كثفت فصائل المعارضة السورية خلال الأسابيع الأخيرة في منطقة إدلب، شمال غربي سورية، تدريباتها العسكرية لعناصرها على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والفردية، في حين تواصل القوات التركية إرسال تعزيزات عسكرية إلى نقاطها العسكرية المنتشرة في منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، بُغية إعادة هيكلة قواتها الموجودة في المنطقة وتحصينها بشكلٍ جيد.
وقالت مصادر عسكرية عاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فصائل "جيش العزة"، و"الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية ضمن صفوف "الجيش الوطني"، و"هيئة تحرير الشام" كثفت تدريباتها العسكرية للأفراد على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ضمن معسكرات تنتشر في منطقة إدلب، لرفع مستوى الجاهزية القتالية الهجومية والدفاعية.
وأشارت المصادر إلى أن التدريبات العسكرية لا تزال قائمة حتى الآن في عدة معسكرات يُشرف عليها ضباط منشقون عن النظام ذوو خبرات.
بدوره، قال العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يخفى على عاقل أن الأسد وداعميه عينهم على كل الأراضي السورية، وأنهم سيسعون للسيطرة على المناطق المحررة عندما تتاح لهم الظروف المناسبة"، مضيفاً: "بشكل دائم تقوم الفصائل بتدريب العناصر الجدد ورفع مستوى العناصر القدامى وإكسابهم الخبرات والمهارات في خوض المعارك".
وأشار القيادي في المعارضة السورية إلى أنه "يمكن تصنيف هذه التدريبات أنها في إطار التحضير لأي معركة قادمة هجومية كانت أم دفاعية".
ويرى بكور أن "التصعيد الروسي الأخير على المنطقة يندرج في إطار لفت الأنظار عن الخسائر التي يتعرض لها الروس في أوكرانيا وإيصال رسالة لفصائل الثورة السورية بأن الروس موجودون وقادرون على توجيه ضربات قوية إذا ما حاولت الفصائل استغلال انشغال روسيا في أوكرانيا لمهاجمة قوات الأسد".
في غضون ذلك، أرسلت القوات التركية تعزيزات عسكرية جديدة إلى قواعدها المنتشرة في منطقة جبل الزاوية، جنوب طريق الـ"M4"، بُغية إعادة هيكلة قواتها المتمركزة في المنطقة، ودمج بعض النقاط العسكرية الصغيرة بنقاط عسكرية أخرى تقع على مقربة من خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة من جهة، وقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران من جهة أخرى.
وحول إعادة هيكلة الجيش التركي لقواته، لفت المتحدث باسم "جيش العزة" إلى أن "الأتراك يقومون بين الفينة والأخرى بتحريك قواتهم الموجودة في سورية، بناء على خطتهم للانتشار والتعزيز على محاور معينة ربما تكون أكثر أهمية بالنسبة لهم".
وتشهد منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، تصعيداً متزايداً من قبل قوات النظام وروسيا، في ظل مواصلة الطائرات الحربية الروسية استهداف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس في منطقة جبل الزاوية، في ظل استمرار قوات النظام باستهداف القرى والبلدات الآهلة بالسكان، الأمر الذي أسفر عن وقوع عدة ضحايا مدنيين، كان آخرها في الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، عندما قُتل أربعة تلاميذ إثر استهدافهم بقذيفة هاون وهم في طريق العودة من مدرستهم في بلدة معارة النعسان، شمال محافظة إدلب.
"قسد" تعدّل "قانون" التجنيد الإجباري
من جانب آخر، أجرت الإدارة الذاتية التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" تعديلا على "قانون التجنيد" الإجباري الذي تفرضه بمناطق سيطرتها، يشدد قبضتها في ملاحقة المقيمين والنازحين.
وتحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن تعديل أجراه "المجلس العام" في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" على المادة رقم 1 من "قانون واجب الدفاع الذاتي" الذي تقوم "قسد" بموجبه بعمليات تجنيد إجبارية للشبان في صفوفها.
وبحسب المصادر، فإن التعديل جرى على الفقرة (د)، حيث باتت المادة تنص على أن المطلوب للتجنيد الإجباري هو كل من بلغ السن القانوني من سكان المنطقة والمقيمين فيها بشكل دائم لأكثر من ثلاث سنوات من خارج شمال وشرق سورية من حاملي الجنسية السورية ومن في حُكمهم من الأجانب ومكتومي القيد، وذلك بدل خمس سنوات التي كانت معتمدة سابقا.
ويذكر أن "قسد" تشن بشكل يومي حملات اعتقال بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، إضافة لنشر حواجز على الطرقات هدفها اعتقال الشبان ونقلهم إلى معسكرات التدريب الخاصة بالمليشيا.