قالت وسائل إعلام تركية عديدة، من بينها التلفزيون الرسمي، اليوم السبت، إن تركيا قررت الانسحاب من مناورات عسكرية تابعة لحلف الشمال الأطلسي (ناتو)، المقرر إجراؤها بعد أيام، على خلفية مواقف أثينا المستهدفة تركيا.
وقالت قناة "TRT خبر" الرسمية إن "مناورات لقاء النمر المقررة في اليونان استهدفت تركيا بمجموعة من المفاهيم، أُضيفت لاحقا إلى وثيقة تنظم المناورات التقنية، جعلت القوات الجوية التركية تنسحب من هذه المناورات".
وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر أمنية، أن "المناورات تجرى سنوياً في إحدى دول حلف الأطلسي عبر أسراب النمر في الدول الأعضاء وإظهار تضامنها فيما بينها، حيث استضافت تركيا هذه المناورات سابقا في عامي 2005 و2015".
وأوضحت أن "اليونان ستستضيف مناورات هذا العام في 9-20 مايو/ أيار المقبل، وتشارك فيها تركيا عبر السرب 192 في القاعدة التاسعة للقوات الجوية، وكما جرت العادة، فإن الدولة المستضيفة تحضر وثيقة ناظمة للإجراءات التقنية حول إجراء وتنفيذ المناورات".
وعن سبب الخلاف، قالت القناة إن "الوثيقة التي أعدتها اليونان فيها مقاربة تستهدف تركيا بشكل مباشر وتستغل المواضيع التي يختلف فيها البلدان، جرت إضافتها إلى هذه الوثيقة بشكل مقصود يستهدف تركيا بشكل مباشر"، من دون الكشف عن هذه المواضيع.
وأردفت بأن "قيادة القوات الجوية التركية، وإزاء هذه الإضافات المقصودة، طلبت تغييرها من الطرف اليوناني، وأن الوثيقة التقنية تخالف القوانين الدولية، ورغم مطالب تركيا وإصرارها، رفضت اليونان تغيير الوثيقة". وأكدت أن "تركيا، ونظراً لمصالحها التجارية ولعدم تحوير هذه المناورات، قررت عدم المشاركة، وأبلغت الطرف اليوناني في 22 إبريل/ نيسان الجاري".
وختمت القناة خبرها، نقلا عن المصادر الأمنية، بأنه رغم كل جهودها ومحاولاتها للتوافق وحل المسألة، فإن "اليونان لم تتحمل مشاركة دول جارة في هذه المناورات، لتبتعد عن روح العمل المشترك والصداقة، وعملت بنفس الوقت لاستغلال المناورات لتوظيفها ضد حقوق ومنافع تركيا".
وتنضم كل من تركيا واليونان لحلف الأطلسي، وهو ما يعيق أي احتكاكات عسكرية بين البلدين المختلفين على ترسيم الحدود البحرية وعلى أوضاع الجزر وحدود المياه الإقليمية في بحر إيجة وشرق المتوسط، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين البلدين.
وخلال الأعوام السابقة، بلغت الخلافات أوجها مع دعم تركيا حكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة وتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود المائية معها، وهو ما أثار حفيظة اليونان التي تلقت دعما أوروبا قويا، ما دفع أثينا لتوقيع اتفاقية مماثلة مع مصر.
وبعد فترة من التوتر، بُذلت جهود لتخفيف حدة التوترات هذه، وجرت لقاءات استكشافية بين الجانبين في اليونان وتركيا، ولكنها لم تحقق حتى الآن أي تقدم، نظرًا لتمسك كل طرف بمواقفه في بحر إيجة وشرق المتوسط، وتصاعد الخلافات الأخرى المرتبطة بقضية الأقليات وأوضاع الجزر منزوعة السلاح، وأزمة المهاجرين غير النظاميين.