أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم الاثنين، عن تعيين مبعوثين خاصين قريبا بين بلاده وبين أرمينيا ضمن خطوات التطبيع بين البلدين.
كلام الوزير التركي جاء على هامش مناقشات الموازنة في البرلمان التركي، حيث أجاب عن أسئلة النواب، وتطرق في حديثه إلى العلاقات بين تركيا وأرمينيا وبقية دول العالم.
وأفاد الوزير التركي في كلامه "قريبا ستكون هناك خطوات تطبيع مع أرمينيا تشكل تعيين مبعوثين خاصين بشكل متبادل، وستكون جميع الخطوات بالتنسيق مع أذربيجان".
وأضاف أنه "ستكون أيضا هناك رحلات طيران تشارتر (غير مجدولة) بين إسطنبول والعاصمة الأرمنية يريفان".
وتتهم أرمينيا تركيا بدعم أذربيجان في الحرب الأخيرة التي جرت قبل أكثر من عام في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وتركيا، كما أن خلافات تاريخية تعود لزمن الدولة العثمانية تعصف بعلاقات البلدين.
وتحمل أرمينيا تركيا تبعات ما تقول إنها مجازر إبادة بحق الأرمن في أواخر عهد الدولة العثمانية، وتلاقي هذه الأحداث قبولا ودعما من قبل الدول الغربية وآخرها أميركا، التي اعترف رئيسها جو بايدن قبل أشهر بارتكاب الدولة العثمانية تلك المجازر، وهو ما ترفضه تركيا وترى أن هناك جرائم متبادلة ارتكبت في تلك الفترة وتدعو للكشف عن الوثائق بشكل متبادل بين الدولتين لإجراء تحقيق شفاف عادل في تلك الأحداث.
الوزير التركي تطرق في كلامه أيضا إلى التطورات في ليبيا، قائلا أن "تركيا تواص لعب دور مفتاحي للسلام والاستقرار في ليبيا، وعلى تواصل مع جميع الأطراف (الليبية) قبيل الانتخابات".
وأردف أن "أنقرة ستستضيف غدا وفدا برلمانيا مشتركا من ليبيا برئاسة نائب رئيس مجلس النواب من أجل إجراء لقاءات معه، والوفد سيزور البرلمان التركي".
والعام الماضي تدخلت تركيا عسكريا في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني السابقة في طرابلس، وأدى تدخلها لتوازن القوى بين الأطراف الليبية، وأدى التوافق مع القوى المعنية بليبيا لتأسيس المرحلة السياسية بتأسيس حكومة جديدة والتحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال الشهر الجاري.
وفي مواضيع السياسة الخارجية التركية، قال جاووش أوغلو "هذا العام نشهد تطورات مهمة في العلاقات مع الخليج العربي ونعطي المجال للدبلوماسية والحوار، وبدأنا نحصل على نتائج من الحوارات الجارية، ولهذا سأتوجه هذه الليلة إلى الإمارات من أجل مواصلة الحوارات واللقاءات الدبلوماسية".
وأكد "لا يوجد في السياسة عداء دائم، الإمارات هي التي أساءت علاقاتها مع تركيا وعندما أصلحت العلاقات عدنا لنصلحها من طرفنا".
وقبل أقل من شهر زار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تركيا بعد قطيعة امتدت إلى نحو 10 سنوات بسبب المواقف المتبادلة، ومن المنتظر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبوظبي في فبراير/شباط المقبل، حسب ما أعلن في وقت سابق.