأن يكون الوفد الذاهب إلى باريس "ممثلاً لكافة المكونات وليس بقيادة الإدارة الذاتية".
وعلى مدار الأيام الماضية، أجرى وفد من "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" مباحثات في العاصمة الفرنسية باريس تتناول تطورات الأزمة السورية، وخاصة ملفي عناصر تنظيم "داعش" وإعادة الإعمار.
وذكرت وكالة "هاوار"، المقربة من "الإدارة الذاتية"، أن الوفد اجتمع الأربعاء برئيس لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الفرنسي جون لوي بورلانج، الذي حثّ على إشراك الإدارة الذاتية في العملية السياسية وتقديم الدعم الخدمي والصحي لها.
وضم الوفد نائب رئاسة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية حمدان العبد، والرئيسة المشاركة لمجلس الرقة المدني ليلى مصطفى، ومسؤولة العلاقات الخارجية في جامعة روجآفا كليستان سيدو، إضافة إلى عبد السلام مصطفى ممثل "الإدارة الذاتية" في أوروبا، وخالد عيسى ممثلها في فرنسا.
وحول هذه الزيارة، قال عبد السلام مصطفى، ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية في أوروبا، لموقع "حزب الاتحاد الديمقراطي"، إن الإدارة الذاتية "تمكنت من إعطاء صورة إيجابية عن فسيفساء المنطقة وحالة التعايش المشترك ما بين كافة المكونات والأجناس، وبناءً على ذلك هناك دعوات عديدة منذ فترة من قبل الحكومات الأوروبية لاستقبال ممثلين عن الإدارة الذاتية".
وفيما قال مصطفى إن زيارات هذه الوفود تأخرت بسبب جائحة كورونا، لفت إلى أنه "في أجندتنا خلال الفترة المقبلة ستكون هناك عدة زيارات لوفود مختلفة من مناطق شمال وشرق سورية، للتباحث حول الوضع السوري بِشكل عام، ورؤية "الإدارة الذاتية" بهذا الصدد بشكل خاص".
وبيّن أن "ممثليات "الإدارة الذاتية" في أوروبا تعمل على ترتيب لقاءات موسعة مع الأطراف الأوروبية للوفود المقررة زيارتها في الفترة المقبلة، وتشمل هذه اللقاءات دبلوماسيين كبارا وبرلمانيين وكذلك منظمات المجتمع المدني".
من جهة أخرى، طالبت دائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، أمس الخميس، سلطات إقليم كردستان العراق بإطلاق سراح ممثلها في أربيل، وعضوين اثنين من مكتب علاقات حزب "الاتحاد الديمقراطي".
وفي وقت سابق من الخميس، اعتقلت جهات أمنية في إقليم كردستان ممثل "الإدارة الذاتية" في أربيل جهاد حسن، وعضوي مكتب علاقات حزب "الاتحاد الديمقراطي" مصطفى خليل ومصطفى عزيز أثناء توجههم إلى مطار أربيل الدولي، بحسب دائرة العلاقات.
وقالت الدائرة إن "مصير المعتقلين لا يزال مجهولاً. هذا الإجراء يزيد من التوتر ويضعف مسار الحوار"، متهمة تركيا بمحاولة إحداث "فتنة لضرب الكرد وتعطيل مسار التحول التاريخي الذي وصلت إليه القضية الكردية"، وفق تعبيرها.