تعرضت مناطق عدّة من محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، لهجمات بقذائف الهاون، طاولت قرى متفرقة، ضمن موجة عنف متصاعدة تشهدها المحافظة ذات الحدود المشتركة مع إيران، وسط مطالبات بمراجعة الخطط الأمنية ومنع محاولات إثارة الفوضى بالمحافظة، وإبعاد الفصائل المسلحة عنها.
وتشهد المحافظة تراجعا أمنيا خطيرا، تمثل في هجمات يومية على مدنيين وحواجز أمنية، أوقعت ضحايا.
وأمس السبت، أوفد رئيس الوزراء فريقا أمنيا برئاسة وزير الداخلية عثمان الغانمي، ضم مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وقيادات أمنية أخرى، إلى المحافظة، للوقوف على أسباب تراجع الأمن فيها. وعقد الوفد اجتماعا مع القيادات الأمنية بالمحافظة، ووجه بإرسال قوة خاصة من الرد السريع (التابعة لوزارة الداخلية) لتنفيذ عمليات لبسط الأمن.
وقال مسؤول أمني بالمحافظة إن "نحو 15 قذيفة هاون سقطت أمس على مناطق متفرقة بالمحافظة، أغلبها قريبة من بلدة العبارة، والتي تعد من المناطق الهشّة أمنيا"، مضيفا أن "قرى كصيبة، وبودجة، ودورة، وزاغنية، شهدت أمس هجمات بقذائف الهاون، سقط بعضها على منازل سكنية وبعضها الآخر سقط في أراض زراعية".
وأكد، لـ"العربي الجديد"، أن "الهجمات أسفرت عن وقوع أضرار مادية بعدد من المنازل وبسيارتين مدنيتين"، مبينا أن "القصف تسبب بحالة من الرعب لدى الأهالي، الذين يتهمون مليشيات مسلحة ناشطة بمناطقهم والمناطق القريبة منها بالوقوف وراء تلك الهجمات، مطالبين بتعزيز وجود القوات الأمنية النظامية في مناطقهم وإبعاد تلك الفصائل، التي تسعى لإثارة الفتنة".
سقوط إحدى قذائف الهاون على قرى ناحية العبارة في #ديالى ما تسبب بحريق في إحدى المزارع pic.twitter.com/5KsNVPB38B
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) April 24, 2021
عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، مضر الكروي، علّق على تراجع الأمن بمحافظته، مؤكدا أن أعمال العنف المتسارعة "تدل على حجم التحديات الموجودة في المشهد الأمني بالمحافظة"، داعيا في تصريح صحافي، إلى "إعادة النظر في الخطط الأمنية، وإعطاء دعم وزخم أكبر للجهد الاستخباري".
أما عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب بدر الزيادي، فقد دعا إلى السيطرة على السلاح المنفلت، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة معنية بضبط الأمن في جميع البلدات العراقية من دون استثناء"، مشددا على أنه "يجب أن تتم السيطرة على السلاح المنفلت، لإشعار المواطن بالأمان".
ويؤكد زعماء قبليون في المحافظة، أن ديالى ضحية الأجندات السياسية ومحاولات فرض الإرادات، محذرين من مغبة عدم تدخل الحكومة وفرض سيطرتها بالقوة، وقال الشيخ بهاء المجمعي، إن "الفصائل المسلحة والقيادات السياسية المرتبطة بها، والتي تسيطر على الملف الأمني والسياسي بالمحافظة، تدفع نحو الفوضى والفتنة بها، من خلال تنفيذ أعمال العنف والقصف العشوائي".
وأكد أن "ديالى تواجه انحدارا أمنيا خطيرا يتطلب موقفا حكوميا حازما، وإرسال قوات خاصة تسيطر على المناطق المرتبكة، وتبعد الفصائل المسلحة عنها"، مشددا على أنه "في حال استمرار الإهمال الحكومي للمحافظة، فإن تلك الجهات ستدفع باتجاه إعادة المحافظة إلى المربع الأول من التراجع الأمني".