شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في حدّة التوتر بين سلطات إقليم كردستان العراق، ومليشيات "كتائب سيد الشهداء"، أحد أبرز المليشيات العراقية المسلحة الحليفة لإيران، والتي أدينت أخيراً بالهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل الدولي الشهر الماضي، بحسب نتائج لجنة التحقيق المشتركة التي أعلنت عنها السلطات في أربيل.
وشن زعيم المليشيات، أبو آلاء الولائي، هجوماً على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في الإقليم، مسعود بارزاني ووصفه بـ "الدكتاتور"، محذراً بأنهم سيمنعون تمرير الموازنة المالية لعام 2021 في البرلمان تعليقاً على الخلافات الحالية بين بغداد وأربيل بشأن حصة الإقليم منها، وهو ما دفع بجهاز مكافحة الإرهاب التابع للإقليم إلى الرد على حديث الولائي ونعتته بـ"الإرهابي الجبان".
واعتبرت مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان، أمس الخميس، أن زعيم مليشيات "كتائب سيد الشهداء" لا يحمل أي صفة رسمية، وخاطبته بالقول "أنت لا تمثل العراق ولا تتولى أي موقع رسمي، لست سوى إرهابي جبان يدمر البلاد تلبية لرغبات أسيادك، فأنت وأمثالك تنفذون كل يوم عملاً إرهابياً في مكان ما، وتوقعون ضحايا من المدنيين الأبرياء وتستهدفون الأماكن العامة والمطارات المدنية بالقصف الصاروخي وتعتدون على التحالف".
وتابعت أن "دولة تكون موازنتها بيدك لتقرر بشأنها، لا شك أن النتيجة ستكون نكبة المواطنين وأن يعيشوا تحت خط الفقر وأن يبحثوا عن لقمة العيش في مكب النفايات بأطراف المدن".
والثلاثاء الماضي، أطلق الأمين العام لمليشيات "كتائب سيد الشهداء" المدعومة من إيران، أبو آلاء الولائي، تهديدات ضد بارزاني، قائلاً في رسالة وجهها إلى مسعود، "إننا سنعمل على مساعدة الشرفاء من الكرد في محافظات الإقليم، ليتحرروا من طمعك وشراهتك وظلمك، فقد آن الاوان لوضع حد لدكتاتوريتك البغيضة"، مشيراً إلى أن مليشيات "كتائب سيد الشهداء" ستعمل جاهدة على منع تمرير قانون الموازنة فيما لو سمح لك بالسيطرة على أموال الشعب العراقي والكردي.
رسالتي الى السيد مسعود برزاني:
— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) March 16, 2021
١- اننا سنعمل جاهدين على منع تمرير قانون الموازنة فيما لو سُمح لك بالسيطرة على اموال الشعب العراقي والكردي.
٢- اننا سنعمل على مساعدة الشرفاء من الكُرد في محافظات الاقليم، ليتحرروا من طمعك وشراهتك وظلمك، فقد آن الاوان لوضع حدٍّ لدكتاتوريتك البغيضة
وتتهم مليشيات "كتائب سيد الشهداء"، التي تمتلك جناحاً مسلحاً لها في سورية لدعم نظام بشار الأسد، بالتورط في انتهاكات إنسانية واسعة، إلى جانب مليشيات أخرى حليفة لها خلال السنوات الماضية، غالبيها ذات طابع طائفي، تمثلت بعمليات اختطاف وإعدامات ميدانية وتهجير وسرقة منازل في المدن العراقية التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".
ولم يصدر من الحكومة العراقية في بغداد أي تعليق تجاه التهديدات التي أطلقها الولائي ضد بارزاني، إلا أن مسؤولاً حكومياً في إقليم كردستان العراق أكد خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن الإقليم سينسق مع السلطات الاتحادية بشأن هذه التصريحات، أو أي موقف آخر يصدر من الفصائل المسلحة تجاه أربيل.
وأشار إلى أن هجوم المليشيات على رموز إقليم كردستان غير مبرر، موضحاً أن الإقليم سيتبع السبل القانونية ضد كل من يتطاول على كردستان وقادته.
ولفت إلى أن إقليم كردستان هو جزء من العراق، ويعمل وفقاً للدستور والقوانين النافذة، مبيناً أن تصريحات الولائي الأخيرة ضد الإقليم تؤكد ارتباطاته الخارجية التي تعمل على زعزعة أمن كردستان وبقية مناطق العراق.
وفي وقت سابق، عرضت حكومة الإقليم اعترافات لشخص على أساس أنه أحد المنفذين للهجوم على مطار أربيل، وأنه ينتمي إلى مليشيات "كتائب سيد الشهداء"، مقراً بأن العملية كانت بطلب من المليشيات، ما دفع فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران في العراق إلى إعلان مواقف موحدة تجاه رفض نتائج التحقيق الذي أعلنته حكومة إقليم كردستان.
عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، في أربيل أحمد عقراوي، قال إن التحقيقات أثبتت تورط مليشيات كتائب سيد الشهداء بالهجوم الصاروخي، وتم تسليم بغداد نسخاً من التحقيقات واعترافات من تم اعتقاله عقب العملية، التي تسببت بمقتل عراقيين وعاملين في التحالف الدولي، لكن حكومة مصطفى الكاظمي، لم تتخذ أي إجراء".
وأضاف عقراوي، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا تفسير على ذلك سوى أن الحكومة الاتحادية في بغداد خاضعة لسلطة المليشيات ولا سلطة لها عليهم"، معتبراً أن الهجمة الإعلامية على الإقليم من قبل تلك المليشيات تؤكد سلامة وصحة سياسته الحالية"، وفقاً لقوله.