ثمنت أحزاب جزائرية قرارات الإفراجات الأخيرة عن الناشطين ومعتقلي الرأي الموقوفين في السجون، ودعت إلى أن تشمل الخطوة مجموع معتقلي الرأي ويتبعها تحرير المجال السياسي والإعلامي المغلق حاليا.
وعبّرت جبهة القوى الاشتراكية عن ترحيب حذر بعملية إطلاق السراح التي شملت العشرات من معتقلي الرأي في عدة ولايات من الوطن، واعتبرت، في بيان اليوم، أن هذا الإجراء، "يعد من بين المطالب الملحة للجبهة، ويجب أن يعمم ليمس كافة معتقلي الرأي مع إلغاء كل المتابعات ضدهم ورد الاعتبار لهم لطي هذا الملف نهائيا".
وأكد البيان أن "مثل هذه الخطوات، إن اقترنت بإرادة سياسية حقيقية لتكريس دولة الحقوق والديمقراطية، من شأنها بعث مناخ من التهدئة وإعادة الثقة الذي سيسمح بمباشرة مسار سياسي جامع يهدف لبناء دولة سيدة وقوية".
وكانت السلطات الجزائرية قد أفرجت، منذ يومين وبشكل مفاجئ، عن أكثر من خمسين ناشطا كانوا معتقلين في السجون، بعضهم أدين بأحكام بالسجن بتهم مختلفة ذات صبغة سياسية تخص عرض منشورات في "فيسبوك" والمساس بالوحدة الوطنية والتجمهر غير المرخص والتحريض على التجمهر.
من جهتها، اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، في مؤتمر صحافي عقدته أمس، أن "الإفراج عن معتقلين الرأي والسجناء السياسيين سيكون في صالح السلطة، إذ يتعين على السلطة الإفراج عنهم وعدم منح الفرصة للخارج من أجل ابتزاز الجزائر"، لكن حنون عبرت عن قلقها من أن "يتم الإفراج عم معتقلين أو تخفيف عقوبتهم من جهة، في حين تتم متابعة العشرات قضائيا وسجنهم بصفة يومية، ونحن لا نستطيع تفسير شيء غريب وعجيب مثل هذا، على السلطة أن تفسّر هذا التناقض الحاصل، ويتعين زوال تناقضات السلطة في التعامل مع وضع الحريات".
وطالب المتحدث باسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض مراد بياتور السلطات باطلاق سراح مناضلي التجمع وكل معتقلي الرأي الموجودين في السجون. وقال في برنامج إذاعي إن "هذا الكابوس عليه أن ينتهي وتعود الفرحة إلى عائلات المعتقلين، عل السلطة أن تغلق تماما هذا الملف وتتوقف عن سياسات التضييق والتلاعب بحريات الناس".
وعلّق رئيس نقابة القضاة يسعد مبروك عن استيائه للطريقة التي تعالج بها السلطات ملف معتقلي الرأي، ولمّح إلى وجود ضغوط على القضاة لحبس الناشطين، والتدخل في المسارات والمعالجات القضائية لقضاياهم، ونشر تغريدة قال فيها إن "حبس الناس دون توفر مبررات قوية لذلك ظلم وتعسف، والإفراج عن محبوس بناء على أهواء أو استرضاء لرغبة يزيد من تشويه صورة القضاء".