- تواجه هاريس تحديات في كسب تأييد الجاليات العربية والأفريقية الأميركية وتسعى لتوسيع قاعدة مؤيديها من خلال الظهور الإعلامي المكثف، مؤكدة على التزامها بأن تكون "رئيسة لجميع الأميركيين".
- يستمر ترامب في رفض نتائج انتخابات 2020 ويثير الشكوك حول نزاهة الانتخابات القادمة، بينما أظهرت استطلاعات الرأي تقدم هاريس في بعض الولايات مثل آيوا.
واصلت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب الأحد حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات في الولايات الحاسمة قبل ساعات على موعد الانتخابات التي تشهد تقاربا تاريخيا في التأييد. وقال ترامب في أول تجمع انتخابي له في بنسلفانيا، حيث يراهن على مزاعم لا أساس لها بشأن محاولات تزوير، إن "مصير أمتنا بين أيديكم. عليكم أن تنهضوا الثلاثاء". ووعد ترامب بـ"موجة عارمة" من الأصوات لمصلحته.
وفي تجمع انتخابي في ليتيتس، بولاية بنسلفانيا، قال ترامب إنه يأسف على مغادرته البيت الأبيض بعد خسارته التي لم يعترف بها أبدا في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وأضاف "كان لدينا أكثر الحدود أمانا في تاريخ بلدنا وقت أن غادرت. كان يجب ألا أغادر. أعني، بصراحة، لأننا قمنا بعمل جيد جدا". وتابع ترامب أنه يوجد الآن "المئات من المحامين" في كل مركز اقتراع للانتخابات الرئاسية القادمة. وتحدث ترامب عن إنجازات رئاسته قائلا: "كان لدينا أفضل اقتصاد على الإطلاق. كان لدينا ذلك الجدار. كان لدينا كل شيء".
من جهتها، أكدت هاريس، على منصة للحملة الانتخابية في جامعة ميشغين، أن "الزخم في مصلحتنا". وفي هذه الولاية، حيث تُخاطر بفقدان دعم السكان من أصول عربية الذين يمثلون نحو 200 ألف شخص، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، وعدت الديمقراطية "بفعل كل شيء لوقف الحرب في غزة". وقالت هاريس "أريد أن أقول إن هذا عام صعب نظرا إلى حجم الموت والدمار في غزة، ونظرا إلى الضحايا المدنيين والنازحين في لبنان".
وصوّت أكثر من 76 مليون شخص مبكرا قبل الثلاثاء في وقت تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين في هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق. وأشار استطلاع أخير أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع سيينا الأحد إلى بعض التغييرات التدريجية في الولايات الرئيسية المتأرجحة، لكن النتائج من كل الولايات السبع ظلت ضمن هامش الخطأ.
وهاريس الساعية لكسب التأييد في ولايات البحيرات الكبرى التي تعد أساسية بالنسبة للديمقراطيين، قضت النهار في ميشيغن، بدءا بديترويت قبل التوقف في بونتياك وإقامتها تجمّعا انتخابي مساء في جامعة ولاية ميشيغن. وقالت هاريس في دردشة مع الصحافيين في ديترويت "ملأت للتو بطاقة الاقتراع (وأرسلتها) عبر البريد"، مضيفة أن "بطاقتي في طريقها الى كاليفورنيا"، الولاية التي تتحدر منها.
أما جدول أعمال ترامب ليوم الأحد، فقد تركز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا التي يعد الفوز فيها مكسبا في منتهى الأهمية في إطار نظام "المجمع الانتخابي" الذي يعطي النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها.
ويُتوقع أن يرفض ترامب النتائج إذا خسر، كما فعل قبل أربع سنوات. والأحد، استغل ترامب مخالفات معزولة اكتشفها مسؤولو الانتخابات لتضخيم مزاعمه حول تفشي "التزوير" على نطاق واسع. وأضاف أمام أنصاره في بنسلفانيا "إنهم يقاتلون بشدة من أجل سرقة هذا الشيء". ويحاول الجمهوريون أيضا في بنسلفانيا التي تضم جالية بورتوريكية كبيرة، احتواء تداعيات وصف أحد المتحدثين لبورتوريكو خلال تجمع انتخابي لترامب في نيويورك على أنها "جزيرة قمامة عائمة".
هل خسرت هاريس العرب الأميركيين؟
وتعد ميشيغن واحدة من الولايات السبع الحاسمة التي تجري متابعة التطورات فيها من كثب. ونجح ترامب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلا للديمقراطيين سابقا عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016. وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديمقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية.
لكن هاريس تواجه هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعد 200 ألف نسمة، نددت بطريقة تعاطي بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد السود للمرشحة الديمقراطية فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل كثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأميركيين من أصل إفريقي لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن في 2020.
وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها السبت بظهور مفاجئ على برنامج "ساترداي نايت لايف" حيث سخرت من منافسها ترامب. وقالت نائبة الرئيس الأميركي "أبقوا كامالا وامضوا قدما جميعا".
وحجزت حملة هاريس التي تسعى إلى الظهور على التلفزيون بأكبر قدر ممكن، مساحة لمدة دقيقتين من البث الأحد أثناء مباريات كرة القدم، بما في ذلك خلال مباراة بين فريقين في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية من ولايتين حاسمتين: غرين باي باكرز (ويسكنسون) وديترويت لاينز (ميشيغن).
وتتعهّد هاريس في الإعلان أن تكون "رئيسة لجميع الأميركيين" وتعد "ببناء مستقبل أكبر لأمّتنا". وذكرت حملتها أن "أبحاث الحملة تظهر أن الأسبوع الماضي أثبت أنه حاسم في ترسيخ الخيار في هذه الانتخابات لدى الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وأولئك الأقل استعدادا" للتصويت.
وتلقت هاريس (60 عاما) دفعا إلى الأمام السبت عندما أظهر استطلاع لصحيفة "دي موين ريجستر" قبل يوم الانتخابات والذي يعد مقياسا يمكن الوثوق به للجو العام، تقدم هاريس في ولاية آيوا التي فاز فيها ترامب بسهولة في 2016 و2020. وتقدّمت بثلاث نقاط في الاستطلاع بعدما كانت متخلفة عن منافسها بأربع نقاط في أيلول/سبتمبر.
وخسر ترامب الانتخابات الرئاسية عام 2020 أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. وإلى الآن، يرفض الاعتراف بالهزيمة. وقدم الرئيس السابق عشرات الدعاوى القضائية بعد فوز بايدن في عام 2020، والتي خسرها أمام المحاكم. وفي 6 يناير/كانون الثاني 2021، أدى إصراره على أنه الفائز وأن "نصره" سرق منه إلى اقتحام مؤيديه مبنى الكابيتول في واشنطن، مقر الكونجرس الأميركي.
وفي نهاية المطاف، غاب ترامب عن مراسم تنصيب بايدن في وقت لاحق من ذلك الشهر، مما كسر تقليدا طويل الأمد. وغادر البيت الأبيض قبل بضع ساعات من مراسم التنصيب. ويواجه ترامب الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسية. وقد أثار شكوكا حول نزاهة الانتخابات القادمة.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)