تركيا تنسق أكبر عملية تبادل سجناء دولية منذ الحرب الباردة

01 اغسطس 2024
طائرة روسية تستعد للهبوط في مطار بأنقرة من أجل عملية تبادل السجناء، 1 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **صفقة تبادل السجناء الكبرى**: أُطلق سراح الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش وعنصر البحرية الأميركية السابق بول ويلان في صفقة تبادل سجناء كبرى بين الشرق والغرب، بتنسيق تركي، شملت سجناء من عدة دول.

- **تفاصيل الاعتقالات والتبادل**: اعتُقل غيرشكوفيتش في مارس 2023 بتهم التجسس، وأُطلق سراحه مع ويلان في صفقة شملت إطلاق سراح فاديم كراسيكوف من ألمانيا، وتُعَدّ انتصاراً للرئيس بايدن.

- **ردود الفعل والتداعيات**: أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن ارتياحها لإطلاق سراح غيرشكوفيتش، وشددت على عدم استهداف الصحافيين لأغراض سياسية. تضمنت الصفقة نقل رهائن إلى روسيا، ألمانيا، والولايات المتحدة.

أُطلق سراح الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش وعنصر البحرية الأميركية السابق بول ويلان الخميس، في إطار صفقة تبادل سجناء تُعَدّ من أكبر صفقات تبادل السجناء بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وقد تمّت بتنسيق تركي، وفق ما أعلنت الحكومة في أنقرة. وتشمل عملية التبادل التي نفّذها جهاز الاستخبارات الوطنية التركي سجناء من الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنروج وبيلاروسيا وروسيا. ولم يرد أي تأكيد بعد من المسؤولين الأميركيين، رغم أن شبكات تلفزيونية أميركية تناقلت الأنباء عن العملية على نطاق واسع. كذلك رفض الكرملين التعليق على أي تبادل.

واعتُقل مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية غيرشكوفيتش (32 عاماً) في مارس/آذار 2023 وأدين في يوليو/تموز الفائت بتهم التجسس في إطار محاكمة مستعجلة وصفتها الولايات المتحدة بالصورية. وتسارعت المؤشرات على تبادل سجناء وشيك، اليوم الخميس، في ظل تقارير أفادت بأن طائرة استُخدمت في اتفاق سابق لتبادل السجناء هبطت في جيب كالينينغراد الروسي. وتعزّزت الآمال أيضاً في الأيام الأخيرة بعدما فُقد عدد من السجناء المعروفين في روسيا، بمن فيهم ويلان، من السجون حيث كانوا يقضون عقوبات بالسجن لفترات طويلة، ما أثار تكهّنات بأنهم يجري نقلهم قبيل عملية تبادل. وكقاعدة، لا يمكن تنفيذ عمليات التبادل إلا بعد صدور إدانة في روسيا.

وأكدت الرئاسة التركية أنه أُطلِق في إطار العملية سراح فاديم كراسيكوف، وهو مواطن روسي سُجن في ألمانيا بتهمة قتل قيادي شيشاني متمرّد، بحسب ما أفادت "فرانس برس"، فيما قالت "الأناضول" إنه ضابط بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وستشكّل عملية التبادل انتصاراً للرئيس جو بايدن الذي ستواجه نائبته كامالا هاريس الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وهذه أول عملية تبادل سجناء بين روسيا والغرب منذ مبادلة نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر بتاجر السلاح الروسي المدان فيكتور باوت في ديسمبر/كانون الأول 2022. وتُعَدّ أيضاً أكبر عملية تبادل منذ عام 2010 عندما جرت مبادلة 14 جاسوساً مشتبهاً فيهم بين روسيا والغرب. كان من بين هؤلاء العميل المزدوج سيرغي سكريبال الذي أرسلته موسكو إلى بريطانيا، والعميلة الروسية السريّة آنا تشابمان التي أرسلتها واشنطن إلى روسيا. وقبل ذلك، لم تجرِ عمليات تبادل سجناء كبيرة تشمل أكثر من عشرة أشخاص إلا خلال فترة الحرب الباردة عندما تبادل الاتحاد السوفييتي والقوى الغربية سجناء في عامي 1985 و1986.

"أضغط بقوة لإطلاق سراح غيرشكوفيتش"

وتوجّهت طائرة سبق استخدامها في عملية تبادل غراينر وباوت من موسكو إلى كالينينغراد صباح الخميس، وفق موقع "فلايت رادار 24" لتعقّب حركة الطيران. وجرى بعد ذلك تعقّب الطائرة، وهي تقلع من كالينينغراد بعد ساعتين. وأُوقِف غيرشكوفيتش في مدينة يكاترينبورغ بينما كان في زيارة في إطار عمله صحافياً. ونفى هو و"وول ستريت جورنال" والحكومة الأميركية بشدّة اتهامات التجسس الموجهة إليه. وأفاد بايدن بعد صدور الحكم بحقه، قائلاً: "أضغط بقوة من أجل إطلاق سراح إيفان، وسأواصل ذلك".

وأعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" الخميس عن "ارتياحها الهائل"، وشددت على أنه "ما كان يتعيّن إطلاقاً (أن يقضي غيرشكوفيتش) يوماً واحداً في سجن روسي بسبب قيامه بعمله الصحافي". وأضافت أن "سياسة الحكومة الروسية المتواصلة في أخذ الرهائن مشينة. الصحافيون ليسوا جواسيس ولا يجب إطلاقاً استهدافهم لأغراض سياسية". وسعت الولايات المتحدة أيضاً لضمان الإفراج عن ويلان (54 عاماً) الذي أُوقِف في موسكو عام 2018 واتُّهم بالتجسس. وكان ويلان يعمل في مجال الأمن لشركة قطع سيارات عندما أُوقِف في موسكو في 2018، ولطالما شدد على أن الأدلة ضدّه مزوّرة. واشتكى أخيراً من أنه يشعر بأن الولايات المتحدة تخلّت عنه.

وكان من بين الأشخاص الذين اختفوا أيضاً الصحافي والناشط فلاديمير كارا-مورزا، وهو مواطن روسي بريطاني يبلغ من العمر 42 عاماً. وأفاد محاموه، أمس الأربعاء، بأنهم لا يعرفون مكانه بعدما منعوا مرّتين من الوصول إلى المنشأة حيث يفترض أنه محتجز. ويقضي كارا-مورزا الذي انتقد علناً الغزو الروسي لأوكرانيا، عقوبة بالسجن 25 عاماً في سيبيريا بتهم الخيانة وغيرها. وهو يعاني من مرض عصبي، ونُقل إلى مستشفى تابع للسجن في وقت سابق هذا الشهر للخضوع لفحوص طبية.

وأوقفت روسيا عدداً متزايداً من المواطنين الأميركيين في السنوات الأخيرة، في إطار ما تعتبرها الولايات المتحدة محاولة روسية لضمان إطلاق سراح مواطنين روس مدانين في الخارج. ومن بين هذه الشخصيات إضافة إلى غيرشكوفيتش وويلان، وكراسيكوف، المواطن الألماني المرتزق ريكو كريجر، المسجون في بيلاروسيا، والمعارض الروسي إيليا ياشين. وفي نطاق العملية، نُقل 10 رهائن، بينهم طفلان إلى روسيا، و13 رهينة إلى ألمانيا، و3 رهائن إلى الولايات المتحدة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)