- تعرضت الاحتجاجات لانتقادات من ساسة ويمينيين، بما في ذلك تصريحات من الرئيس جو بايدن، رغم تأكيد التحليل على سلميتها مع حالتين فقط من الأضرار الجسيمة في الممتلكات.
- انتشرت الاحتجاجات من جامعة كولومبيا إلى عشرات الجامعات الأميركية، مطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 2600 شخص في أكثر من 50 حرمًا جامعيًا، مما يبرز التباين بين ردود الفعل الأمنية والطابع السلمي للاحتجاجات.
خلصت دراسة استندت إلى تحليل أجرته منظمة مستقلة غير ربحية تتعقب الاحتجاجات السياسية في جميع أنحاء العالم أن الغالبية العظمى من الاحتجاجات خلال انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية تنديدًا بالحرب على غزة، كانت سلمية، في وقت لم يتوقف فيه التحريض ضد هذه الاحتجاجات بزعم نشر الفوضى والعنف وتخريب الممتلكات العامة وتبني خطابات معادية للسامية.
واستند التحليل الذي أجراه مشروع بيانات الأحداث والنزاعات المسلحة (أكليد) إلى 553 احتجاجا في الحرم الجامعي الأميركي على مستوى البلاد في الفترة الممتدة ما بين 18 إبريل/ نيسان الماضي والثالث من مايو/ أيار الحالي، وأكد أن أقل من 20 تظاهرة من مجمل التظاهرات أسفرت عن أي أعمال عنف خطيرة بين الأشخاص أو أضرار في الممتلكات، بالمقابل، تم توثيق ما لا يقل عن 70 حالة لتدخل الشرطة بالقوة ضد احتجاجات الطلاب في الولايات المتحدة، والتي تضمنت اعتقال المتظاهرين واستخدام أساليب التفريق الجسدي، بما في ذلك المواد الكيميائية والهراوات وأنواع أخرى من القوة البدنية.
ولاقت احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية هجمات وتحريضًا من قبل ساسة ويمينيين داعمين لإسرائيل، كان أبرزها ما جاء على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن عندما قال في الثاني من مايو/ أيار الحالي إن "التخريب، والتعدي على ممتلكات الغير، وتحطيم النوافذ، وإغلاق الجامعات، والإجبار على إلغاء الفصول الدراسية وحفلات التخرج، لا تعد احتجاجًا سلميًا". وأضاف: "تهديد الناس وترهيبهم وبث الخوف في نفوسهم ليس احتجاجًا سلميًا".
ووجد التحليل الذي نشرته صحيفة ذا غارديان، اليوم الجمعة، أنه لم يسجل في 553 احتجاجا حتى الثالث من مايو/ أيار سوى حالتين من الأضرار الجسيمة في الممتلكات بما يكفي لاعتبار احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية، سلمية. وعن هاتين الحالتين يذكر التحليل أنهما كانتا في جامعة ولاية بورتلاند عندما حطم الطلاب الزجاج وألحقوا أضرارا بالأثاث وأجهزة الحاسوب عند استيلائهم على مكتبة الجامعة، كما حطم المتظاهرون في جامعة كولومبيا النوافذ أثناء استيلائهم على مبنى الحرم الجامعي في الثلاثين من إبريل/ نيسان الماضي.
وفي 18 إبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات الأميركية، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، ما أسفر عن اعتقال أكثر من 2600 شخص في أكثر من 50 حرمًا جامعيًا في الولايات المتحدة.
97% من الاحتجاجات لم تتسبب في أضرار جسيمة
وفيما قال التحليل إن 97% من الاحتجاجات لم تتسبب في أضرار جسيمة، صنف 3% من هذه الاحتجاجات على أنها عنيفة، دون أن يكون هناك سوى عدد قليل يشتمل على العنف الجسدي بين المتظاهرين، وإنما جاء التصنيف بناء على الإضرار التي لحقت بالممتلكات والمواجهات مع الشرطة. ويشير إلى أن ما يقرب من نصف احتجاجات الحرم الجامعي البالغة 3% التي صنفت على أنها عنيفة أصبحت كذلك بسبب اندلاع مواجهات بين المتظاهرين مع الشرطة التي تم إرسالها لإخلاء مخيمات الاحتجاج، وشملت هذه الحوادث، جامعة تكساس في 24 إبريل/ نيسان، وكلية إيمرسون في 25 إبريل/ نيسان؛ وجامعة إلينوي في 26 إبريل/ نيسان، وجامعة واشنطن في 27 إبريل/ نيسان، وجامعة ويسكونسن في الأول من مايو/ أيار.
وفي مقابل قمع الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين، لم تتدخل الشرطة ضد أي مظاهرات مؤيدة لإسرائيل في الحرم الجامعي، وفقًا لبيانات أكليد، كما لم تدخل سلطات إنفاذ القانون أو فشلت في منع هجمات على مخيمات التضامن مع فلسطين، وتستدل على ذلك من حادثة تعرض المحتجين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلبس لهجوم من قبل مجموعة من المتظاهرين الملثمين الذين حاولوا هدم المخيم واعتدوا على الطلاب المقيمين فيه.