أوقفت السلطات الأمنية التركية، السبت، 33 شخصاً خلال عمليات أمنية استهدفت 52 عنواناً سكنياً في مدينة مرسين جنوبي البلاد، بتهمة التحضير لتظاهرات غير مرخصة في الذكرى السنوية لاعتقال زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان.
ونقلت وسائل إعلام تركية، منها قناة "خبر تورك" عن مصادر أمنية، أمّ قوى الأمن المرتبطة بمديرية الأمن العامة في ولاية مرسين، قادت عبر شعبة مكافحة الإرهاب، العمليات الأمنية ضمن إطار المتابعة الدائمة لنشاطات أنصار حزب "العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، واستهدفت مجموعة من الأفراد.
وتعتقد قوى الأمن أنّ المعتقلين يعملون على التحضير للتظاهر في 15 فبراير/شباط الجاري، في الذكرى السنوية لاعتقال أوجلان وجلبه إلى تركيا في العام 1999، حيث تم تحديد 52 شخصاً ينتمون لتنظيمات شبابية ونسائية كردية في الولاية يعملون على ترتيب التظاهرات.
وبتعليمات من النيابة العامة، تم تنفيذ عمليات مداهمة على عناوين سكن المشتبه بهم بمشاركة 470 عنصراً من الشرطة في الولاية، وتنفيذ عمليات اعتقال وتفتيش أفضت لاعتقال 33 واستمرار البحث عن البقية، ومصادرة قطعة سلاح ومستندات ووثائق أخرى.
ونقلت قوى الأمن المشتبه بهم إلى مدينة الأمن من أجل استكمال التحقيقات معهم، مع استمرار البحث عن بقية المشتبه بهم لتوقيفهم.
ومن المنتظر أن تجرى، في الأيام المقبلة، عمليات مداهمة مماثلة، حيث تمنع قوى الأمن والسلطات التركية عادة تنفيذ أي تجمعات أو تظاهرات في هذه المناسبة، لا سيما أن حزب "العمال الكردستاني" مصنّف في تركيا ودول أخرى منظمةً مسلحةً محظورةً، وتلاحق جميع أفراده.
كما تقود قوى الأمن التركية المختلفة والقوات المسلحة عمليات عسكرية وأمنية ضد عناصر الحزب داخل تركيا وخارجها في العراق وسورية، وتستهدفهم بالقصف عبر الطائرات المسيّرة، وتواصل جهود إقناع المسلحين بالاستسلام، ودعم تظاهر الأمهات الكرديات في ديار بكر لاستعادة أبنائهن من الحزب.
ويمضي أوجلان عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إمرلي بتركيا، بعد أن ألقي القبض عليه في كينيا بعملية استخباراتية تركية، وبالتعاون مع الاستخبارات الأميركية، ونقله إلى تركيا قبل 13 عاماً ومحاكمته، حيث يعتبر مؤسس حزب "العمال الكردستاني" المتهم والمسؤول عن عمليات مسلحة ضد الجيش والمدنيين في البلاد.
وقبل ذلك، شكل وجود أوجلان في سورية نقطة صراع بين دمشق وأنقرة، هددت تركيا آنذاك بعمل عسكري ضد سورية في العام 1998، ولكن وساطة مصرية أدت لطرد أوجلان خارج سورية، ومنها انتقل إلى اليونان ودول أخرى قبيل إلقاء القبض عليه، فيما وقعت تركيا وسورية اتفاقية أضنة الأمنية.
وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" الكردية وحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" في سورية امتداداً لحزب "العمال الكردستاني"، خاصة أنها ترفع أعلام الحزب وصور زعيمه المعتقل بشكل دائم.
ويصدر أوجلان تعليماته إلى أنصاره من محبسه عبر محاميه، الذي عاد للالتقاء به في العام 2019، بعد 8 سنوات من حظر أي نوع من هذه اللقاءات، وذلك بعد فترة الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار من نفس العام، واعتبر أنها محاولة حكومية للحصول على الصوت الكردي في الانتخابات، ولكن هذا الأمر استقبل باستياء شعبي انعكس في انتخابات الإعادة بإسطنبول، ليفوز مرشح المعارضة فيها بفارق كبير عن مرشح التحالف الحاكم.